المرايا جمع مرآة، والمرآة وسيلة لعكس الضوء فتستطيع أن ترى صورتك (عينيك، أنفك، فمك، شعرك) .. ولم تكن المرايا معروفة في العصر الحجري، منذ أبينا آدم عليه السلام وإلى ثمانية آلاف سنة بعده. لقد كان آدم عليه السلام وحواء وأبناؤهما يذهبون إلى جدول ماء أو نهر إذا أراد أحدهم أن يشاهد صورته. وكلما كان الطين الأحمر أو القريب من الأسود أسفل النهر أو الجدول، كانت الصورة المنعكسة فيه أشد وضوحاً .. وذات يوم احترقت أشجار (بعد ثمانية آلاف عام من عهد أبينا آدم عليه السلام)، وكان أسفل الأشجار صخور تحوي خام الزنك والقصدير والنحاس والحديد، وهبّت عاصفة أثناء ذلك (مما يعني توفُّر الأوكسجين بكميات وفيرة ما أدى إلى اشتعال شديد الحرارة 1000 درجة مئوية)، فخرجت المعادن وكان بداية العصر البرونزي (أي عصر المعادن المختلطة دون القدرة على فصل كل معدن لوحده)، واستخدمها نوح عليه السلام في بناء سفينته الخشبية (ذات ألواح ودسر) أي مسامير .. وقد بدأ صنع المرايا من معادن تُصَب على لوح خشبي أملس، وكان المعدن يعكس صورة الواقف أمامه، وقد شاع هذا النوع، ثم حدث تطوُّر كبير حين اكتشف الإنسان الزجاج، وبنفس طريقة تكون المعادن، من خامات الزجاج (كربونات وبيكربونات الصوديوم والبوتاسيوم) ثم قام الصانعون بصنع زجاج مسطح بسكبه على معدن مسطح ثم صب عشر قطرات من المعدن على ذلك الزجاج وهو ساخن ثم طلائه بقطعة من القطن مثبتة بعصا. وقد شاع هذا النوع من المرايا ثم حدث تطوُّر لاستخدامها على يد (أرخميدس) العالم اليوناني قبل ثلاثمائة عام من ميلاد المسيح عيسى عليه السلام، فاستخدمها في الحروب التي دارت رحاها بين اليونانيين والرومان. وذات يوم جاء الرومان بسفنهم وأحاطوا باليونان وحاصروها، فدعا (أرخميدس) الملك لصنع مرايا كبيرة ثم قام بتركيز أشعة الشمس على أشرعة تلك السفن فاشتدت الحرارة واشتعلت السفن تحتها ولاذ الرومان بالفرار. وعرف العرب المرآة باسمين (المرآة، السجنجل) .. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في المرآة ويقول (الحمدلله الذي خلقني وسوّاني، اللهم كما حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقي). وفي عصر النهضة في أوروبا أُضيف نوعان آخران للمرايا المسطحة وهما: 1) المرايا المحدبة، وهي تسمح برؤية أوسع ومن مختلف الزوايا، إلاّ أنّها (الصورة) بحجم أصغر. 2) المرايا المقعّرة، وهي تسمح بعكس الصورة إلى صورة حقيقية، لاستخدامها في التلسكوبات.
|