Tuesday 30th August,200512024العددالثلاثاء 25 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

بيعة ووفاء بيعة ووفاء
علي بن يحيى الحدادي

اللهم لك الحمد كله، ولك الشكر كله، وعليك الثناء كله، على ما أوليته إيانا من نعمتك، جمعت كلمتنا، ووحدت صفنا، وثبت أمننا، وأنزلت السكينة علينا، وملأت قلوبنا اطمئناناً. اجتمعت بفضلك القلوب فبايع السعوديون عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد، وبايعوا سلطان بن عبدالعزيز ولياً لعهده.
فيا أيها السعوديون: اشكروا نعمة الله عليكم، حيث ولى عليكم خياركم، يقودونكم بكتاب الله، ويسوسونكم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رفعوا منار التوحيد والسنة، وأطفأوا نار الوثنية والبدعة، فمنّ الله عليكم بفضله ثم بفضل تحقيق التوحيد بنعم لا تعد ولا تحصى، أمن في الأوطان وعافية في الأموال والأبدان، وخيرات تجبى إليكم من كل مكان، يرفرف فوق رؤوسكم حكم السنة والقرآن.
لقد انتقل الحكم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بكل سهولة ويسر والله نسأل أن يديم هذه النعمة وأن يوزعنا شكرها: ها هو إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله يعلنان بكل وضوح وصراحة أنهما سائران على ما سار عليه أسلافهما الصالحون من ملوك هذه الأسرة الكريمة وأئمتها من تحكيم الدين الإسلامي وتصريف شؤون البلاد على ضوئه، وذلك في الوقت الذي عطل فيه حكم الشريعة في غالب دول الأرض.
فالله نسأل لهما الثبات والتأييد.
إن المشاعر مختلطة فإن كنا مبتهجين بما منّ الله به من اجتماع الكلمة على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فإن القلوب يعتصرها الحزن والألم لفقد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنته.
لقد خدم الحرمين الشريفين خدمة لم يسبق لها مثيل في عهد سابق فتمت أكبر توسعة لهما في التاريخ، فوفر سبل الراحة للحجاج والمعتمرين والزائرين.
وأنشأ للقرآن الكريم مجمعاً يعنى بطباعته وتفسيره وترجمة معانيه ونشره وتوزيعه، واعتنى به غاية العناية حتى صار لا يعرف في الدنيا كلها مركز خدم القرآن كخدمة هذا المجمع له، وأنشأ مئات المراكز الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها فنفع الله بها من عباده من شاء أي نفع!! حفظ الله به دولة الكويت وشعبها، فصد الله به العدوان ودحر به جند الباطل وردهم على أعقباهم خاسرين خاسئين وعاد الحق لأهله، وعادت الكويت لشعبها وأهلها، وحمى الله البلاد السعودية فجزى الله الراحل العظيم خير الجزاء.
بذل وقته وماله وإمكانيات دولته لجمع كلمة الدول العربية والإسلامية وإطفاء نار الفتن التي نشبت في زمنه في غير موقع من العالم العربي والإسلامي، فأطفأ الله به نار الحرب الأهلية في لبنان بعد سنين طويلة من الحروب والويلات.
جمع قادة الجهاد الأفغاني يوم اختلفوا وتناحروا فخرجوا مجتمعين على رجل واحد منهم، بذل الجهد في إطفاء حروب التطهير العرقي التي شنها الصرب على مسلمي البوسنة والهرسك، وقف إلى جانبهم حتى انتهت محنتهم، بذل لفلسطين وأهلها ما لا يمكن عده ولا حصره من مال وجاه لتخفيف محنتهم، وأجره في ذلك على الله وحده.
امتدت يده بالمواساة والبذل والإحسان إلى المحتاجين والمعوزين والمنكوبين في مشارق الأرض ومغاربها حتى لغير المسلمين.
وعزاؤنا في فقده وفراقه أننا بايعنا أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
رحم الله الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وأسكنه الفردوس الأعلى، وبارك لنا في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز ووفقهما لما فيه صلاح البلاد والعباد إنه جواد كريم.

(*) إمام وخطيب جامع عائشة بالرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved