الساعات والأيام والأشهر وحتى السنون تمضي في حياتنا.. بعضها يحمل الأحداث السارة والبعض الآخر يحمل الأخبار الحزينة والمؤلمة.. ولكن جميع هذه الأخبار.. السارة منها والضارة تبقى عالقة في ذاكرتنا إلى الأبد.. من الصعب نسيانها.. ولكن من السهل الاستفادة منها في المستقبل. ووفاة الملك فهد.. خادم الحرمين الشريفين -رحمه الله- كانت من أصعب الأحداث التي وقعت في عامنا الجاري 1426هـ، ولكن حينما نلتفت حولنا ونرى ما أنجزه الملك الراحل فهد وما صنعه لهذا الوطن من انجازات فاقت على كل انجازات العالم، فقد أنجز -رحمه الله- أكبر عملية تنموية على مدى سنوات حكمه لم تشهدها دولة في العالم. واستطاع الملك فهد أن يختزل في سنوات قصيرة حضارة حديثة تحدث بها العالم.. وان كل الانجازات التي كانت في علم المستحيل وكانت كالأحلام تراود مخيلتنا.. أصبحت حقيقة.. وصارت في متناول ايدينا. حارب الأمية كوزير للمعارف وانتصر، وحارب الفقر والمرض والجهل كوزير للداخلية وانتصر.. وحارب الإرهاب كملك.. وفاز فوزاً عظيماً.. والدليل خير برهان. لن نستطيع في سطور قليلة أن نسطر انجازات فهدنا العظيم.. ولكن هناك انجازات تتحدث عن نفسها.. فانجاز مبدأ الحوار الوطني مع المتعلمين وطلاب العلم من مناطق ومدن سعودية الذي أعلنه في اليوم الأول من حكمه الزاهر، وها نحن نحصد ثمرات هذا الانجاز.. حيث افرز هذا الانجاز جيلاً سعودياً أنصهر في بوتقة من العلم والثقافة.. فأصبح الجميع كشعلة مضيئة لها دورها الكبير في قيادة مجالس كثيرة.. منها مجلس الوزراء.. ومجلس الشورى.. ومجلس البلديات والمجالس الأخرى. إن الحديث عن المغفور له بإذن الله فهد بن عبدالعزيز وانجازاته والتي لا يمكن بأية حال من الاحوال جمعها في مقالة قصيرة ولكن التذكير بها للأجيال القادمة من أبناء وطننا الغالي.. فقد رعى -رحمه الله- المسيرة الإعلامية الصادقة والتي افتخر شخصياً بأن اكون من روادها الاوائل.. حيث تطورت وسائل الإعلام المختلفة.. المقرؤة منها.. والمرئية والمسموعة حتى اصبح الإعلام السعودي قوة لا يستهان بها.. تجده في كل البلدان وفي كل الأحداث والمناسبات ومن من الناس لا يتذكر حملات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- لمساعدة الشعوب والدول المنكوبة، فحملته الخيرية الإعلامية لمساعدة شعب البوسنة والهرسك وحملته الخيرية لمساعدة منكوبي تسونامي وقبلها الصومال وغيرها.. يده الخيرية -رحمه الله- كانت عونا للشعوب الفقيرة. لقد أسس العديد من الأكاديميات التعليمية في العالم لنشر العلم.. وبنى المساجد والمؤسسات الدينية لنشر الدين الإسلامي.. واعطى صوره مشرفة للإنسان السعودي في الخارج والداخل. كما قلنا في السابق ليس من السهل حصر انجازات ومواقف المرحوم العزيز على قلوبنا، ولكن سنترك هذه الانجازات والمواقف تتحدث عن نفسها على مر الساعات والأيام والأشهر والسنين ونقول وقوة الخطب تجرى في أعماق انفسنا.. نقول رحم الله الملك فهد وعوضنا الله بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله خير خلف لخير سلف الذي قادنا بحضور المرحوم ويكمل الرسالة معتمدا على الله سبحانه وتعالى اولاً.. ثم على أمير الإنسانية ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز والشعب السعودي قاطبة. وفي الختام نقول انت في ذاكرتنا يا ابا فيصل.
|