Wednesday 31th August,200512025العددالاربعاء 26 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

قبل أن تطير الطيور بأرزاقناقبل أن تطير الطيور بأرزاقنا
فهد الحوشاني

بعد أيام قلائل من إصدار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أمره الكريم بزيادة الرواتب 15% حذرت وزارة التجارة من زيادة الأسعار مؤكدة أنها سوف تراقب الأسواق عن كثب وسوف تتخذ الاجراءات الرادعة لمن يرفع أسعار السلع. ونأمل أن يتم ذلك فعلاً على أرض الواقع وأن تسبق الوزارة السادة التجار الذين ينوون استغلال هذه المكرمة الملكية لرفع أسعار سلعهم وتقف لهم على (ركبة ونص) أي في وضع الاستعداد لتصد الهجوم المتوقع منهم والذي سيحاولون فيه إبطال مفعول الزيادة من خلال زيادة مضادة وردة فعل قد لا تكون مساوية لها في القوة بل تفوقها. يدعم هذا القول التجربة الطويلة معهم، فلهم سوابق مشهودة لا تخفى على كل ذي جيب مفتوح! فكما عرفناهم فلديهم هواية القفز و(النط) بالأسعار إلى الأعلى. وهذا يتم حسب المزاج ودون سبب، فكيف سيكون الحال وامامهم الآن مبرر قوي وسيولة منتظرة يسيل لها اللعاب! ولو دخل الموردون للسلع الضرورية اليومية (على الخط) بين المواطن والزيادة فسيكون نصيبهم منها أكثر من اصحابها الحقيقيين. وهنا ستكون المشكلة، فبدل أن تصب الزيادة في الجيوب المستحقة لها ستخطأ العنوان وتصب في حسابات متضخمة في احد البنوك. واذا حصل ذلك فسيؤكد أن الوزارة لم تقم بدورها كما يجب وأنها سهلت من خلال تساهلها اختطاف تلك الزيادة. ومن الممكن أن ارتفاع الأسعار لن يتوقف عند حدود الـ 15% بل سيأتي حتى على الراتب الأساسي ويلتهمه بشره غير مسبوق متى ما كانت الفرصة سانحة. ورغم أن وزارة التجارة حذرت الا أن التحذير لا يكفي إذا لم تتبعه اجراءات قوية ورادعة ومعلنة. فمن الضروري أن يكون هذا التحذير مختلفاً عن باقي التحذيرات والتصريحات السابقة. فقد سبق أن زادت أسعار بعض السلع ولم نر أن الوزارة وقفت في جانبنا وأعادت الأسعار إلى سابق عهدها. ولو فعلت ذلك لما كنا والأسعار في مارثون لا يبدو انه له خط نهاية!
وحتى لا يتم الاعتقاد أن تلك التصريحات التحذيرية كانت للاستهلاك الاعلامي، وهي فكرة ربما استقرت في رؤوس الكثيرين، فإن المطلوب اولاً ايقاف الزيادة الحالية في بعض السلع والتي انطلقت صافرة بداياتها بعيد الاعلان عن زيادة الرواتب. وثانياً اعلان الاجراءات العقابية التي طبقت بحق الذين رفعوا الأسعار متجاهلين الوزارة وتحذيراتها. ولو حدث ايقاف الأسعار عند معدلها الطبيعي فإن الوزارة سوف تعيد الثقة بتصريحات مسؤوليها، وسوف نطمئن إلى أن محاولات بعض التجار لاستغلال ما هبت به تلك الرياح المباركة ومصادرة خيراتها سوف تبوء بالفشل بفضل اجراءات وزارة التجارة وليس تحذيراتها فقط!!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved