Tuesday 30th August,200512024العددالثلاثاء 25 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

فلنفتح قناة للحوار في مدارسنافلنفتح قناة للحوار في مدارسنا
فاطمة بنت صالح الوهابي *

هذا النهر الجاري الذي لا ينضب ماؤه ولا يُنسى ولن يُنسى بإذن الله، والإشراف عليه بأيدي أكفاء وبعيون أوفياء يدركون أهميته وحيويته (إنّه نهر العلم والتعليم) ..
وبما أنّنا قد انتهينا من عام دراسي حافل، ونحن نستعد الآن لاستقبال عام آخر جديد مشرق بحوله تعالى .. ولأنّني أدرك أنّ المسؤولين والرعاة لا إجازة لهم، فبين النهاية والبداية تخطيط وتنظيم، ورسالة التربية والتعليم إذا انغرس همها وشجنها في النفس ترى صاحبها - وهو في إجازته أسبوعية كانت أم سنوية - حاملاً همها يخطط لها ويفكر في الرقي بها وبمن هو مسؤول عنهم ...
لا أتحدث ولا أكتب ملأً للسطور ... إنّما هو همٌّ يلازمني ويتبعني ويدفعني أحياناً كثيرة للحبور عندما أقابل أو أسمع عن أشخاص همُّهم مثل همِّي ..
فهذا همٌّ لازمني منذ كنت طفلة تقريباً لم أتعدَّ سن السادسة عشرة، فأول سنه في الخدمة لم تُعتبر لأنّي عملت معلمة بعد شهادة كفاءة إعداد المعلمات (رحم الله تلك السنين) مع مديرة أكبر مدرسة ابتدائية في ذلك الوقت هي الأستاذة (نورة الحرقان) في الابتدائية السابعة عشرة والتي أُدين لها بكلِّ الفضل بعد والدي - رحمه الله - لأنّها أول من أمسكت بيدي لأرتقي لشرف خدمة هذا المجال المشرف ...
ودفعتني برعايتها وخبرتها وشجعتني على إتمام دراستي حتى نلت شهادة البكالوريوس بحمد الله ...
وأعمل وأدرس في آن واحد ... وكم يثلج صدري اليوم ويملأني بالحبور أيضاً عندما أسمع أو أقرأ عن رفيقات درب أو كنّ طالبات لي، قد ساهمت في وضع أقدامهن على أولى درجات العلم ... تم تكريمهن والاحتفاء بهنّ فأفرح وكأنّه تكريم لي ...
أعود لفكرتي التي دفعتني للكتابة وقد ابتعدت عنها منذ زمن لانشغالي بهموم العمل والإدارة ... وهي أنّه في أحد الاجتماعات للقيادات التربوية وفي مداخلة مع الدكتور الفاضل عمر المديفر - حفظه الله - حول (أهمية الحوار)، قد شاركت في مداخلة أرجو الخير بإذن الله منها لنا جميعاً، وخاصة أنّنا وبحمد الله في هذه الفترة بالذات نجد آذاناً صاغية وقلوباً مفتوحة لسماع الأفكار البنّاءة التي من خلالها نرتقي بالعملية التربوية والتعليمية إلى مرحلة نحفظ بها أجيال الوطن من أبنائنا جميعاً من مزالق الانحراف والتخبُّط والضياع، فنكون يداً واحدة (بيتاً ومدرسة ومجتمعاً) لتحقيق هذا الهدف المنشود ...
والفكرة هي أن توضع في برنامج اليوم الدراسي للعام القادم حصة دراسية يُطلق عليها (الحوار البنّاء بيننا) يقوم بالإعداد لها وتنظيمها (قائد المدرسة: المدير أو المديرة) مع من يثق بهم من معلمين تفتح فيها القلوب قبل الأبواب للحوار البنّاء الهادف، وأن نعرج من خلالها لامتصاص كلِّ هم، وأن نستشفّ كلّ حيرةٍ، وأن نعالج أيّة شكوى في جو أُسري تشاوري مشوِّق .. وبذلك نربط بيوتنا بمدارسنا وبمجتمعنا، فتكتمل السلسة وتترابط، وعندما تكون الحلقات قويّة، بحول الله، فلا نخشى أيّ انفصام ...
ولا مانع أن ينظّم مثلها بين أولياء الأمور والمدرسة. هي مجرَّد رؤية متواضعة أتمنى تحقيقها والنظر إليها بجدِّية ممن بيدهم الأمر ..
سدّد الله خطى الجميع وأثابهم .. وكلُّ عام والجميع بخير.

* مديرة الروضة (العشرون) - الرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved