Tuesday 30th August,200512024العددالثلاثاء 25 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

الشيخ أحمد ديدات.. العلامة الإسلامي في ذاكرتنا!!!الشيخ أحمد ديدات.. العلامة الإسلامي في ذاكرتنا!!!
الدكتور محسن الشيخ آل حسان:

ليس المسلم من يقول: إنه مسلم فقط.. ولكن المسلم من يحمل رسالة الإسلام على كاهله وينشرها بمعانيها السامية التي نزلت على سيد المرسلين محمد عليه أفضل الصلوات. والعلامة الإسلامي أحمد ديدات شخصية إسلامية مميزة لا في بلاده (جنوب إفريقيا) فقط، ولكن شهرته وصيته انتشرا في جميع بقاع العالم بعد أن قام بعدة (مناظرات دينية) مع قادة الأديان الأخرى في العالم مثل (المسيحية) و(اليهودية) وحتى (البوذية) وفند مزاعمهم وأكاذيبهم وتضليلاتهم ضد ديننا الحنيف.
وقد كان لي عظيم الشرف باستضافة العلامة الإسلامي في عام 1989م في برنامج تلفزيوني كنت أعده وأقدمه من القناة التلفازية السعودية الثانية وأصدقكم القول: إنني كنت شبه مرتبك في لقاء هذه الشخصية الإسلامية العالمية التي كان لها الأثر الكبير في نشر الدين الإسلامي في بلاده خاصة وفي البلدان الأخرى على وجه العموم.
ولكن حينما جاء الشيخ أحمد ديدات إلى الاستديو والابتسامة تعلو وجهه قال لي: اليوم سأتحدث من قناة إسلامية تمثل العقيدة الإسلامية الصافية.. وسيكون المشاهدون بإذن الله أكثر قبولا للحديث الذي سأقدمه لهم.. لأنه نابع من قلب وعقل وجسد مسلم.. وسيكونون بإذن الله أقرب إلي من أولئك الذين يدينون بأديان مختلفة. وابتدأنا اللقاء.. وتحدث الشيخ ديدات موجها كلامه إلى دعاة الدين الإسلامي في العالم قائلاً لهم: أنتم يا إخواني الدعاة قد بدأتم من نهاية الدعوة وليس من بدايتها.. فالدعوة للدين الإسلامي لا تأتي من خلال تغيير المظهر الخارجي للداعية، وإنما تأتي من تعليم مبادئ وأركان وأهداف الدين الإسلامي التي تصب في السلام والصدق والأمانة وحب الجار.. والابتعاد عن الموبقات.. وأكبر عدو للمسلم هو الشيطان الذي يتمثل في قتل النفوس البريئة.. وسرقتهم.. وتعذيبهم. واستمر الشيخ ديدات- رحمه الله- في تقديم صفحات إسلامية مشرفة.. حتى قال: (لقد أحرجت كبار المسيحيين واليهود وغيرهم حينما تحديتهم وفي قعر دارهم.. ودافعت عن ديني لا بالسلاح.. ولكن بالحقيقة والمنطق. وانتصرت عليهم في تلك المناظرات التي شاهدها أكثر من (250) مليون مشاهد في الأمريكيتين وأوروبا وأفريقيا وآسيا). واليوم وقد ودعنا الشيخ أحمد ديدات- رحمه الله- إلى مثواه الأخير.. نقول: إنه من الوفاء والإخلاص للدعاء له ولأمثاله من الرجال الصالحين أن نتذكر سيرته العطرة وأعماله البطولية في الدفاع عن دينه وهو الذي عاش في بلد متعدد الديانات والأعراق، واستطاع أن يوضح لهم محاسن الإسلام، وكذلك الأديان السماوية الأخرى الداعية إلى توحيد الخالق الله سبحانه وتعالى وعدم الإشراك به. مات الشيخ أحمد ديدات.. إلا أن أعماله باقية في ذاكرتنا.. قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}(11)سورة المجادلة.
وفق الله علماء الإسلام والدعاة الصالحين.. آمين يا رب العالمين.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved