* الرياض - منيرة المشخص:
بعد صدور قرار تخفيض رواتب طلاب وطالبات سنة الامتياز في كليات الطب بنسبة 45% حيث كانوا يتقاضون 17 ألف ريال في السابق وأصبح 6 آلاف ريال، فقد كان لهذا القرار تأثير على الطلاب والطالبات الممارسين لمهنة الطب.. وكان (للجزيرة) لقاءات مع الطالبات اللاتي عبرن عن استغرابهن للقرار رغم التكاليف الكبيرة التي يتحملنها حتى في سنوات الامتياز من دورات والالتحاق بالزمالات الطبية والمناوبات في المستشفيات ومصاريف التنقل من مستشفى إلى آخر.
بعد صدور القرار المفاجئ الذي يقضي بتخفيض راتب طلاب وطالبات الامتياز من 7000 إلى 6000 ريال، جعلت الجميع يقف حائرا أمامه مثل هذه التساؤلات وغيرها طرحتها طالبات الامتياز عبر الجزيرة مطالبات بإعادة النظر في القرار في البداية التقينا مع رولا التي قالت من منا ضمن نفسه من الأمراض المعدية؟؟ من منا نام قرير العين دون أن يفكر في حياة مريض رآه اليوم أو مادة صعبت عليه استذكارها.
وأضافت ما لا يعلمه الكثير أن أطباء الامتياز ليسوا طلاباً انهم بكل ما تتضمنه هذه الكلمة من معاني وواجبات بل ان واجباتهم أكثر من الطبيب المقيم, فطبيب الامتياز مطالب بالإضافة لأداء واجبه الطبي والمناوبات التي تثقل كاهله في تلك السنة لتصل إلى ثلاثة أيام في الأسبوع إن لم تكن أكثر لتغطية مكان أحد الزملاء من الأطباء أو من هم أعلى منهم في السلم الوظيفي، كذلك مطالب بالدراسة لأداء اختبار التخصص والزمالة الدولية التي تتراوح أسعار تلك الاختبارات فيها ما بين 2500 إلى 3000 ريال لكل اختبار، بالإضافة لكل ما سبق فهو مطالب كغيره بمجاراة الظروف المعيشية فهو خريج بكالوريوس ولكنه طبيب وموظف مثقل بالواجبات ومهام تتعدى ساعات عمله الـ32 ساعة متواصلة.
بل انني اعرف طبيبات اشتغلت ضمن برنامج تخصص في احد المستشفيات دون راتب لمدة ثلاث سنوات بمناوبات وساعات عمل تتعدى أي موظف حكومي ، أتكون مكافأة تخرجنا في ظل تلك الصعوبات صفقة مجحفة في حقنا؟ المدرس والمدرسة يعملان 120 ساعة شهريا (أي أن ساعة عمله تعادل 44 ريالا بالإضافة إلى الإجازة الصيفية وإجازات المواسم والأعياد بينما طبيب وطبيبة الامتياز يعملون 270 ساعة أي ما يعادل 22 ريالا للساعة.
ومن جانبها قالت الطالبة (سارة) سنة خامسة طب بشري: القرار بقدر ما كان مفاجأة بالنسبة لي يؤثر (سلباً) على الأداء الوظيفي لطبيب الامتياز فيجد أن ما فعله من واجبات تجاه مرضاه والبقاء في المستشفيات لمناوبات ليلية ليس كافياً (إطلاقاً) مقابل 6000 ريال فقط.
فإصدار مثل هذا القرار في الفترة الحالية يجعل الطبيب والطبيبة في ترقب مستمر لقرارات جديدة.
وقالت الطالبة (منى الجهني) وهي طالبة طب بشري سنة ما قبل الامتياز: القرار أصابنا بإحباط لأنه أنقص حقوقنا المادية والمعنوية فقيمة الراتب يعد التخفيض لا يغطي تكاليف التدريب فبالإضافة إلى الامتحانات المكلفة التي تخضع لها يجب علينا التسجيل في ندوات وورش عمل مرهقة مادياً هي الأخرى.
وحول نفس الموضوع قالت الطالبة رنا محمد الحصيني طب بشري ما قبل الامتياز نحن لا يتوقف عملنا بعد التخرج بل نحتاج لحضور دورات ومؤتمرات طبيبة للتطوير من أنفسنا بالإضافة لامتحانات الهيئة السعودية للتخصصات وغيرها من المطالب وجميعها تحتاج لمصاريف ومبالغ ليست بالقليلة هذا إلى جانب المصاريف الشخصية فليس من المعقول أن الراتب يذهب فقط إلى عملي وعلمي.
كما التقينا مع الطالبة ريم محمد العنزي تدرس في السنة التي تسبق الامتياز، حيث قالت تخفيض مكافأتنا كنا نحلم بهدية التخرج وكنا نحسب أننا سنتلقى المزيد، لكن ان تخفض مكافأتنا فهي ظاهرة غير مسبوقة.
إضافة الى أني تلقيت خبر القرار وأنا أتدرب في احد المستشفيات الكبيرة في الفترة الصيفية فأصابني بفتور في الحماس وانعكاس في الشعور فالتدريب ليس مطلبا جامعيا لكلية الطب ولكنه زيادة في التحصيل العلمي وحبا (للمهنة في وقت يتمتع به غيري من بنات جنسي بإجازة.
وتضيف دعوني أصحح كلمة متداولة وهي (مكافأة) هي ليست كذلك بل راتب مقابل عمل نؤديه يدفع كل شهر، وقد يمتد هذا العمل إلى (32) ساعة عمل متواصلة بحيث يصل الدوام الرسمي الذي يبدأ من الساعة 7 صباحا إلى الساعة 5 مساء ثم تتواصل المناوبة إلى اليوم التالي أو يغمض لنا جفن في سبيل رفع معاناة أو تخفيف الآلام مريض أو شيخ طاعن أو أم كبيرة، فنحن علينا متطلبات عديدة والراتب مقطوع أي ان ليس له مزايا تذكر مثل تذاكر سفر وسكن وإعاشة وغيرها والامتحانات الخاصة بالتخصصات، بالإضافة إلى امتحانات الزمالة لمن أراد الدراسات الطبية التخصصية خارج المملكة فهي تحتاج إلى دفع رسوم تتجاوز ثلاثة آلاف ريال لكل دورة، هذا إلى جانب المراجع العلمية والكتب الطبية والالتزامات الشخصية ووسائل النقل فهناك طالبات يستخدمن الليموزين في تنقلهن من مستشفى إلى آخر وقد تكون المسافة تمتد إلى حوالي ساعة فهل هذه (المكافأة) تفي بمتطلبات طالب الطب فكيف إذا خفضت الى نحو 45%.
لقد أمضينا 6 سنوات في قاعات الدراسة والتنقل ما بين المستشفيات والمشرحة والمختبر.. من مستشفى إلى آخر بوسائل نقل مختلفة إلى جانب الارتباطات الأسرية وفي النهاية تكون الطالبة التي هي زميلة لنا في المرحلة الثانوية دخلت مسار آخر من الحياة العملية وبسنوات تقل عنا بحوالي 25% قد ضمن وظيفتها
من الخدمة المدنية وبفارق سنتين من الخدمة مع تساويها معنا في الراتب.
|
"محليــات"