لم يتسنّ لي التشرف بمبايعة خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه، برفقة الوفد النسائي الذي تشرف بتمثيل قطاع التعليم في هذه المهمة، بسبب عدم تواجدي في المملكة تلك الأثناء، ولكنني كنت أتابع عبر محطات التلفاز العالمية، دهشة العالم واحترامه العميق للشكل الهادئ والحكيم الذي تتداول به السلطة في المملكة، تلك الصيغة السياسية الثابتة والمنضبطة، التي استطاعت أن تخترق الحصار الإعلامي الكثيف المرافق للانسحاب الإسرائيلي من غزة، ذلك الذي كان يروّج لدموع وأحزان المستوطنين اليهود بشكل يدعو إلى الريبة. ولكن على الرغم من هذا كانت هناك مساحة لتغطية إعلامية واسعة لما أسموه (الحالة السعودية) حيث هذه الدولة التي ما برحت فتية بالمقاييس الدولية، والمحاصرة أيضاً بالصراعات الإقليمية والتركيبة السكانية المترددة بين الماضي المقدس والمستقبل الذي يطرق الأبواب بقوة وإلحاح. هذا خلاف الدور الدولي الذي تلعبه على مستوى الطاقة حيث لا يخفي المراقبون قلقهم من سير سعر برميل النفط الحثيث باتجاه (100) دولار مع بدايات العام القادم. جميع هذا كان يجعل من المملكة مادة تدعو إلى الفضول وتسليط الأضواء الكاشفة بحدة على هذا المكان. ولعل تشرف المرأة ممثلة بقادتها من التربويات بمبايعة خادم الحرمين الشريفين، هو الدور الذي تستكمل به حقوقها المؤملة في المواطنة الكاملة، وتمارس الدور الذي أعدته الدولة لها عبر خططها التنموية دوماً، والذي سخرت له إمكانيات اقتصادية كبيرة في التعليم والتأهيل، والذي كان أيضاً معطلاً نوعاً ما عن الانخراط في المسيرة التنموية لهذه البلاد بالشكل المطلوب؛ الأمر الذي حوله إلى نوع من الهدر الاقتصادي والبشري مقارنة بالمردود الحضاري الذي تسعى إليه الخطط التنموية. جميع ما سبق كان يرفع العديد من علامات الاستفهام حول وضع المرأة السعودية على المستوى العالمي، حيث تصور بقدر كبير من المهانة والاستخفاف؛ كونها عاجزة عن استكمال حيزها الإنساني والحصول على حقوقها المواطنية بصورتها الكاملة. مع بداية العهد الجديد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أربعت الكثير من الأودية، وأبرقت الكثير من الوعود، واستبشر الرجال والنساء معاً، بعهد زاهر مع الملك الميمون.
|