يؤكد غياب الطموحات الإمبراطورية لديها
تراجع روسيا عن مساعدة جاراتها اقتصادياً

* موسكو - سعيد طانيوس:
يعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي (الشيوخ) ميخائيل مارغيلوف، أن تخلي بلاده عن سياسة المساعدات الاقتصادية والأساليب الخيرية في تعاملها مع بلدان رابطة الدول المستقلة المنبثقة عن الاتحاد السوفيتي السابق، يؤكد غياب الطموحات الإمبراطورية لديها.
ويشير مارغيلوف في تعليقه على اعتزام الكرملين إجراء تغييرات جذرية في سياسته تجاه الجمهوريات السوفيتية السابقة إلى (أن تغييرات السياسة الخارجية الروسية التي تكسبها صفة البراغماتية والواقعية جارية منذ خمس سنوات) أي منذ تسلم الرئيس فلاديمير بوتين مقاليد الحكم.
ويلفت هذا السيناتور المقرب من الكرملين النظر إلى أن روسيا واصلت تحت تأثير مسرولياتها التاريخية والعلاقات الشخصية لقادتها مع رؤساء دول الرابطة تقديم المساعدات الاقتصادية وممارسة الأساليب الخيرية السياسية والاقتصادية تجاه الدول الجديدة، من خلال إمدادها بالخامات الرخيصة دون أن تلقى منها أي ولاء سياسي أو منافع اقتصادية ملموسة.
ويقول إن التطورات الأخيرة في جورجيا ومولدافيا وأوكرانيا حملت روسيا على الكف عن ممارسة الدعم الذي يبعث روح الاتكالية لدى قيادات هذه الدول.
بل وأزيد من ذلك، ينقلب الدعم الروسي - على حد قوله - فساداً وإملاقاً لسكان جمهوريات رابطة الدول المستقلة، الأمر الذي يشجع على اندلاع ثورات على اختلاف ألوانها حيث تكتسب أحياناً صبغة معادية لروسيا.
وصرح مارغيلوف بأن روسيا تشعر بكلل من تقديم المساعدات من هذا النوع. لقد تبين ذلك بجلاء قبل أيام أثناء المباحثات مع أوكرانيا حول القضايا الاقتصادية الملحة.
وأعاد مارغيلوف إلى الأذهان أن روسيا رفضت قطعياً توريد الغاز الطبيعي إلى هذا البلد بأسعار أقل بثلاثة أضعاف من الأسعار العالمية وأنها تخطط لتقليص توريدات النفط الخام بنسبة 17 بالمائة لأن سياسة التعريفات التي تمارسها أوكرانيا تلحق ضرراً بالشركات النفطية الروسية.
وصرح السيناتور الروسي بأن هذا الموقف الذي يتنافى مع شراء ذمم الشركاء يبين بوضوح أن روسيا بريئة من أي مطامح تسلطية إمبراطورية على جاراتها. ويؤكد مارغيلوف على أن روسيا تسعى إلى إقامة علاقات متساوية مع كل الدول بغض النظر عن تاريخها وموضعها الجغرافي سواء أكان الحديث يدور حول جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق أو الصين أو الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي. ويعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية أن هذا التعاطي سوف يساعد على ازدهار بلدان رابطة الدول المستقلة التي تنتهي بالنسبة لقادتها حقبة عدم المسؤولية. ويعتبر مارغيلوف أن القمة المرتقبة لقادة رابطة الدول المستقلة في أواخر هذا الأسبوع في قازان تكتسب على ضوء ذلك أهمية مصيرية في تاريخ العلاقات بين الجمهوريات السوفيتية السابقة.