Tuesday 30th August,200512024العددالثلاثاء 25 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

لما هو آتلما هو آت
بيني وبينهم!!
خيرية إبراهيم السقاف

مفارقاتٌ،
حتى في لمحة طيفٍ، وبؤرة عدمٍ،
والفيزيائيون حظيُّون تماماً، إذ أتيح لهم لبُّ الإبداع، ومكامن الدَّهشة ماثلة في طرقهم...
مفارقاتٌ،
حين يكونُ النُّمو من لا شيء حتَّى البؤرةُ، وما تلبثُ أن تنكمشَ ليكونَ كونٌ من لا شيء، ويكونُ اللاَّ شيءَ من شيء... أو من لا شيء.. كما هي الفكرةُ تولدُ من لا شيء، تنطلقُ من لا نقطةٍ، وتعودُ للنُّقطة شيئاً أو هيَ لا شيء...!!
تأتي العدمِّية من الفراغِ، ويكونُ الفراغُ فراغاً حينَ لا شيءَ يملؤهُ أو حين يمتلئُ من لا شيء...
مفارقاتٌ،
والطبيعيُّون من المختصين مهيَّأةٌ لهم ممارسةُ الغوايةِ في متاهاتِ اللّهاثِ المنظَّم وراءَ خفايا الانبهار، فلا يكادُ قدمٌ لهم يدخلُ في عُنُقِ ذرَّةٍ إلاَّ يشدُّون إليه بقيةَ كائنِ الرَّغبةِ فيهم ليلجَ تاماً إلى عوالم الاكتشاف، في مغامرات التجريب، عشوائياً، وغير... أو التَّأملِ المُطْلقِ
مفارقاتٌ،
حين كنتُ أُتَّهم بالغموض،
وتأتينيِ مهاتفاته كلَّما كتبتُ (غامضاً): (بُنيتي أفصحي...) وحين أعاودُ قراءة ما كتبتُ لا أجدني غيرَ مفصحةً بغير ما كتبتُ
مفارقاتٌ،
البؤرةُ تستهويني، والدَّكنُ يُحرِّضني، والعدمُ يُغريني، واللاَّ شيء يشدُّني، والمفارقات تغويني، والأبعاد تجذبني،..... و.....
مفارقاتٌ،
أتيح لي الجلوسُ والنقاشُ في شؤونٍ فيزيائية
عجبتُ كيف هناك قواسمُ مشتركةٌ كبيرةٌ بين المفكرين المبدعين، وبينَ نتائج تجارب الطَّبيعيين ولغة تعابيرهم ومصطلحاتهم.. خطوات هذه التجارب ووسم تجاربهم بها!
لغتُهم مُغريةٌ جداً، وجاذبةٌ جداً، ومحرِّضة على الإبداع...
لكنَّها لغة منافسة للغتنا نحن المبدعين...
اكتشفتُ ما سرَّني في هذه الإتاحةِ حين لم أكنْ فيزيائيةً لكنَّني على خطٍّ سواءٍ في لغةٍ نستخدمُ مفرداتها، ونوسمُ بخصوصيَّتها وأذكرُ أنَّني توقَّفتُ عن القراءات المختصة في موضوعات هذا العلم منذ أنهيت الدراسة الثانوية، إلاَّ ما تعلقَّ بأمر موضوعاتٍ تفرضُها علينا طبيعةُ الاطِّلاع في الشَّأن العلمي والتجارب المتقاطرةِ في الكونِ الذي يشملُنا، وما تداخلَ من أموره بأمورِ الإنسان وحياته ومعارفهِ وخبراتهِ.. تلك الخبرات المترابطةُ المتشابكةُ فيها مجالاتُ العلمِ والمعرفةِ.
مفارقاتٌ
خلصتُ من النقاش والقراءة والاستماع منبهرةً
إلى أنَّهم يستخدمون مفرداتي وكنتُ أحسبها وقفاً على الأدب والإبداع!
حين أجدني في بحور أفكاري أجدِّفُ، وأجدهم بأبجديَّتي يغوصون في الكونِ ويصنعون بها مصطلحاتهم!!
المفارقةُ ليس أن يستخدموا اللُّغة فهي مشاعةٌ للتواصل بأنواعه وحقٌّ. المفارقةُ تحديداً الكلمةُ -العبارةُ- التعبيرُ: تصبح لديهم فعلاً!!
صراعي كان حاداً مُدْهشاً بين الذي أقول، وبينَ الذي يفعلون!
مفارقاتُ
خلصتُ إلى أمرٍ هو أنَّ المبدع عليه أن يقتفي أثر الفيزيائيين وعلماء الطَّبيعة...
مفارقاتٌ
نحن نفكرُ ونتخيَّلُ ونكتبُ فنكتشفَ... ولا نقرِّرُ ولا نقرُّ وهم يجرِّبون غالباً ويكتشفون فيفكرون ولا يتخيَّلون فيقرُّون ويقرِّرون.. ويتخيَّلون فينطْلِقَوُن.
هم يفكرون ولا يتخيَّلون...
الخيالُ لدينا حافزُ اكتشافٍ
والاكتشافُ لديهم رادعُ خيالٍ... في الغالب، ومحرِّض تفكيرٍ في أحايين...
و....
مفارقاتٌ....
تحيَّةُ حبٍّ صادقٍ وفخرٍ أكيدٍ بابني مَعين حفظه الله.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved