* واشنطن - (أ. ش. أ)
يعكف الأطباء العسكريون في الجيش الأمريكي حالياً على احتواء تفشي بكتريا فتاكة معروفة بمقاومتها للعقاقير، أُصيب بها المئات من الجنود الأمريكيين خلال العمليات في العراق.
وقال اريون سرينيفاسان أحد قادة الخدمة الطبية العامة في الجيش الأمريكي، وخبير الأوبئة في مراكز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدة، إنّ 280 شخصاً أغلبهم من الجنود العائدين من المعارك في العراق أُصيبوا بهذا المرض.
وأضاف سرينيفاسان أن بعض هولاء انتقلت اليهم العدوى بينما كانوا في المستشفيات العسكرية الأمريكية.
وقال الخبير الطبي إنّ غالبية الضحايا هم من الشباب الذي أُصيب بألغام أرضية أو مدافع أو قنابل انتحارية. وأشار إلى أنه لم يمت من بين المصابين من الجنود الذين ما زالوا في الخدمة أحد، إلاّ أنّ خمسة مرضى حالتهم سيئة وخضعوا للعلاج بنفس المستشفيات التي كان بها جنود مصابون بالمرض قد وافتهم المنية، بعد أن انتقلت اليهم نفس البكتريا المسماة اسينيتوباكتير باوماني.
ووصف سرينيفاسان نطاق انتشار المرض بأنّه واسع .. وأشار إلى أن نفس النوع من البكتريا كان ثاني أنواع البكتريا انتشاراً بين الجنود الأمريكيين إبان حرب فيتنام، إلاّ أنّه لم يكن من المتوقع ظهورها بين الجنود المشاركين في عملية حرية العراق.
وقال سرينيفاسان: ليس الجنود المصابون فقط هم من يثيرون قلق الأطباء، بل أولئك الذين يحملون البكتريا على جلودهم لكنهم غير مصابين بالمرض.
وقال اللفتنانت كوماندر كيلي بيترسون، المتخصص في الأمراض المعدية بمركز البحرية الوطني للأبحاث الطبية في بيثيسدا بولاية ميريلاند، إنّ مستشفاه قد عالج 396 مصاباً في حرب العراق في الفترة بين مايو 2003 إلى فبراير 2005 وان 10 في المائة منهم كانوا مصابين بالبكتريا، بينما 20 في المائة كانوا يحملونها على أجسامهم دون أن يكونوا من المصابين.
وقال: لقد حدث نفس الأمر في العديد من المستشفيات العسكرية الأمريكية في واشنطن العاصمة وسان انطونيو، حيث بلغ أجمالي عدد المصابين بالمرض نحو 240 بينما تجاوز من يحملون البكتريا على جلودهم الـ 500 شخص.
وتصيب البكتريا الجروح والجهاز التنفسي والأوعية الدموية. ولجأ الأطباء الأمريكيون إلى اتخاذ إجراءات صارمة حيال التعامل مع المصابين القادمين من الميدان في العراق، مثل العزل واعتبار كلّ مصاب قادم من المعارك مصاباً بالبكتريا حتى يتيّن غير ذلك.
| 
"دوليات"