في مثل هذا اليوم من عام 1980 حقق العمال البولنديون المضربون انتصاراً ساحقاً في معركتهم التي استمرت لمدة شهرين مع حكامهم الشيوعيين من أجل الحق في إنشاء نقابات عمال مستقلة والحق في الاضراب. وكان هذا الاتفاق يعني أن تصبح بولندا أول بلد ينتمي للكتلة الشرقية يعترف بحركة نقابة عمال فعالة ومستقلة. وكان من المتوقع أن يقوم زعيم الإضراب، ليش فاليسيا، ونائب رئيس الوزراء ميكسلاف جاليكسكي بتوقيع اتفاقية تضع حداً للنزاع. وفي ظل هذه الاتفاقية تقرر أن يحصل العمال على وجبات غذائية أفضل وعلى خدمات اجتماعية أفضل. وقد تم إعلان الاتفاق على العمال المحتشدين في الخارج في منطقة بميدانك من أجل تهدئة ثائترهم. وقد قوبل فاليسيا بترحاب بالغ وحمله العمال على الأعناق ورفع يده بعلامة النصر. وقد جاءت الاتفاقية بعد صيف مليء بالأحداث في بولندا وبعد 18 يوماً أثرت على مئات الأعمال التجارية عبر الساحل الشمالي وكذلك المناطق الصناعية الأساسية في جنوب البلاد. وقالت التوقعات أن حوالي 150 ألف عامل توقفوا عن العمل وكانت وارسو على وشك أن تصاب بالشلل. كانت هذه أعنف أزمة تهدد الحكومة منذ حدوث تظاهرات احتجاج على ارتفاع ثمن المواد الغذائية التي أطاحت زعيم الحزب فالايسلاف جومولكا عام 1970م. ولكن في هذه المرة مضى العمال إلى مدى أبعد من مجرد المطالبة بخفض الأسعار، حيث طالبوا أيضاً بالتعبير السياسي. والى جانب حرية الإضراب وحرية النقابات، وطالبوا بإلغاء الرقابة وتحرير كافة المعتقلين السياسيين. وقد بدأت موجة من القلاقل بعد ثمانية أسابيع من خلال سلسلة الإضرابات التي احتجت على ارتفاع أسعار اللحوم التي كانت من قبل ذات سعر منخفض من خلال الدعم الحكومي. وحينما رفضت الحكومة خفض أسعار اللحوم قام 16 ألف عامل من مركز لينين شيبيارد في جيدا نسك بالإضراب عن العمل واحتلوا ساحة العمل. وقد انضم إليهم عمال المصانع الأخرى وخططوا لإغلاق أكبر موانئ البلطيق. وقد أخفقت كافة محاولات شق صفوف المضربين من خلال تقديم بعض التنازلات لبعض العمال وإعادة أنا فالنتنيوفيش إلى العمل. وبعد توقيع اتفاق حقوق العمال، تم في شهر سبتمبر إنشاء أول نقابة عمال مستقلة وهي نقابة التضامن، بزعامة ليش فاليسيا، ولكن تم إلقاء القبض عليه في ديسمبر 1981م، وأطلق سراحه في عام 1982 ومنح جائزة نوبل عام 1983م. وقد تم انتخابه رئيساً لبولندا عام 1990حتى هزيمته عام 1995م.
|