* إسلام أباد - (أ. ش. أ): استبعدت باكستان بشكل نهائي أن توافق على تسليم العالم النووي وأبي البرنامج النووي الباكستاني عبد القدير خان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أو إلى أي جهة أخرى من العالم. وطالبت باكستان الولايات المتحدة بأن تتفهم أنّها ترفض بشكل مطلق مسألة تسليم عبد القدير خان، أو حتى التحدُّث في هذه المسألة، مشدِّدة على التزامها الكامل بهذا الموقف. وطالبت باكستان على لسان سفيرها في الولايات المتحدة الأمريكية جهانجير كرامات، الإدارة الأمريكية بالتعامل معها على أنّها حليف وليس على أنّها هدف. وأكد السفير جهانجير كرامات في كلمة له أمام جماعة سياسية بحثية أمريكية ونقلتها وسائل الإعلام الباكستانية أنه يتعيّن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدرك أنّ باكستان قدمت أقصى قدر ممكن من التعاون مع الجهود الدولية الرامية إلى تفكيك وتحطيم ما يسمى شبكة عبد القدير خان للتهريب النووي، وأنّها لا تستطيع أن تتجاوز موقفها أو أن تقدم أكثر مما قدمت. كما طالب كرامات الولايات المتحدة الأمريكية بأن تتفهم أنّ باكستان لا يمكنها تسليم الدكتور عبد القدير خان، كما يجب عليهم الاّ يتحدثوا. وقال السفير الباكستاني في واشنطن إن بلاده قامت بنقل كل المعلومات التفصيلية التي توصلت اليها خلال التحقيقات التي أجرتها مع العالم النووي الباكستاني، سواء إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو إلى الوكالة الدولية للطاقة النووية. ووصف جهانجير كرامات العلاقات بين بلاده وبين الولايات المتحدة الأمريكية بأنّها علاقات قوية وأنّها جيدة جدا، وأنّه يتعيّن على الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الوقت أن تقرر هل تتعامل مع باكستان على أنّها حليف أم لا، مشيراً إلى أنّه في حالة تعامل واشنطن مع بلاده على أنها حليف، فإنه يتعيّن عليها أن تتوقف عن التعامل معها كهدف. وحول التعاون الهندي الأمريكي في المجال النووي، قال كرامات إن باكستان لم تقرر حتى الآن كيفية التعامل مع هذه القضية. وقال إن أحد الخيارات أمام باكستان تتمثل في: أولاً: أن تعارض هذا الاتفاق وأن تطلب من الولايات المتحدة عدم تطبيقه. والثاني: أن يكون هذا الاتفاق غير مقصور على الهند وحدها وإنما يتسع لدول العالم الأخرى في إطار قدرة هذه الدول أو تلك على الوصول إلى معايير معيّنة تتيح لها الاستفادة من مثل هذا الاتفاق مع واشنطن. وكانت تقارير صحفية نُشرت في باكستان، قد أشارت إلى أنّه وعلى الرغم من التحالف الحالي بين باكستان والولايات المتحدة الأمريكية الاّ أنّ هناك أزمة في العلاقات بين البلدين 0 وقالت التقارير التي نقلتها صحيفة ديلي تايمز الباكستانية، إن العلاقات الباكستانية الأمريكية يمكن النظر اليها من خلال الحرب على الإرهاب التي يخوضها البلدان جنباً إلى جنب، بالإضافة إلى الأوضاع التي تشهدها الأراضي الأفغانية، مشيرة إلى انعدام التعاون بين البلدين على المستويات العملياتية والتكتيكية في الحرب على الإرهاب وخاصة في مناطق الحدود الباكستانية الأفغانية المشتركة، وأنه يحسب على عناصر الاستخبارات والأمن الباكستاني إعاقتها للعمليات الأمريكية التي تهدف إلى الوصول إلى قيادات تنظيم القاعدة وحركة طالبان الأفغانية المسلحة. ووصفت التقارير العلاقات بين الرئيس الباكستاني برفيز مشرف والرئيس الأمريكي جوج بوش بأنّها عملية مساومة حذرة، وأن الجانب الأمريكي يحرص على إبداء ثقته في باكستان وتقديم المزيد من المساعدات العسكرية إلى اسلام أباد، لإقناعها بضرورة التعامل مع واشنطن كحليف، والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة وليس تحقيق أهداف جانبية أو فردية، وأشارت التقارير إلى أنّ اتهامات بورتر جوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لباكستان علانية بأنها تعرقل عمليات الأجهزة الأمريكية للقبض على اسامة بن لادن، رسخ الشكوك الأمريكية والاستخباراتية الأجنبية الأخرى حول إخلاص الأجهزة الباكستانية في العمل على تنفيذ الأهداف المشتركة.
|