بوتين ناقش مع برلوسكوني الوضع في العراق واستوضح موقفه بشأن سحب القوات الأجنبية

* موسكو - سعيد طانيوس:
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ختام لقائه مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني في سوتشي الاثنين الماضي، عن تطابق وجهات نظر إيطاليا وروسيا في مسألة مكافحة الإرهاب وعدم جواز استخدام معايير مزدوجة فقي هذا المجال, في الوقت الذي أعلن فيه مصدر في الكرملين أن الجانب الروسي تعرف أثناء مباحثات سوتشي على موقف رئيس الوزراء الإيطالي من الوضع الناشئ في العراق واحتمالات سحب القوات الأجنبية من هذا البلد.
وقال بوتين في المؤتمر الصحافي المشترك عقب انتهاء محادثاته مع رئيس الوزراء الايطالي: نحن والسيد برلوسكوني متفقون تماماً حول ضرورة أن يمتلك المجتمع الدولي موقفاً موحداً ومتضامناً وحازماً من الإرهاب, لا محل فيه للمعايير المزدوجة والمقاييس المتفاوتة أبداً.
وكان مصدر في الكرملين قد أعلن أن بوتين استفسر من برلوسكوني، عن الوضع في العراق وتطوراته الحالية وبالأخص، المستقبلية، وأضاف أن لروسيا مصالح اقتصادية كبيرة في هذا البلد.
وفضلاً عن ذلك ركز بوتين، على حد قول المصدر، على معرفة رأي برلوسكوني في احتمالات سحب القوات الأجنبية من العراق مع العلم بأنها تضم وحدات إيطالية أيضاً.
وأكد المصدر قائلاً: أعتقد أن طرح مسألة سحب القوات الأجنبية من العراق خطوة صحيحة، لا نقترح إجلاءها في غضون عام أو عامين أو حتى ثلاثة أعوام ولكننا نحب أن نعرف المواعيد، ولاحظ في هذه الأثناء أن الدول الغربية طالبت موسكو حينها بأن تحدد مواعيد إجلاء قواعدها من جورجيا ومولدافيا، وعلى حد قول المصدر إن الحديث يدور حول تحديد وقت انسحاب القوات الأجنبية من العراق أو وقت تبني الدستور أو اختتام عملية تشكيل مؤسسات سلطة الدولة في هذا البلد.
وأكد قائلاً ولكن القول بأن سحب القوات سيتم بعدما تتوفر الثقة بمستقبل الديمقراطية في هذا البلد إنما هو كلام طائش، وأشار في هذه الأثناء الى أن مثل هذا الجواب موجود بالنسبة لأفغانستان فيحدده التفويض الوارد في قرار مجلس الأمن الدولي المناسب.
وقال: لكن في العراق بدأ كل شيء من البحث عن السلاح الكيميائي وانتهى بتوفير الأمن الداخلي، وبات هذا الواقع في طي النسيان فلذلك يجب التذكير به، وأضاف أنهم جعلوا العراق مصدراً دائماً للإرهاب.
وصرح سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي بأن برلوسكوني اليوم سيمكث في سوتشي 3 أيام.
وقال بريخودكو إن بوتين وبرلسكوني بحثا مسائل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وأضاف أن جدول أعمال اللقاء تضمن مناقشة سبل تنشيط التعاون العملي في مكافحة الإرهاب الدولي، وتقوية أسس نظام الشرعية الدولية، وتفعيل دور هيئة الأمم المتحدة، وتوسيع مجالات العمل الثنائي الروسي الإيطالي من أجل تطوير تعاون روسيا مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وذكر بريخودكو أن الزيارة الحالية لرئيس الوزراء الإيطالي تحمل طابعاً خاصاً بالإضافة إلى كونها زيارة عمل.
وأعاد إلى الأذهان أن الرئيس بوتين نزل في أثناء زيارته إلى إيطاليا في عام 2003 في فيلا رئيس الوزراء الإيطالي في جزيرة سردينيا حيث جمع الطرفان بين العمل والاستجمام، ولا تعد هذه الزيارة الأولى لبرلسكوني إلى مدينة سوتشي الروسية الواقعة على البحر الأسود حيث أجرى في عام 2002 محادثات ثنائية مع الرئيس بوتين في هذه المدينة.