Tuesday 30th August,200512024العددالثلاثاء 25 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

نحو مزيدٍ من العناية بالنخلة فهي رمز من رموز الوطننحو مزيدٍ من العناية بالنخلة فهي رمز من رموز الوطن
عبد الله بن حمد الحقيل*

النخلة شعارٌ يرمز لعراقة الماضي والرخاء في الحاضر والمستقبل، حتى أصبحت رمزاً من رموز الوطن.. النخلة هذه الشجرة المباركة رفيقة للإنسان العربي منذ غابر الدهور يتغذى على ثمارها ولقد بدأت النخيل هذه الأيام تؤتي أكلها وعطاءها ونتاجها وبقدر ما تعطيها تعطيك كما يقال.
ومن المعروف أنه يتوقف نجاح غرس النخيل على مهارة ومعرفة بطريقة ريها وتسميدها واعطائها كفايتها من الماء وتقليمها وحمايتها من الآفات والتلوث وطريقة التلقيح إلى غير ذلك مما يعرفه أهل الخبرة والاختصاص، وتفيض الأسواق هذه الأيام بأنواع الرطب وأصناف التمر .. حقيقة إن النخلة شجرة مباركة تصبر على الحر والبرد وتخضع لعدة عوامل جوية وتتحمل الشمس والرياح والبرد على حد سواء، وفي بلادنا أخذ الناس يقبلون على غرسها والعناية بها، وقد بلغت اليوم أصنافها أكثر من مائة نوع وصنف.
وينبغي نشر الوعي الغذائي عن فائدتها الغذائية، ولعل أبرزها البرحي والسكري والخلاص والصقعي والمنيفي والدخيني والسلج والدقله والحلوة والرزيزي والصفراء والسري والشيي والمكتومي ونبوت سف وغيرها مما لا يتسع المجال لذكره ولقد قيل: هي المال والخير والظل، وأدبيات النخلة كثيرة ومتعددة ولقد ذكر الله النخيل في كتابه الكريم في معرض تعداد نعمه وفضله على عباده كما قال تعالى: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ رِزْقًا لِّلْعِبَادِ) ولقد زخر الشعر العربي الفصيح والعامي بالقصائد والأقوال التي دبجتها يراعات وقرائح الشعراء في ذكر النخلة ومن ضمنهم الشاعر أحمد شوقي حيث يقول:


أَرى شَجَراً في السَماءِ اِحتَجَب
وَشَقَّ العَنانَ بِمَرأى عَجَب
مَآذِنُ قامَت هُنا أَو هُناكَ
ظَواهِرُها دَرَجٌ مِن شَذَب
وَباسِقَةٍ مِن بَناتِ الرِمالِ
نَمَت وَرَبَت في ظِلالِ الكُثُب
وَناطَت قَلائِدَ مَرجانِها
عَلى الصَدرِ وَاِتَّشَحَت بِالقَصَب
أَهَذا هُوَ النَخلُ مَلكُ الرِياضِ
أَميرُ الحُقولِ عَروسُ العِزَب
طَعامُ الفَقيرِ وَحَلوى الغَنِيِّ
وَزادُ المُسافِرِ وَالمُغتَرِب

وهي قصيدة طويلة كلها وصف جميل وتعداد لمزاياها وذكر لفوائدها وعظم نفعها.. فمزيداً من الاهتمام بالنخلة فهي أم الخير وينبوع الفضل ولنحرص على تكثيرها والعناية بها وحمايتها فهي شجرة مباركة ولقد جاء في الحديث (بيت ليس فيه تمر أهله جياع) ولقد قيل: يا حبذا الثمرة ما أحلاها.
ولو استعرضنا أدبيات النخلة لطال بنا الأمد، وهكذا عشق ابن الصحراء النخلة لأنها تشكل مصدراً ودخلاً للأمة وما زالت تمثل وتشكل ذلك، فهي شجرة نامية متجددة في كل عام وثمرتها ذخر لنا ولأولادنا فلا تنتهي حياتها وفائدتها بوقت وزمن معين بل يورثها الآباء لأبنائهم فهي باقية مع الزمن وخالدة مع الأيام.. فلنحافظ على النخلة ونؤدِ ما لها من حقوق ورعاية وعناية واهتمام وإنشاء مراكز أبحاث النخيل والتمور وتصنيع التمور وحفظ الأصول الوراثية، وإنشاء مركز يتم فيه تجميع أنواع النخيل وأصنافها سواء المحلية أو العالمية - وما أكثر المنتجات الناتجة من التمور فهناك الفائض لدينا في كل عام يجب الاستفادة منه - .
إن الأمل كبير في كليات العلوم والزراعة ومراكز أبحاثها في تطوير الاهتمام بالنخلة وزيادة عدد مصانع التمور والصناعات المشتقة والقائمة عليها ومقاومة ما يعتري النخلة من أمراض وازدياد الوعي والعناية بهذه الشجرة المباركة التي عاش عليها أسلافنا قرونا والاستفادة من التقنيات الحديثة لإكثار النخيل والتغلب على ما يواجهه الفلاحون من آفات وأمراض وازدياد فرص الاستثمار في الصناعات القائمة على التمور والنخيل ومخلفاتها.
إن بلادنا اليوم تحتوي على أكثر من عشرين مليون نخلة، إن محبي هذه الشجرة الخضراء الجميلة المباركة يتطلعون إلى المزيد من العناية بها وتكاثرها حتى تصبح رمزاً من رموز الوطن ومنتجا استراتيجيا والاستفادة من كل أجزاء النخلة بطريقة تجارية ابتداء من الجذور وانتهاء بالسعف والثمار مع الاستفادة من التقنيات الحيوية المستخدمة فيه ودراسة ماذا يقدمه النخيل للبيئة واستكشاف آفاتها ومقاومتها والوقاية منها والحرص على تصنيع التمور واقتصادياها والأمل كبير في بذل الجهود لحل المشاكل والمعوقات التي قد تواجه زراعة النخيل والاستثمار في منتجاته من تسويقية وتقنية.
هذا وبالله التوفيق.
أمين عام دارة الملك عبد العزيز الأسبق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved