ربما يحمل عنوان الموضوع بعض الغموض.. فما معنى الأخطاء اللغوية القاتلة؟!.. وهل من الممكن أن تتسبب لفظة لغوية خاطئة في هلاك قائلها؟!!!.. نعم.. من الممكن أن تتسبب لفظة لغوية خاطئة في هلاك صاحبها.. خصوصاً عندما لا تستخدم تلك اللفظة في محلها الصحيح أو عندما لا تستخدم في سياقها اللغوي الصحيح.. فكم من لفظة قتلت صاحبها وأهلكته.. فالإنسان منا يقاس بما ينطق به أو يكتبه، لذلك فإننا عندما لا نتكلم بطريقة سليمة ونعرض ما بداخلنا بأسلوب سليم فإنه يتم الحكم علينا وفق ما نخرج من كلماتٍ وألفاظ.. هذا على مستوى الأفراد أو بني الإنسان، فما بالنا لو كنا نخطئ في حق الله جلّ وعلا فيما نكتب؟!.. ما جعلني أطرح هذا الأمر هو ما هالني على أشرطة (الشات) أو رسائل المحمول التي يبعثها المشاهدون على أرقام القنوات الفضائية وتمرّ أمامنا على هيئة أشرطة أسفل الشاشة.. فقد رأيت خلال تلك العبارات كتابات بعض الأشخاص ومراسلاتهم، والتي يقول فيها شخص ما لآخر: (إنشاء الله)، ويعني بها هنا (إن شاء الله).. أي أن الأمر الذي يتحدثان عنه سيتم بمشيئة الله تعالى، إلا أن من يكتب الرسالة أخطأ خطأ عظيماً لا يُغتفر، عندما كتبها بالطريقة الأولى، فقد كتب كلمة (إنشاء) التي تحمل معنى بناء الشيء أو إقامته، وحاشا لله تعالى أن تستخدم معه تلك الألفاظ فهو الذي أنشأنا وأوجدنا من عدم، وهو المعبود الأوحد، فكيف بنا نخطئ معه جلّ وعلا ونتخطى حدودنا ونسيء الأدب مع الله تعالى. خطأ آخر قاتل أود أن أشير إليه، في تلك الرسائل أيضاً المرسلة للقنوات على هيئة (شات)، فأكثر هؤلاء الأشخاص يكتبون لفظ الجلالة (الله) بطريقة خاطئة قاتلة، حيث يكتبونها (اللة) بدلاً من الهاء تكتب بالتاء المربوطة، مما يحمِّل اللفظ غير معناه، فبهذه الصورة الخاطئة يُنطق (اللات) وحاشا لله تعالى أن نشبهه بذلك، أو ننطق لفظ الجلالة بمثل ذلك. لذا أرجو أن نتحرى الدقة، خصوصاً إذا كان الكلام مع الخلاق العليم جلّ وعلا، وأن نتحرى دقة الكلام وصحته فيما نكتب أو نقول حتى لا نقع في مثل تلك الأخطاء القاتلة.
مدقق لغوي بالجزيرة
|