حوار - هناء حاج راغب علامة فنان صريح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لا يخاف عندما يكون على حق ويطلب حقوقه أينما كانت، يخاطر بمواقفه ويصل إلى مبتغاه، تمكّن على مدى عشرين سنة في الحياة الفنية من المحافظة على مكانته والالتزام بالفن الذي بدأه ولم يغير خطه سوى نحو الأفضل، يرى الأمور من منظاره الخاص ويضع لنفسه خططاً ممنوع المس بها حتى لو كلفه موقفه فسخ عقد أو محاربة من وسيلة إعلامية .في حواره الخاص مع (فن) هناك الكثير والكثير من الصراحة والأخبار في اللقاء التالي.. * ما الذي حدث بينك وبين محسن جابر وأدى إلى إصدار مكتبك بياناً عن سرقة الفيديو كليب؟ - أنا مع هذه الشركة منذ خمس سنوات وكان من المفروض على الشركة المنتجة تصوير فيديو كليب ولم تلتزم بالاتفاق، فصورت فيديو كليب (الحب الكبير) على نفقتي واتفقت مع عدد من التلفزيونات لبثه، بعد البث سرقته الشركة عن تلفزيونات أخرى، فأحببنا أن نوضح للناس في البيان ونظهر الصورة والحالة التي كنت فيها مع الشركة وأبيّن حقي. * تابعنا الفيديو كليب على الميلودي وعلى المازيكا، ولم نلاحظ أن الفيديو كليب منسوخ عن محطة؟ كيف حصلت السرقة؟ - ربما التقطوا الصورة بتقنية (ديجيتال) وهذه التقنية لا تخسر جودة كثيراً، وبالطبع ليست الجودة نفسها لأنها انخفضت بنسبة عشرة في المئة تقريباً، والفيديو كليب مسروق ومقطوع لإزالة شعار المحطة، اي أن هناك طريقة حقيقة أنا لا أفهم بها، ولا اعرف إذا استطاع الوصول إلى مكان ليسرق الفيديو كليب، ولا أعرف إذا دفع لأحد من ميلودي أو التلفزيون المصري ليعطيه نسخة، ممكن أن يكون سرقه بهذه الطريقة. * ألا تعتقد أن ما حصل قد يزيد من البعد بينكما؟ - ماذا تريدون أكثر من المشاكل التي حصلت، نحن كفنانين متعاقدين مع شركة إنتاج دورها أن تعمل لنا ونرى نتيجة عملها، لكن لا يشغل محسن جابر باله بهذه الأمور، وهو يتبع من ثاني عمل معه في ألبوم (طب ليه) سياسة تطوّيل مدة الإصدار، وعندما يذهب إليه راغب يكون كما يقال في لبنان (اطلق على قدمه النار) أي أنه يبعده عن الناس والإعلام ويتصل بالإذاعات ليمنعها من بث أغانيه، ولو لم آخذ أنا بشكل شخصي عبر مكتبي على عاتقي الإعلام وأقدم تعهداً للإذاعات للبث وأي شيء يحصل يكون مكتبي وأنا المرجعية، لكان هناك إذاعات كثيرة تخاف من أن تذيع الأغاني. * إذاً الهوة موجودة أصلاً؟ - الهوة موجودة فعلاً، لا أحد يستطيع الكلام مع محسن جابر، فهو لديه مسجل على هاتفه، يسمع من يتصل به ويتحدث إلى من يرغب، وهذا أمر معروف بين الإعلاميين، تصور أن المطرب لا يستطيع الاتصال به كونه لا يستطيع مواجهته لأنه دائم الهروب من المطربين، أنا لم أطلب منه سوى أن يقوم بأقل نسبة من مسؤولياته، وهذا ما لا يفعله، بل ينتج الألبوم ويضع امامه الحدود، وماذا بعد، لا نعرف؟! الحمد لله انتهينا منه وارتحنا، فهناك قضية رفعت عليه لأنني سكت على حقي ولم أجد نتيجة، فنحن لنا عليه مال وحقوق معنوية التي لن أستطيع تحصيلها في المحكمة، لكنني قد احصّل بعض المال الذي صرفته على الفيديو كليب، خصوصاً بعدما اثارني بموضوع تأخير الطرح إلى أن سامحته بمئات الألوف لأنزل ألبومي، لأنه سجل عقداً خصوصاً في المملكة العربية السعودية وفي وزارة الإعلام لمدة ثلاثة ألبومات، ووفق ما علمت انه في وزارة الإعلام يجب أن انتظر ثلاثة ألبومات لأخذ ترخيص لطرح ألبومي في المملكة، فهل سأنتظر إلى أن لا يصدر الألبوم وأنتج أنا على حسابي أو اطرح مع شركة أخرى وادخل في قضايا ومحاكم فإن الأمر سيؤذيني، فوجدت أنه بعدما صدر الألبوم أن اتنازل عن بعض حقوقي وأتحمل علاقتي مع هذا الإنسان. * ذكرت احدى المجلات أنه عندما يسأل راغب علامة عن محسن جابر يتكلم ضده وهذا الفرق بينه وبين عمرو دياب الذي يتكلم عنه جيداًَ، إلى درجة ان العلاقة بينهما عادت سليمة؟ - ربما أنا صادق أكثر بكثير، كنت دبلوماسياً إلى أقصى الحدود لكنه (تسلق على ظهري كثيراً) وأتعبني. * وجهت لمحسن جابر إنذاراً ورفعت دعوى عليه، لكنه لغاية الآن لم يرد عليك، وذكر مرة انك تفتقد لحسن الرد، هل يبدو كأنه يتجاهلك؟ - وفق ما فهمت ممن عنده أنه بدلاً من أن يأتي إلى مكتبه ولديه جدول مواعيد، ليحضر جابر ولديه جدول قضايا، فيسأل (كم قضية لدينا اليوم)، إن كنت أفتقد لحسن الإجابة، بماذا سأرد عليه؟ هو منتج خطير ويعمل لي؟ ولا يوجد أحسن منه؟ ياليته يفعل ما لا يفعل، هو لا يفعل شيئاً، لم يدخل الاستديو ولم اره يركّب أغنية، فهو ليس بمنتج وليس هذا اللقب الصحيح لأنه يشتري إنتاجا، لأن المنتج هو الذي يأتي بالأغاني وبالملحنين والشعراء ويدخل الاستديو ويتعب معك، واحياناً يتعب مع المطرب ويجلس معه ويرافقه في الاستديو، وهذا ما ليس عند محسن جابر، مثلاً محمود موسى كان منتجاً، فعندما عملت معه كنت أتعب فأذهب إلى البيت في آخر الليل لأنام ومحمود يتابع سهرته إلى ظهيرة اليوم التالي لينتهي من عمله، فهذا هو المنتج. * ما صحة ما يقال إن راغب علامة سيؤسس شركة إنتاج خاصة به؟ - لقد أسست فعلاً شركة إنتاج، ولم أعد بحاجة إلى من يمنعني من بث اغنياتي في أي مكان، لأنني احتاج إما إلى شركة تساعدني أو لا أريد أحداً، فأفضل شيء أن اساعد نفسي ضمن شركة أديرها من مكتبي وابيع ألبومي إلى شركة توزيع. * قال محسن جابر ان أصل الخلاف بينكما هو اختيار نوعية الأغاني التي لم يكن راضيا عنها ما هو ردك؟ والمشكلة عند من؟ - فعلاً هناك مشكلة في الاختيارات، مثلاً كان يأتي إليّ في البيت ويقول لي أنظر ماذا فعلت لمطربة اسمها (كذا وكذا) أسمعته (نسيني الدنيا) قال لي ليست جميلة فأسمعته (الحب الكبير) قال كذلك أيضاً، لكنه قال لي ساسمعك أغنية انتجتها أنا، وعندما استمعت نظرت إليه وقلت في نفسي (هل هذا الإنسان طبيعي) وسألني عن رأيي، فقلت له إنني حزين من أجلك، ولا أصدق أن هذا الإنسان هو الذي كان ينتج لوردة وميادة الحناوي، صار لديه هذه الأغاني، بينما الأغاني التي أصدرها لم تعجبه. من يصدق أن ألبومي صدر من قرابة التسعة أشهر إلى الأسواق وكأنه صدر أمس، وصار لدي شعور أنني لأبدأ بشريط جديد أحتاج إلى سنتين، لأن الشريط لا يزال له صدى قوي بالسوق وهذا ما لمسته في السوق المصري خصوصاً، فهل أنا لم أحسن اختيار هذه الأغاني؟ * ألم توضح وجهة نظرك؟ - عندما أسمعني الأغنية قلت له (بالتأكيد لست أنت من انتج لميادة ولست أنت من جلس مع بليغ حمدي وانتج لوردة) فكان رده (السوق عاوز كده) ففصلت له الأمر وقلت له ان اللحن عيب أن نسمعه وكلام يكتبه ابني (سبع سنوات) أفضل منه وصوت لا يوصف بالبشاعة، عندها قلت له (أستاذ محسن هناك مشكلة كبيرة بيني وبينك، أنا أعرف أننا لن نستطيع الاستمرارية فيما بعد)، فكلما كنت أحضر أغنية كنت أسمعها لملحنين وشعراء وصحافيين من الاصدقاء يندهشون بها فيأتي محسن جابر ويقول لا ويسمعني اغنية ل(....) فعلاً هذه مشكلة هناك مشكلة لأننا لم نستطع ان نتفق بنوعية الأغاني. لكن بكل الأحوال عندما وقّع معي العقد لم تلحظ بنوده أن يعطي رأيه في الأغاني، بل ان أسلمه الشريط وهو يأخذه، وحتى لو ذهبنا إلى المحكمة سيقول له القاضي ليس لديك رأي في الشريط، بل لديه 40 دقيقة ليصدرها. * ألم تتناقش معه بموضوع الإنتاج؟ - لقد علق محسن مع شخص مجنون إنتاج، فأنا مجنون استديو وأغان، أمكث ساعات وايام لأطلع بأغنية، بعض الأحيان حرف واحد يغير موازين الأغنية، وأحياناً أخرى أغير بالمطلع ومخرجها وأسمع وأحاول أن أجد الأفضل. أنا مجنون بفني، لقد دار ألبومي هذا خمسة بلدان قبل إصداره، إذا لاحظت في أغنية (الحب الكبير) وزعها اربعة موزعين هم هادي شرارة وأسامة الهندي وإيلي بربر ورالف خوري، وكل واحد كان له طريقة جمّعت الكل وذهبت إلى باريس وأخذت من كل شخص الشكل الجميل، أي قدمت مجموعة من الجميع وركبت الأغنية، وتنقلت بها من لبنان وتابعتها في مصر وأرسلتها إلى تركيا لأن هناك عازف غيتار مهم جداً ثم أخذتها إلى باريس حيث قمت بميكس هناك مع عدد من الأغنيات ثم اخذتها إلى لندن لإنهي النسخة الأصلية، فأي منتج يقوم بهذا الأمر. * من الملاحظ أنك تعطي وقتاً طويلاً بين كل إصدار وآخر، بين السنة والنصف والسنتين، فهل هذه خطة تشويق؟ - أعتقد أن الألبوم المقبل سيأخذ مني وقتاً أطول من ذلك، فحجم عملي وضغطه ونجاح حفلاتي بعد تسعة أشهر من الإصدار، بالأمس انتبهت إلى هذه الفترة، ولا يزال هناك هذا النشاط ومواعيد مقبلة، وأعتقد أن ألبومي الجديد لن يصدر قبل ثلاث سنوات. * ألا تجد أن الوقت قد يضيع منك؟ - أبداً، لأن هناك أغنية سأصورها واعتبرها من اجمل ما غنيت في حياتي وهي (صعب تغيب عن عيني ثانية) يقول مطلعها: صعب تغيب عن عيني ثانية من غيرك ما بشوف الدنيا ما بحسش روحي إلا بحضنك مافيش غيرك حاسس بيّ أحلى كلام في الدنيا كلامك أجمل حاجة في العمر غرامك نفسي أعيش وياك يا حياتي وابقى معاك حتى فاحلامي وهي من كلمات عبد الكريم. * المعروف عن راغب علامة أنه يغير كلمات الأغاني، فهل غيرت فيها؟ - لم ألمس هذه الأغنية بل بقيت كلماتها كما هي لا أحد يتجرأ على تغيير أي إحساس فيها. * ألم تجرّب ان تلحنها بنفسك؟ - لا أستطيع تلحين أغنية خليجية لأن مخارج الحروف واللهجة صعبة عليّ، بينما الملحن الخليجي يلحن الأغنية كما يجب بإحساسها، ويستطيع ان يحفظني أياها. * هل صعوبة اللهجة الخليجية ابعدتك عن أدائها باستمرار؟ - غنيت الأغنية الخليجية وسأغنيها فيما بعد، لأنني أسجل الأغنية بمتابعة الشاعر والملحن، مثلاً في أغنية لم يكن سعود شربتلي معي في الاستديو فلم الفظ بعض الكلمات كما يجب، مثلاً (كثر ما غنى) قلتها أنا (كتر ما غنى) فهناك اشياء تغيب عن الفنان لذا أجد ضرورة وجود الشاعر والملحن والموزع معي في مطبخ الأغنية. لقد اختلفت مع بعض الموزعين وقررت عدم العمل معهم، لأنني شعرت انهم يأتون للعمل بعدما تقاضوا أتعابهم ويضعون عدّتهم في الأستديو ويطلبون منك الغناء، علماً أنهم من الموزعين الجيدين، لكن ليس من المعقول أن أعمل أغنية تشغل بالي وقلبي والموزع لا يهتم، وهذا عتب مني لهم، فإما أن يعمل أو لا، وأعطيتهم مثلاً كأن نأتي بمهندس ديكور ويرسم لنا الخرائط ويقول لنا نفذوا أنتم، البعض تفهّم الأمر ووعدوني بعدم تكرار الغياب لأنني اصرّ دائماً على حضور كل العناصر. * يقول بعض المطربين أنهم يلبننون اللهجة الخليجية أو المصرية، ألا تجد خصوصية إذا فعلت هذا الأمر؟ - قد يغني المطرب لهجة معينة بأسلوبه، وأشبه الأمر مثل خوليو الذي يغني اللغة الفرنسية باللكنة الإسبانية، وأذكر ان احدى الصحافيات المصريات قالت لي إنها جاءت لتسمع مني كلمة (كباية) أي الكوب فأطلقت عليها اسم كباية. * يمكن أن نقول إن أغنية (يا بوي قلبي داب) دخلت إلى العالمية، وصار هناك أمل لدخول راغب إلى العالمية بعدها، لماذا توقفت عند هذه النقطة؟ - لم أتوقف، كما ذكرت لأحقق نجاح أغنية يجب ان نجتمع نحن الثلاثة (أنا والملحن والشاعر) وبسبب كثرة انشغالي وانشغال الشعراء والملحنين الخليجيين لم نجتمع وننتظر مناسبة لنجلس معاً لفترة أسبوع لننجز عملا، لقد التقيت أخيراً بالشاعر بندر المطيري الذي كتب (يا بوي) وأسمعني مطلع أغنية أحببته فطلبت ان يعطيه لمشعل العروّج، لأنني أحبه وأرغب بأن أغني له لأنه من الممكن أن يعطيني اللحن الخليجي الذي يليق بي، وأتمنى ان أغني أغنية تنجح معي، وإذا كان اللحن كما أريد سأصدرها منفردة (سينغل) ولن أنتظر الشريط لأنه سيتأخر. * ألم تتضايق لأنك دخلت إلى الغرب كمطرب عربي عبر اغنية خليجية وليست لبنانية؟ - لا يهم لأسباب عدة، أولاً الغرب ليس هدفي ولا أطلبه ولا أريد، فإذا كان لدي فرحة في الدنيا غير فرحة نجاحي في العالم العربي، بأنني أسافر إلى الغرب وأتمشى بالشوارع ولا أحد يعرفني ويسلم عليّ، ولا أريد ان أخسر هذا الأمر وأريد مكانا لأتنفس به. ثانياً، العالمية ليست كلمة سهلة، حلم الكثير من الفنانين بها، لقد دخلت أغنيتي إليها ولكن أنا لم أدخل اليهم، فالأميركي كجمهور لا يعرفني حتى لو سمع أغنيتي، العالمية ليس حلمي. * لماذا نجد الكثير من الفنانين يبحثون عن العالمية، ما هو مفهوم العالمية لديك؟ - البعض يعتقد أن العالمية ان يسافر ويغني في ناد ليلي في أميركا فيصير عالميا، العالمية هي عندما يأتي الأميركي والغربي ويقف بالصف ليشتري لي اغنية أو أسطوانة، وهذا صعب حصوله، فقد حصلت مرة مع الشاب خالد بعد أغنية (ديدي واوا) ولم تتكرر لأن الحظ لعب دوره، ولم يفهم هذه الأغنية لا اللبناني ولا المصري ولا الأميركي حتى في بعض مناطق الجزائر نفسها، ونجحت عند الجميع لأنها كانت نقلة نوعية بطريقة الغناء وصوته الذي فيه سحر، وهذا ما أدخل الأغنية إلى العالمية. * في كل ألبوم كان هناك انتظار لديو مع مطربة، فهناك أحلام الكثير عند المطربات للغناء معك، ويقدمن العروض ولكنك ترفضهن، لماذا؟ - لا أرفض لكنني أريد ان يكون للامر نصيبه، فهناك أمور تحصل يكون الله سهّلها لتحصل، وقلت إن الله أراد نجاح فتاة اسمها (اليسا) في أغنيتي، اخترتها بعدما سمعت صوتها على التلفزيون وطلبت فجأة أن ألتقيها، وكانت التركيبة سهلة وحصل الأمر وبسرعة لو قصدت أن أركّبها لما حصل. * هل كنت أنت المفتاح لأليسا؟ - هي قدمت أغنية ناجحة بعنوان (بدي بدوب) وأحببت صوتها بهذه الأغنية وطلبتها وفتحت لها الباب، مثلاً لو قدمت انا دويتو مع جينفير لوبيز ادخل إلى أميركا كلها وآخذ جمهورها لأنها أشهر مني، وهذا امر طبيعي فالأشهر يعطي جمهوره لغيره، ولم يكن لدي هذه المشكلة أبداً، اعترض البعض على اختياري لأليسا لأنهم أرادوا اختيار فتاة مشهورة أكثر، ولكنني أحببت صوتها، ولأختار فتاة مرة ثانية يجب أن أحب صوتا من جديد. * لكن قيل إنك كنت تريد ضرب نوال الزغبي باليسا؟ - غير صحيح، فلو جئت بنوال في هذه الأغنية لما نجحت بها مثل اليسا لأن الأغنية ناسبت صوتها، لقد ظلموا نوال وأنا ظلمتها ايضاً عندما قيل لي كلام عنها وصدقت فظلمتها. * في معظم اللقاءات معك تنتقد هيفاء وأليسا ونانسي؟ - لن أقول إن فلانة وفلانة صوتهن جميل وهن دخلن الفن من باب آخر، وأنا أعشق فتاة اسمها نانسي شخصياً وفنياً فهي صاحبة صوت جميل جداً، وهيفاء فتاة نجمة وعارضة أزياء وفتاة جميلة. * وفنياً ما رأيك بهيفاء؟ - لم أتابعها لأعطي رأيي بها، استمعت إلى ألبوم نانسي واليسا ولكني لم اسمع هيفاء. * لكنها شاركتك في بعض الحفلات؟ - لم اشاهدها لأنني اصل بعدها، فقد شاركتني ايضاً مي حريري في احدى الحفلات ولم اسمعها، إذا قلت لا اريد فلانة يقال إنني احاربها، وعندما أقول ليس لدي مشكلة يقال لي أنت احييت حفلة معها، صراحة لم أتابع أغنيات هيفاء أو غيرها، هناك الكثير لا أعرفهم لأنه ليس لدي وقت لأجلس لمشاهدة التلفزيون، حصل معي امر مرة فقد سلم عليّ شخص من (سوبر ستار 2) لأنني لم أتابع البرنامج في جزئه الثاني ولم أعرفه. * لم يعجبك البرنامج؟ علماً انك أعطيت رأيك به بأنه ليس بالمستوى نفسه؟ أنت ما رأيك به؟ - أقول إن هذه البرامج لها وهج في المرة الأولى والدليل سقوط (ستار أكاديمي 2) بالحضيض والآن سقوط (الوادي) الذي هو بنفس الأسلوب، أعتقد أن فكرة برامج تلفزيون الواقع يكون لها نصيب في اول مرة فقط، لأن الأفكار تبقى وتتغير الوجوه وتتحول إلى منافسة في إرسال رسائل هاتفية، هناك مشكلة كبيرة في هذا النوع من البرامج لأنها تغذي العنصرية، مثلاً ضمن برنامج فني في أوروبا لا تحتسب الأصوات لابن البلد من أبناء بلده، فإذا كان المشترك لبناني لا تحتسب الأصوات من لبنان وغيره كذلك، وإلا سيصبح الموضوع عنصريا، ويتشجع كل شخص ليصوت لابن بلده مثل مباراة كرة القدم، وإذا لم ننتبه له ستحصل مشكلة وستزيد المشاكل في الوطن العربي، لقد انتبه الأوروبيون لهذا الأمر واوقفوها ومن سيختار عليه أن يختار شخصا ليس حسب جنسيته بل كفاءته، لكن عندنا بكل أسف التلفزيونات تجمع المال وتغذي العنصرية على حساب الجمهور، فيرسل الشباب رسائل هاتفية وهم يجلسون في البيت، وتصل فاتورة الهاتف إلى مئات الدراهم أو الريالات بسبب التصويت. * من يساعد في انحدار الأغنية العربية، هل هو الإعلام أم الفنانون أم الجمهور؟ - ليس للجمهور علاقة بالإنحدار لأنه يريد كل جديد ليغيّر نفسيته في وقت يكون لديه مشاكل، أرى أن أكبر مساهم في هذه الحالة هو الإعلام المرئي وشركات الإنتاج، وأعطيتك مثالاً عن شركتي التي وقعت معي عقدا ولم نستطع ان نختار أغنية سوياً لنضع خط الألبوم بل تريد شريطاً جاهزاً، وكل شركات الإنتاج هكذا تريد الألبوم لتصدره دون ان تشترك في الاختيار، ووسائل الإعلام المرئية تريد اي شيء لتعرض. *لماذا كنت ترفض أن يشاركك محسن جابر بالاختيار؟ - أعطيت مثلا عن الأغنيات التي يأتيني بها، أنا صمت إلى أن بدأ بث أغنية (نسيني الدنيا) و(كسّرت) الدنيا، وقلت هذه الأغنية لم تعجب المنتج وهي ليست ناجحة، كان يطلب مني اشياء جديدة ويأتيني بأعمال دون المستوى الذي أريد، وقلت له إنني حزين من أجله، وتسألني عن شركات الإنتاج أذكر لي من يراقب فيها، في الشركات يقدمون المال ويطلبون الأغاني. * ألا تضع الذنب على كتّاب الأغنية والمطربين؟ - الشعر ليس مشكلة، واين المطربون، كلهم عارضو أزياء وملوك جمال (ملك جمال الزهور وملكة جمال الربيع و...) كلهم يريدون الغناء، الذين يغنون اليوم كثر، سأدعكم تحلمون، إذا طلب متعهد حفلات مني القيام بجولة فنية في العالم وطلب منكم اختيار مطربة لتشاركني الحفلات، ستختارون اسما أو اسمين أو ربما يصل العدد إلى خمسة فقط بين المئات أو الآلاف ممن يغنون، وستختارون نانسي أو أليسا أو حتى نجوى. * ألا يوجد لديك مجال واسع للاختيار؟ - انظر كمية المغنيات وهناك مئات الاسماء ولكن من هن النجمات بينهن، وهذا دليل أن عددا كبيرا يغنين بينما النجمات قليلات. * ألا تلاحظ أن الغناء صار وسيلة للربح السريع؟ نجد فتاة تخوض مجال الغناء منذ سنة وفجأة يصير لديها بيت كبير وسيارة موديل السنة ومال كثير؟ - أنت لا تتكلم عن مطربة بل عن إمرأة جميلة تتعرف على إنسان يفتح لها بيتا ويصرف عليها المال وليس من الغناء، وهذا هدف الكثيرات اللواتي يظهرن على الشاشة ويكن مثيرات ولا بد أن يعجب بهن احدهم ويفتح لهن بيوتا ويشتري لهن سيارة، وكلنا نعرف أن فلانة تعرفت على شخص فتح لها منزلا جميلا وفلانة اشترى لها سيارة جميلة وفلانة صرف عليها، وهذا ليس لأنهن يغنين ويحيين الحفلات ولا يجذبن جمهورا ويكسبن منها. * وهل الأمر نفسه مع الشباب؟ - ليس لدي معلومات عن هذا الأمر ولا احب الدخول في هذه التفاصيل. * بالعودة إلى الخليج، هل تعتبر أن الأغنية الخليجية أوصلت اللهجة والإيقاع الخليجي إلى الوطن العربي وسهّلت سماعها؟ - يميز الأغنية الخليجية كثيراً مواضيعها وكلامها اللذين فيهما معاناة، الكلام الخليجي وحده لحن، فعندما نسمع شاعرا خليجيا يلقي قصيدة نسمعه كأنه مغن، مثلاً سمعت وتمتعت بشعر بدر بن عبد المحسن، عندما نسمعه نتذكر نزار قباني والألحان الجميلة التي يقرأها، لا يزال في الأغنية الخليجية مواضيع ومعاناة، لا يزال في العلاقات البشرية والحالة الاجتماعية وعدم الاختلاط والتقاليد شدة، وهذه توجد معاناة عند الرجل والمرأة وتجعلهما يكتبان بإحساسهما كل الشجن والهيام مئات المرات، بالإضافة إلى أن أهل الخليج يهتمون بالامسيات الشعرية التي تضم حضوراً كبيراً في الجمهور، وهذا دليل على الاهتمام بالكلمة. أما الإيقاع الخليجي فهو فن قائم بحد ذاته ومن النادر أن يلعب احد بجمال الموسيقى، لأن تركيبة الإيقاع الخليجي مميزة ومتنوعة وتتاشبك مثل خيوط العنكبوت بتقنية لا يعرفها إلا من يتقنها. تأخرت الأغنية الخليجية بالوصول إلينا ربما لأنها كانت محاصرة قبل الثورة الإعلامية وثورة العولمة، وعندما فتحت الحدود طلعت مثل ينابيع المياه، ووصلت الأغنية خليجية إلينا بقوة وستعيش. * من أبرز من سمعته من المطربين الخليجيين؟ - لا شك الملك محمد عبده، أحب سماع صوته خصوصاً في أغنية (مجموعة إنسان) كلماتها (تذوّبني) كتبها الامير خالد الفيصل، لا أحد يستطيع كتابة هكذا فكرة لا في لبنان ولا في مصر، ففي كلمات الأغنية موسيقى ومعانيها فيها اسلوب لا صور تعبيرية لا تكتب سوى في الخليج، أحب هذه الكلمات لأنني اشعر أن أحداً يرسمني ويصف راغب علامة في هذه الأغنية، فأنا من برج الجوزاء المعروف عنه بأن لديه شخصيتين، اي أنه مجموعة إنسان لذا نرى معظم الفنانين (جوزاء) تراه يوماً سعيداً ويوماً حزيناً وحيناً يجلس مع مجموعة أشخاص وأحياناً تجده يجلس وحده. * ألن يتم الصلح بينك وبين قناة (LBC)؟ - تصالحت معهم ولكن ليس فنياً، الله يبارك المستوى الذي عندهم الذي نتعلم منه، في كل الأحوال أنا لست من دعاة المشاكل، لكنني إنسان أرفض التعامل بعنجهية وبطريقة ميليشاوية مع الفنان، صحيح إذا كنا في الحزب الجمهوري في أميركا ممنوع أن نكون في الحزب الديمقراطي، وفي لبنان إذا كنا في الكتائب لا نستطيع أن نكون في حركة أمل، ولكن ليس صحيحاً إذا غنينا على شاشة (LBC) ممنوع أن نغني في قناة (المستقبل) أو (MBC)وهذه احدى شروطهم وسبب خلافي معهم، كونهم يريدون منعي من الغناء على (MBC)وهذا شرط لا يطرح، ومجرد طرحه يعني أن الاجتماع بيننا سينتهي وفعلاً لم أتابع اجتماعي معهم ولم أحاورهم لأنني عندما اقبل بشرط عليّ أن اضع شرطي أنا، المنطق مرفوض عندي وغيري قبله وأنا لا أزال على موقفي، ولا أحد يغالطني لأنني استمر، فأنا لست بحاجة لهم او لغيرهم ولا لمحطة تلفزيون بل أنا بحاجة إلى جمهور، فإذا طلبت مني مجلة نشر غلاف بشرط الا أعطي غيرها أرفض مباشرة، هذا منطق ميليشياوي ونحن فنانون خلقنا الله لنغني لكل الناس وليس لفئة ضد فئة ولا دخل لنا بالحرب بل نحن ضيوف عند كل الناس. * عرفنا أنك ستحيي حفلة في موريتانيا كونك أول فنان عربي يدخل إلى موريتانيا، هل تشعر بأن هذه الخطوة مغامرة؟ - بالتأكيد ليست مغامرة بل أعتبرها بابا وانفتاحا بيننا وبين الجمهور الموريتاني، وأعتبر ان الفنان يجب ان يصل إلى أي مكان فيه جمهوره ويتخطى كل الحدود، ومن الجميل أن افتح هذه الأبواب وادخل إلى كل الأماكن، أحببت المشاركة في مهرجان (ليلة عيد) بعدما كنت ألتقي الكثير من الشعب الموريتاني في القاهرة وفي باريس ولندن وأماكن قريبة ويعرفونني على أنفسهم، وأتلقى رسائل من الموريتانيين بشكل كثيف وأسعد بها، أشعر ان لدي جمهورا لأنني عندما التقي بهم يحدثونني عن بلدي، ومن الجميل التقرّب منهم وأنا سعيد لأنهم طلبوني لأكون بينهم. * ألا تشعر ان هناك مخاطرة بعد الانقلاب الذي حصل؟ - صحيح ان البلد فيه انقلاب جديد والظاهر أنه مضى على خير، لقد وقعت على إحياء السهرة في موريتانا منذ أكثر من شهرين، أي قبل الانقلاب أو أي خلاف سياسي في البلد، وكان اتفاقي مباشرة مع شركةprodection 308الممثلة بالأستاذ كريم الجيلاني، وعندما طلبتني الفنانة كبيرة معلومة بنت الميداح لمشاركتها السهرة سعدت بهذا الطلب لأكون أول مطرب عربي يدخل إلى دولة عربية لا أعرف لماذا يتناساها البعض، المهم أننا لا نذهب للغناء لنظام لا للقديم أو للجديد بل للشعب الموريتاني الذي يبقى مهما انقلبت الأنظمة وليس لنا علاقة بالسياسة. * ماذا حصل بالأزمة التي حصلت بعدما قيل إنك تحدثت بالإساءه لسوريا؟ - المسألة انتهت لأنه اتضح لإخواننا في سوريا ان الكلام الذي قيل غير صحيح وأصدروا في جريدة على الإنترنت اعتذارا وتوضيحا، وحصلت فضيحة، هذه النقطة تضايقني قليلاً في العالم العربي، أنه من السهل الإنجرار وراء خبر سيئة، فإذا سافرت إلى أميركا وقلت لهم جون مايكل شتم أميركا يرد المواطن الأميركي (لا أهتم، هذا رأيه، انا أحب اغنيته) وينتهي الأمر عند هذا الحد، سبقنا الغرب بهذا الموضوع، نحن إذا مدحنا كل يوم ببلد وكتبت شائعة أننا شتمنا هذا البلد، يلحق الناس الشائعة وينسون أننا كنا نمدح. ينقصنا الكثير في العالم العربي وهذه النقطة مؤلمة بالنسبة لنا كفنانين بأن ننجر بشكل جارف وراء شائعة وكأننا ننتظر أي شيء سيء لنتحرك، لا أعرف ما سبب هذا الظلم وما دواؤه، وأعتقد أن الدواء يحتاج لعشرات السنين لتزول الآثار، ويجب على الصحافة المكتوبة والمرئية ان تصلح هذا الامر لأنها بذور خلافات بين العالم العربي لا تغلق إذا لم تعيها القيادات الإعلامية العربية، هذا شيء خطير ومؤلم، وينسون قضايا الأكل والشرب والبنزين وغلاء المعيشة ويلحقون الشائعات التي كتبت.
|