نظرية الذكاءات المتعددة التي أطلقها عالم النفس الأمريكي في جامعة هارفارد (هوارد جاردنر) العام 1983هـ من خلال كتابه (أطر العقل) جاءت لتتجاوز عدداً من نظريات الذكاء السابقة باعتبارها تعطي صورة ذكاء متعددة للشخص وليس نسبة ذكاء، وباعتبارها تُوسِّع من دائرة الذكاء فبدلاً من أن يقتصر ذكاء الشخص على (الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي) السائدين في الميادين التربوية التي تقتصر مقاييس الذكاء عليهما فقط، أصبح هناك ذكاءات أخرى جديرة بالمتابعة والتنمية مثل (الذكاء المكاني، الذكاء الحركي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الذاتي، الذكاء الطبيعي..الخ).لذلك جاءت نظريات الذكاء المتعدد لتقول إن كل الناس لديهم ذكاءات متعددة بناءً على الوراثة والثقافة والخبرات والتجارب وأنها قابلة للتنمية والتطوير وقابلة أيضاً للقياس والملاحظة وأنها عبارة عن (مشغلات) فعَّالة لتلقي المعلومة وتصديرها بالشكل الذي يجعل تواصل المعلم مع الطلاب بصورة أكبر بحيث يكون على اتصال وجداني عالٍ مع كل الطلاب وليس مع بعضهم كما حاصل في كثير من المواقف التربوية لأن المعلم عرف كل القنوات التي يتلقى من خلالها الطلاب المعلومة والخبرة والاتجاه، فبدلاً من أن يركز في طريقة تدريسه على الذكاء اللغوي والمنطقي أصبح لديه مجموعة خيارات أخرى تتمثل في الذكاءات الأخرى مثل الاجتماعي والمكاني وغيرها تمكنه من التفاعل مع الطلاب جميعهم، كما تمكنه الذكاءات المتعددة من بناء الشخصية بشكل شمولي مما يعجل بتخريج أجيال قادرة على التميز في مجال البيئة والإدارة وهندسة الطرق والألعاب الجسدية والعلاقات الدولية وهندسة النجاح وتطوير الذات والعلوم الطبيعية والفلكية، لأننا تشبعنا من نواتج (الذكاء اللغوي) الذي لا يبني وحده حضارة ذات قيمة في تاريخ المجتمعات الذي أمات بالتركيز عليه مناطق الذكاءات الأخرى في المخ.
|