Thursday 4th August,200511998العددالخميس 29 ,جمادى الثانية 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاولــى"

في يوم البيعةفي يوم البيعة
بقلم: خالد المالك

دعونا نقف لحظة تأمل عند تلك المشاهد المؤثرة في يوم البيعة..
نتأمل التظاهرة الحزينة التي واكبت رحيل الملك فهد بن عبد العزيز..
ونلقي نظرة على هذا الجو الذي صاحب أمس انتقال السلطة من مليك إلى آخر..
* * *
في الرياض، حيث قصر الحكم، كان أمس يموج بأعداد هائلة من البشر، جاءوا ليمسحوا دمعة عبدالله وسلطان..
وقد غص القصر التاريخي بكل هؤلاء لتأكيد ثقتهم أيضاً بالملك عبد الله والأمير سلطان ومبايعتهما على القرآن والسنّة..
* * *
هذا استفتاء شعبي صادق وأمين - ولا شك - على مكانة الرجل الذي رحل عنا وودعناه بمهجنا ودموعنا وأحزاننا..
وهو استفتاء شعبي نزيه - بكل تأكيد - على إيمان هذا الشعب بأنَّ عبدالله بن عبدالعزيز بمساعدة سلطان بن عبدالعزيز هما خير مَنْ يقود الأمة ويواصل مسيرة البناء والعطاء والمستقبل لهذا الوطن الغالي..
* * *
المشهد وقد كان مؤثراً ولافتاً يعطي دلالته - وبما لا حاجة بي إلى أي تفسير - إنما يدل على أصالة هذا الشعب ومعدنه الطيب وحرصه الدائم على أن يكون بمثل هذا الموقف جاهزاً بإنسانيته وعواطفه ومشاعره ليقول كلمته..
وهو من منظور آخر، يظهر محبة هذه الأمة وتقديرها وثقتها بقيادتها الجديدة بزعامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز..
* * *
أمواج من البشر سدَّتْ كثيراً من الطرقات والمنافذ التي تؤدي إلى قصر الحكم حيث مراسم البيعة لولي الأمر..
بعضهم قدموا من مناطق المملكة، وآخرون من خارج المملكة لأداء هذا الواجب الوطني التاريخي الذي يعزز من مكانة المملكة ويقوي من صمودها أمام كل المحن والشدائد..
* * *
كانت عاصمة العرب - الرياض - هي نقطة التلاقي ظهر يوم أمس لكل هذه الجموع، باديةً وحاضرةً، ومن جميع محافظات ومدن وقرى المملكة..
تسألونَ: ولِمَ كل هذا الاهتمام؟، ما تفسيره؟، ولماذا هذا التدافع وقد كان الشعور بالصدمة في وفاة فهد بن عبدالعزيز كبيراً وفي ذروته؟..
فأقول لكم: ليس لهذا من تفسير عندي إلا أنه مزيج من الثقة الكبيرة بالقيادة الجديدة والحزن الكبير على رحيل فهد بن عبدالعزيز..
* * *
كان المشهد مؤثراً وصادقاً وحميماً وعاطفياً..
وهو أبلغ رد على مَنْ تحدث من قبل وراهن مراراً وشكك كثيراً في مستقبل المملكة كلما غاب أو رحل زعيم من زعماء هذا الوطن..
وكانت الصورة بزواياها المختلفة، وأبعادها وملامحها وألوانها غير المتكررة، تُظهر إلى أي مدى كان التلاحم بين القيادة والشعب، وكما لو أنها كانت ترد على أولئك الذين ما برحوا يكيدون للمملكة ويحاولون عبثاً الإساءة إليها..
* * *
كان كل شيء في قصر الحكم يتم ويتحرك بعفوية ومحبة بين كل الحضور..
مثلما هي العلاقة بين الأسرة الواحدة والعائلة الواحدة والقبيلة الواحدة، لا فرق ولا خلاف أو اختلاف بين من جمعهم قصر الحكم ووحدتهم المناسبة..
* * *
وكانت هذه الملحمة التاريخية هي المحطة الجديدة التي توقف التاريخ عندها ليسجل من جديد وفي بهاء واعتزاز واعتداد نقطة مضيئة في تاريخ الدولة السعودية وتاريخ القيادة السعودية وتاريخ المواطن السعودي..
إنها واحدة من أهم المحطات التاريخية التي تُبودِلت فيها الأدوار بينما كانت الأمة تعيش بين لحظات حزنها وسرورها وألمها وسعادتها، في ظل تبادل السلطة مع غياب قائد شهم هو الملك فهد وحضور قائد مقتدر هو الملك عبدالله..
* * *
رحم الله فهد بن عبد العزيز، وأعان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين سلطان بن عبدالعزيز على تحمل المسؤولية في قيادته لشعبه الوفي، وفي تحمله مسؤولية الذود عن تراب هذا الوطن الغالي.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved