Tuesday 30th August,200512024العددالثلاثاء 25 ,رجب 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

بسبب وضعها الصحي وغيابها سبع سنوات عنهبسبب وضعها الصحي وغيابها سبع سنوات عنه
الغيبوبة لم تمنع والدة الأسير فؤاد الرازم من لفظ اسمه والشهادتين

* القدس- نائل نخلة:
بعد سبع سنوات من الفرقة في غياهب العزل الانفرادي استطاع الأسير فواز الرازم أن يقبل يدي والدته ويعانقها ويتحدث إليها، بعد سبع سنوات من القسوة والظلام فواز استطاع أن يشعر بالحنان الضائع والنور الساطع القادم من والدته، انهمرت دموع غزيرة وتدفقت مشاعر جياشة عند تلاقي فواز بوالدته، بعد سبع سنوات سمح لوالدته المريضة قعيدة الفراش بزيارته.
أمي... أمي خرجت من فم فواز لتصدح مدوية في جنبات الغرفة وكانت أعلى من صوت السجانين الظالمين، برقت عيناه عند رؤيتها كما الألعاب النارية في السماء، أهي دموع فرح أم دموع حزن؟ دموع خضبت لحيته وانسكبت على راحتي والدته، امتزجت دموع الفرح بالحزن، فرح لرؤية والدته بعد فراق استمر مدة سبع سنوات بسبب منع الاحتلال الظالم منح الوالدة المريضة تصريحاً لزيارة خاصة، وحزن لرؤيتها بعد هذه السنوات وهي في حال احتضار تحت العناية المكثفة كدقيقة في شهر... شقيقة الأسير فواز - أم نضال - كانت برفقة والدتها إضافة إلى شقيقها في الزيارة التي استمرت لمدة أربعين دقيقة فقط داخل غرفة معدومة التهوية وخلف باب حديدي أصم في درجة حرارة يغلي منها الدم في العروق.
روت وقائع الزيارة وقالت وهي تحبس دموعها: (مرت الزيارة كلمح البصر، أربعون دقيقة في سبع سنوات لا تساوي إلا دقيقة في شهر، فقد وصلنا أنا وأمي وشقيقي حوالي الساعة الثانية عشرة قبل الظهر وانتظرنا لأكثر من ساعة قبل أن يسمح لوالدتي بالدخول ومنعونا أنا وشقيقي من الدخول بحجج واهية، مع العلم أننا تقدمنا بطلب عن طريق وزارة شؤون الأسرى والعديد من الجهات الدولية الإنسانية وسمح لنا بالزيارة بتنسيق وموافقة مسبقة.
وتضيف قائلة وهي تنظر إلى والدتها: (والدتي ابتلاها الله تعالى بالمرض، فأصيبت بفشل كلوي والتهاب في مجرى البول وتعاني من جفاف حاد، وهي الآن لا تأكل إلا عن طريق أنبوب بالفم يدخل الغذاء المسحوق والدواء إلى المعدة، وأصبحت طريحة الفراش لا تقوى على الكلام والحركة، جسمها هزيلوضعيف، ونظراً لهذه الحالة وبعد تقديم التقارير الطبية اللازمة سمح لنا بالزيارة ومنحنا سيارة إسعاف مزودة بالتجهيزات والعناية المكثفة).
فواز والشهادتان..
لحظات فرح عاشتها أم نضال وشقيقها الزائر وفؤاد عندما سمعوا صوت والدتهم لأول مرة منذ أحد عشر يوماً مضت وهي في حالها الصحي السيئ والغيبوبة، فتقول أم نضال: (فؤاد كان أصفر اللون عيناه حمراوان عندما عانق والدتنا وأسمعها صوته، استطاعت بفضل الله تعالى وبقوة عاطفة الأمومة أن تنطق اسمه بشكل واضح (فواز الله يرضى عليك)، فواز هو الاسم الذي كانت والدتي تناديه به، فلم نتمالك أنفسنا ورحنا نبكي على هذا المنظر، ثم ردد طالباً من الوالدة أن تنطق الشهادة فقالتها خلفه (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)، ثم مرت الدقائق سريعة وانتهى الحلم الذي طال انتظاره، وأتىالحارس وفرقنا، على عهد أخذه علينا فؤاد بأن نرعى والدتنا ونحافظ عليها).
فؤاد في سطور
ولد فؤاد في القدس عام 1957، أنهى دراسته من كلية الدعوة وأصول الدين.
انخرط في العمل الجهادي وعمل على تأسيس مجموعة مسلحة هدفها مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
اعتقل في يوم شتوي قارس البرد في 31-1-1981، وحوكم في محكمة عسكرية خلت إلا من بعض أقاربه والعشرات من الحراس والجنود في 8-6-1982.
ألصقت به تهم قتل جنديين إسرائيليين والاستيلاء على أسلحتهما, واستهداف العملاء الخونة في القدس وحرق سياراتهم، إضافة إلى تركيب العبوات الناسفة.
تنقل في العديد من السجون وعومل معاملة مذلة مهينة كما اعتقل عدد من أقاربه خلالها للضغط عليه.
ويعاني من ضعف النظر وأوجاع في الرأس بسبب الوضع المزري للسجن والظروف النفسية والصحية السيئة.
واليوم وبعد اعتقال قارب الربع قرن يعرب فؤاد عن استيائه من الإهمال الذي يعتري قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved