* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج: طفت الخلافات داخل جماعة الإخوان المسلمين في مصر على السطح، ولم تعد سراً كما كان من قبل حيث يشهد مكتب الإرشاد أعلى هيئة تأسيسية بالجماعة خلافات متصاعدة بين المرشد العام مهدي عاكف ونائبه الدكتور محمد حبيب بسبب الموقف من الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في السابع من سبتمبر المقبل. اشتدت الخلافات بعد ما أصر المرشد العام على إصدار بيان مبهم بشأن الانتخابات دعا فيه إلى المشاركة الإيجابية في الانتخابات تاركا الحرية للأعضاء في الاختيار من بين المرشحين العشرة وهو الأمر الذي اعتبره المراقبون صفقة سياسية بين الجماعة والنظام الحاكم، وقد صدقت توقعاتهم بإطلاق سراح أمين عام الإخوان المسلمين الدكتور محمود عزت الذي أوقف في مايو الماضي على خلفية مظاهرات الاحتجاج التي نظمتها الجماعة احتجاجا على تعديل المادة 76 من الدستور، ويتوقع أن يفرج عن قيادي آخر بالجماعة هو الدكتورعصام العريان عضو مكتب الإرشاد ومدير المكتب السياسي للجماعة إضافة إلى عدد آخر من الكوادر المقبوض عليهم . غير أن حبيب كان يريد صفقة أكبر تتمثل في وعود بالحصول على عدة مقاعد الانتخابات البرلمانية القادمة لذلك أراد التلويح بالمقاطعة أو تأييد مرشح آخر غير مبارك، ولكن عاكف الذي خبر النظام المصري جيدا رفض المغالاة في المطالب الإخوانية للهروب من الصدام مع السلطة وهو قال بنفسه في تصريحات صحفية: إنني لا أستطيع أن أقول للإخوان لا تنتخبوا فلانا او تنتخبوا غيره لأنني على رأس جماعة مترامية الاطراف ولها حساباتها. أما الدكتور حبيب فقد أصدر مذكرة تفسيرية لبيان الجماعة قال فيها: إن الجماعة لا تؤيد الرئيس مبارك، وأضاف في تصريحات صحفية أن الدكتور ايمن نور هو الأقرب، وهذه التصريحات كانت السبب المباشر في تصاعد الخلافات داخل الجماعة التي حرصت طوال تاريخها على كتمان خلافاتها الداخلية التي لم تهدأ يوما.
|