البيعة تعزيز للتلاحم بين القيادة والمواطن

بالأمس تحققت صورة أخرى من صور التلاحم بين القيادة والشعب عندما تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز، في خطوة أخرى لسلاسة انتقال السلطة تعكس التزاماً قوياً بمبادئنا الإسلامية التي تنظم كل الأمور بالطريقة السليمة.. فالمبايعة إجراء أساسي وخطوة لا بد منها وليس مجرد تقليد فهي في صلب الشريعة الإسلامية، كما أنها تعبيرٌ عن التلاحم العظيم والقوي بين القيادة والشعب وتجديد للثقة في الحكم وفقاً لتعاليمنا الإسلامية التي لم تغفل أي كبيرة أوصغيرة.
وفي الممارسة العملية لهذا التقليد الإسلامي الأصيل تثبيت له في النفوس وإظهار للامتثال لهذه التعاليم الخالدة فضلاً عن أن ذلك يعبّر عن الاعتزاز بقيمنا ومبادئنا الإسلامية، فالأمة تحرص على أن تكون وفية لهذه المبادئ التي هي محور حياتها، وذلك من خلال التجسيد العملي لهذه المبادئ والإحساس بها حية تعيش بيننا، وفي ذلك كل التوافق المطلوب بين القيم والممارسة، وهذا ما يحقق الانسجام بين معتقدات الأمة وأفعالها بحيث تنتفي التناقضات طالما ظلت الأمة وفية ومراعية لتعاليمها..
ان الخطوة التي تمت أمس هي تعبيرٌ عن كل ذلك الالتزام بمبادئنا وهي في ذات الوقت تفويض كامل لولاة الأمر للاضطلاع بأمور الحكم، ومع الحصول على هذا التأييد من قِبل المواطنين، فإن ولاة الأمر يكونون في موقفٍ قوي للمضي قدماً في تنفيذ كل ما من شأنه تحقيق الرفاهية والرخاء والأمن لمواطنيهم وهم يحظون بكامل التأييد في مهمتهم..
وتعزز مهمة الحكم إلى جانب هذا التفويض الأنظمة التي تسير على هديها المملكة وهي المتمثلة في الأنظمة الثلاثة التي صدرت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله، وتتمثل في نظام الحكم ونظام المناطق ومجلس الشورى، وهي ترفد ولاة الأمر بما يعينهم على تسيير دفة الحكم حيث يختص كل نظام بمجال معين..
وفي مجمل الأحوال فإن المملكة تمتلك تجربة متميزة للحكم تستمد مقوماتها من ديننا الحنيف، وهي بفضل هذا الانسجام التام بين المبادئ والتطبيق تواصل مسيرتها الخيرة بوتائر متصاعدة من الإنجاز، وهي بإصرارها وتمسكها بالثوابت استطاعت العمل ضمن إطار تظهر في كل جزئياته مجموعة من التعاليم التي ترشد وتحدد وتقوم بل وتبارك الإنجاز الذي هو نتاج لهذا الالتزام المسؤول عن تلك الثوابت.