عندما خرج عالم الإدارة الأمريكي (بيتر دراكر) بنظريته الشهيرة التي عرفت ب (نظرية الإدارة بالأهداف) لاقت هذه النظرية التي تركز على مفهوم أساسي في علم الإدارة، وهو ربط العمل الإداري بأهداف المنظمة بإقبال كبير ومن أبرز من تبنوا هذه النظرية هو الرئيس الأمريكي نيكسون في السبعينيات الميلادية. إن هذه النظرية تركز على ربط العمل بأهداف المنشأة وتركز على الجانب التنظيمي من خلال ربط العاملين في المنشأة بالأهداف التنظيمية. فالتركيز على العمل اليومي المتكرر قد ينسي المسؤول الكثير من الآمال والتطلعات، وهذا مما أدى إلى وجود الكثير من المشاكل في الإدارات ذات العلاقة بالجمهور فالكثير من المديرين للأسف ينهمك يومياً في إنجاز أعماله بشكل روتيني مكرر دون أن يحاول أن يفكر في تطوير أداء الإدارة أو القسم الذي يعمل فيه، مما يجعل المشاكل تتكاثر، مما ينعكس سلباً على أسلوب تقديم الخدمة. وقد تناولت في أكثر من مرة وفي مقالات سابقة شرائح من بعض المديرين الذين إما أن يكونوا نسخة (مكربنة) ممن سبقوهم، أو أن يلجأ البعض منهم إلى تطبيق الأنظمة واللوائح بحذافيرها على المراجع، دون أن يكون لدى أي منهم القدرة على اتخاذ القرار، خاصة إذا كان ذلك القرار أو التصرف يصب في الصالح العام أو يؤدي إلى تسهيل أمر من أمور المراجعين! وعندما طرحنا بعض المشكلات والعوائق التي تقابل بعض المراجعين في الإدارات الحكومية لم يكن الهدف إغفال ماتم من جهود من قبل تلك الإدارات فالذين لا يعملون هم الذين لايخطئون ودور الصحافة هي تسليط الضوء على بعض الزوايا والمساحات التي قد لايراها القائمون على العمل! لقد واجهت من خلال كتاباتي السابقة وبالأخص في هذه الصفحة الكثير من ردود أفعال من قبل القائمين على بعض الإدارات، ورغم أن البعض منهم كان يتصل بي مرعداً مزبداً وكأنني عندما كتبت عن الإدارة التي يشرف عليها كتبت عن ملكاً خاصاً له لا يجب التعدي عليه إلا أن الغالبية منهم والحمد لله وصلوا إلى مرحلة من النضج والوعي مما يجعلهم يعدون دور الصحافة في أن تكون عيناً أخرى لهم يتلمسون منها بعض جوانب القصور في تقديم الخدمة، وآخر تلك الاتصالات التي تلقيتها كانت من الأستاذ ناصر الحوشان مدير مركز الرعاية الصحية الأولية في حي المصيف، الذي علق على ما كتبته في هذه الزاوية في وقت سابق من بعض جوانب تقديم الخدمة في المركز الذي يشرف عليه في حي المصيف، حيث لم يتنصل من الأخطاء التي قد تحدث أثناء العمل اليومي المتكرر، ولكنه في المقابل أوضح بعض الجوانب والجهود التي يقوم بها المركز. إن مسؤولية مديري المراكز الصحية الأولية لا تنحصر في مراجعة بيانات الحضور والانصراف اليومي للعاملين بل يتعدى ذلك إلى معالجة أسلوب تقديم الخدمة ومحاولة تطويره باستمرار، ووضع الخطط لتقديم أفضل الخدمات الصحية لقاطني الحي وعندما تناولت الخدمة المقدمة في المركز الصحي في حي المصيف وبعد مكالمة الأستاذ ناصر الحوشان ولكي أكون أميناً مع القارئ الكريم وبالقدر الذي أوضحت فيه في مقالة يوم الثلاثاء 11-7- 1426 الموقف الذي مر بأحد المراجعين عند زيارته للمركز الصحي في حي المصيف سأنقل لكم الجهود التي يقوم بها المركز الصحي في المصيف لتقديم الخدمة الصحية للمواطنين والمقيمين في هذا الحي. فالمركز يقوم بالعديد من الخدمات الصحية ومنها التوعية الصحية والتثقيفية، والاهتمام بصحة البيئة من خلال أخذ عينات من مختلف المناطق وتحليلها من الناحية الكيميائية والجرثومية وله جهود في مكافحة الأمراض المعدية، ومتابعة الحوامل، وتطعيم الأطفال ووضع سجلات خاصة لمتابعة تطعيماتهم، ورعاية الطفل من خلال (الطفل السليم) من 0-5 سنوات يتم من خلاله مراقبة نمو الطفل الجسماني والنفسي والحركي، كما يتوفر في المركز عيادة خاصة للأمراض المزمنة ووضع ملف خاص بهم ومتابعتهم كمرضى الضغط والسكر كما تتوفر غرفة خاصة للسجلات والملفات الخاصة بسكان منطقة المركز يتم تحديثها يومياً، ويتم من خلال المركز استقبال الحالات المرضية ومنها الحالات الإسعافية، كما تتوفر في المركز عيادة أسنان للرجال والنساء كما يقوم المركز بالإشراف على المستوصفات الخاصة بالمنطقة وخاصة ما يتعلق بتطعيم الأطفال وحفظ التطعيمات، ويقوم المركز بعمل حملات للتطعيم ضد شلل الأطفال من خلال المرور على المنازل لتطعيم الأطفال حتى سن 5 سنوات والحملة السادسة سوف تبدأ في 21- 8-1426هـ، ويتم الآن الإعداد لمهرجان المصيف الأول ولمدة ثلاثة أيام، كما تتركز جميع الأعمال التي يقوم بها المركز بمشاركة المجتمع عن طريق لجنة أصدقاء المركز ولجنة صديقات المركز، كما يوجد تنسيق بين المركز ومجمع الرياض الطبي لإحالة الحالات التي تحتاج إلى تدخلات طبية غير متوفرة بالمركز خاصة بعض التحاليل والأشعة المتقدمة. إن الإدارة التقليدية التي تتم في بعض الأقسام لا تضيف إلى تطوير الخدمة شيئاً بل تأخذ منها والنظرة الشمولية للعمل مطلوبة ورغم أننا ذكرنا بعض الملاحظات على أداء المركز في المقالة السابقة فإننا بنفس القدر نعطي مساحة أكبر لإبراز الجوانب الإيجابية في أداء المركز حتى نكون أكثر أمانة وموضوعية.
|