Wednesday 31th August,200512025العددالاربعاء 26 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

بلا ترددبلا تردد
البروفيسورة السعودية (سلوى الهزاع)
هدى بنت فهد المعجل

هل أخطأ الشاعر: كامل الشناوي الحدس حينما قال لحبيبته:


لا تكذبي، إني رأيتكما معاً
ودعي البكاء، فقد كرهت الأدمعا
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة.. فأنكر وادعا

ونسب الكذب إلى عينها وإن أقر لسانها بالصدق؟
وماصحة تأثير العين في النفس الإنسانية من أبيات (جرير):


إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذات اللب حتى لا حراك به
وهن أضعف خلق الله أركانا

وهل - بالفعل- العيون مغاريف القلوب بها يعرف ما في القلب وإن لم يتكلم صاحبها؟ ونأخذ برأي من قال: إن العينين هما نافذة الروح ثم نصفق للشاعر:
بدر شاكر السياب في قصيدته:


عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورقان الكروم
وترقص الأضواء كالأقمار في نهر
يرجه المجداف وهنا ساعة السحر
كأنما تنبض في غوريهما النجوم

وإن خالف الجواهري (جرير) وقال في قصيدته: أبا الفراتين


أبا الفراتين ما أصغى لنا بلد
ولا تسائل عن أشتاتنا أحد
(إن العيون التي في طرفها حور)
هي العيون التي في عمقها الرمد

والرمد: التهابات في الملتحمة التي تبطن الجفون ثم تنعكس على سطح العين وتكون ثلاثة أنواع:
1 - الرمد الصديدي وتكون قروح.
2 - الرمد الحبيبي وتكون حلمات وتليفات، وهذان النوعان من أهم أسباب فقد البصر في العالم.
3 - الرمد الربيعي وهو حساسية ملتحمة العين لبعض المؤثرات غير المعروفة لكنها ترتبط بحرارة الجو وانتشار الأتربة في أواخر الربيع وقدوم الصيف.
***
إذاً فالعين، غابة النخيل التي في طرفها حور، قاتلة الشعراء لم تسلم من الأذى.. وليست بمنأى عن العلل والأمراض.. بل هما شرفتان تكشفان عن باطن الإنسان، فرحه، ألمه، سعادته، أوجاعه، أمراضه، منغصات حياته، كما اكتشف ذلك الدكتور: بيكزلي فون في عام 1861م وهو في سن العاشرة من عمره.. كان عنده بومة وفي أثناء اللعب كسر رجل البومة وحزن كثيراً لذلك، أخذ الطائر إلى منزله محاولا تجبير الكسر والاهتمام به، وكان ينظر في وجه وعيون البومة معبراً عن أسفه واعتذاره، فلاحظ شيئاً غريباً وهو أن في العين اليمنى جهة الكسر ظهر خط قاتم السواد، بعد أسابيع كلما كانت القدم مكسورة تلتئم كان الخط المائل يخف، وفيما بعد لاحظ أن الخط ببطء اختفى، بينما أصبحت البومة معافاة.. أصبح بيكزلي دكتورا ورأى نفس التغيرات في قزحية المرضى فاستنتج أن كل الأمراض لها علاقة بقزحية العين.
كما لها علاقة بفضح المشاعر والأحاسييس وكشف النوايا.
والتشخيص الحدقي علم يستلزم استخدام قزحية العين لتشخيص ومتابعة التغيرات التي تحدث أو قد حدثت في الجسم، يكشف تكوين الكيان، الضعف الملازم ومستوى الصحة والانتقالات التي حدثت في الجسم بسبب أسلوب الحياة.
فهل ما سبق حرض البروفيسورة السعودية: سلوى بنت عبدالله بن فهد الهزاع ل(الابحار) في جراحة وطب العيون حتى أصبحت رئيس استشاري أمراض جراحة وطب العيون بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض؟
تلك (السلوى) التي استطاعت عن جدارة وعزيمة وإصرار نقش اسمها في أذهاننا بماء الذهب ووشمه بداخل الفؤاد.
وسياحة متواضعة في سيرة هذه المرأة السعودية الرمز تجعلني أصل وإياكم إلى مرسى امرأة نفاخر ونباهي بها، ونحاول، وندعو إلى مجاراتها والمناضلة مثلها.. ومعها.
سلوى الهزاع التي لم تكتف بإثبات وجودها ودورها الفعال في مجتمعها.. وفي الوطن والعالم العربي والغربي.. بل حرصت على تحسين صورة الشعب السعودي التي أخذت عنه بعد أحداث 11 سبتمبر، والمرأة السعودية.. فحرصت وثلة معها على إنشاء رابطة أصدقاء السعودية بالرياض.. هي الرئيس التنفيذي للرابطة ومقرها الرئيس في واشنطن دي سي.
فمن هي سلوى الهزاع؟
قطعاً لن أستطيع وغيري إيفاء هذه المرأة حقها عند حديثي عنها وتطرقي لإسهاماتها ونشاطها وإنجازاتها العلمية والطبية، ولكني سأسدد وأقارب في شأن امرأة حازت على لقب أقوى امرأة عربية من مجلة (فور بز) الصادرة في دبي من بين 50 امرأة عربية. ونالت جائزة المتميزة في حقل الطب والمجتمع من جامعة الدول العربية بالقاهرة عام 2005م بالإضافة إلى:
- الزمالة السعودية في طب وجراحة العيون.
- الزمالة الأمريكية في الشبكية والأمراض الوراثية.
- الزمالة الإنجليزية في جامعة أدنبرة.
- عينت برتبة بروفيسور مشارك في مستشفى (جونس هبكنس) الأمريكي.
وهي المرة الأولى التي يتم فيها اختيار طبيب عربي على مستوى الشرق الأوسط يحل بمنصب كهذا في أحد أعرق المستشفيات العالمية.
ولها إنجازات طبية غير مسبوقة حيث ألفت 4 كتب عن العيون أبرزها (الموسوعة العالمية عن الأمراض الوراثية في السعودية) استغرق العمل فيها 3 سنوات وتنوي تجديدها كل عام.
- أنشأت مركز العيون التخصصي لمن تعجز وسائل العلاج معهم بطرق الليزر والجراحة وهم (ضعاف البصر) الذي يحتاجون للتأهيل بوسائل مساعدة.. ثم تهيئة العاملين في بعثات لمركز (دايكي) أكبر مركز متخصص لضعاف البصر في الولايات المتحدة الأمريكية.
قدمت أكثر من 45 ورقة عمل تم نشرها في مختلف وسائل النشر العلمية الدولية المعترف بها عالمياً.
- ألقت 252 محاضرة دولياً ومحلياً.
- أول طبيبة على مستوى العالم تشغل منصب عضو تنفيذي في المجلس العالمي للعيون، ولديها أكثر من 13 بحثاً مختلفاً.
كذلك من إنجازاتها إعداد واعتماد بروتوكول اعتلال الشبكية لدى الخدج وفقاً لمقاييس المؤسسة الطبية (جونس هوبنكس) بأمريكا عام 93م.. وشراء أول ليزر من نوع دايود (الثنائي) لمعالجة اعتلال الشبكية لدى الخدج في الشرق الأوسط عام 94م ،وقد تخصصت في علاج الشبكية للمواليد الخدج الذين لا تتجاوز أوزانهم 400 غرام، أي نصف الكيلو وأقل وأعمارهم بين 24 و 26 أسبوعاً.
شراء أول ليزر متعدد الموجات لمعالجة اعتلال الشبكية في الشرق الأوسط عام 95م.
استخدام مغروسة غانسيكلوفير داخل الجسم الزجاجي (فيترا زيرت) لمعالجة مرض الأيدز لأول مرة في الشرق الأوسط عام 97م بعد أن تخصصت في علاج الأيدز لأنها ترى أنه مجال غير مرغوب فيه، ولجأت إلى ذلك من خلال فحص العين.. فالعين - كما نعلم - نافذة الجسم للأمراض المزمنة.
أيضاً استخدمت جهاز المعالجة الضوئية الديناميكية لأول مرة في منطقة الخليج لمعالجة تنكس البقعة الصفراء المرتبط بالسن عام 2000م وأكملت في نفس العام علاج 1000 حالة شبكية بالليزر.
وترى أنه لابد من المحافظة على شبكية العين بارتداء النظارة الشمسية بين العشرين والثلاثين من العمر لكي تقي العين من الأشعة فوق البنفسجية وتحجب وصول كمية زائدة من أشعة الشمس.. أما الأطفال فالنظارة تعيقهم ولديهم مناعة كافية للمقاومة.
وللبروفيسورة سلوى الهزاع آراء طبية قيمة يستطيع معرفتها من سعى وبحث وتقصى النعمة التي منّ الله بها عليها، وهجر التعرض للبروفيسورة من نواح الأجدر بنا ألا نتطرق لها لأنها أتفه من أن يلتفت إليها عاقل فطن!! أم أننا مازلنا نتتبع عورات الآخرين وننسى محاسنهم الجمة!!
آخر الأسفار
كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة... (النفري)
عضو هيئة الصحفيين السعوديين
ص.ب 10919 - الدمام 31443

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved