سكن بجوار منزلنا في الملز أحد أبناء الدول العربية الشقيقة المتعاقدين، وبعد سكنه ذهبت لزيارته والسلام عليه، وفي نهاية الزيارة قال: يا أخي هلا تكرمت وأخبرتني باسم شارعنا ورقم منزلنا لأني لم أجد تسمية في زوايا الشارع ولا على باب المنزل أي رقم. قلت: مع الأسف لم يسمَّ بعد الشارع وليس للمنازل أرقام.. قال: كيف يعرف ساعي البريد عنوان منزلي؟ أنا مضطر أن أكتب لأقاربي وأصدقائي، فعلى أي عنوان يردون علي؟ قلت: اطمئن.. ساعي البريد مرتاح لأنه لا توصيل للمنازل في كثير من مناطق الرياض بأسباب هذه المشكلة ولكن بإمكانك الاشتراك بصندوق بريد.. قال: وإذا لم أجد..؟ قلت: اترك عنوانك إن أردت على صندوق بريدي أو أحد زملائك، أو على عنوان عملك لأن هذه هي الطريقة الوحيدة هنا. قال: شكراً هذه مشكلة وجدنا لها حلاً.. ولكني الآن ذاهب لزيارة صديق وحتما سيزورني فكيف أرشده إلى المنزل..؟ قلت: كيف ستصل أنت إلى منزله؟ قال: أخذني بسيارته وأراني عمارتهم وأخبرني برقم الشقة والدور وبذلك عرفت عنوانه. قلت: إذن خذه أنت بدورك وأره موقع دارك حتى يزورك بنفس الطريقة متى شاء. قال: هذا صعب تنفيذه مع كل شخص.. قلت: إذن فالعنوان الذي يمكن أن توضحه لصديقك كالآتي: أخبره إذا وصل إلى الملز أن يسأل عن المستشفى الوطني ثم يتركه خلفه متجها إلى شمال شارع الستين، وبعد خمسمائة متر تقريباً من المستشفى يتجه شرقا بالشارع الترابي، ثم بعد أن يمشي مائة متر في ذلك الشارع يجد بقالة على شماله بعدها ثلاثة أبواب والرابع باب منزلكم..! قال: يا الله، شو هذا أصعب من الحل الأول. قلت: هذه مشكلة يواجهها الجميع في الرياض، وستظل حتى تسمى الشوارع وترقم المنازل. فهمّتك يا سعادة أمين مدينة الرياض لأن الوضع شاذ ومتعب وصعب مثلما قال جاري.!!
|