إغلاق مطار نواكشوط.. ودويُّ إطلاق نيران من أسلحة ثقيلة في العاصمة
محاولة انقلابية بقيادة الحرس الرئاسي في موريتانيا والغموض يلف الوضع

* نواكشوط - الوكالات:
استولى عسكريون موريتانيون، وبينهم عدد من عناصر الحرس الرئاسي، صباح أمس الأربعاء على مبنى الإذاعة والتلفزيون الوطنيين في نواكشوط، وقد قُطع بثُّهما اعتباراً من الساعة 5.00 (بالتوقيت المحلي وغرينيتش) كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وعلى الرغم من أنه ما زال الغموض يلفُّ الوضع في العاصمة الموريتانية بعد ساعات قليلة من انتشار وحدات من الحرس الرئاسي في أهم المراكز الحيوية في العاصمة أمس وسيطرتها على مبنى الإذاعة والتلفزيون وقيادة الأركان العامة للجيش إلا أنه قد سُمع دويُّ إطلاق نار قرب مبنى رئاسة الجمهورية لم يُعرف مصدره.
وكانت مصادر مطَّلعة قد أكَّدت وقوع محاولة انقلابية ضد نظام حكم الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، وقد انتشرت وحدات من الجيش في الساعات الأولى من صبيحة أمس الأربعاء؛ حيث قامت بالسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون وأغلقت الشوارع والطرق الرئيسة المؤدِّية إلى العاصمة ومنع الدخول أو الخروج منها. وتحدثت تقارير في العاصمة الموريتانية عن اعتقالات في صفوف كبار الضباط في الجيش، وأُغلقت جميع الإدارات العمومية والوزارات والبنوك وعدد كبير من المحال التجارية. ولا تُوجد دبابات في الشوارع، ولكن هناك سيارات عسكرية خفيفة مزوَّدة بمدافع رشاشة تنتشر في حالة تأهُّب قصوى في بعض المراكز الحساسة؛ مثل قصر الرئاسة. وهناك حالة من الذعر والخوف تتملَّك سكان العاصمة، وبدأ عدد كبير منهم في النزوح إلى خارج العاصمة. ولم يحدث انقطاع للتيار الكهربائي، ولكن هناك أزمة وقود. وما زال الإرسال الإذاعي منقطعاً، ولا توجد بيانات رسمية عن الحكومة أو الانقلابيين المفترضين. وقد تجمَّع بعض أنصار الحزب الحاكم بأعداد صغيرة أمام المقر الرئيس للحزب. ولا تُوجد تأكيدات عن اعتقالات أو عن نجاح الانقلاب، وهناك تسريبات غير رسمية وغير مؤكَّدة تفيد ذلك.
وفي السياق ذاته أعلنت مصادر عسكرية موريتانية أمس أن مطار نواكشوط أُغلق أمام الرحلات المدنية. وأكد مصدر دبلوماسي في العاصمة الموريتانية أن حركة النقل الجوي توقَّفت منذ الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (وتوقيت غرينيتش). وقال صحافي من وكالة فرانس برس: إن عسكريين يمنعون الدخول إلى المطار، لكن لم تتَّخذ أي دبابة موقعاً أمام المباني.
إلى ذلك ذكر صحافي من وكالة فرانس برس أن إطلاق نار من أسلحة ثقيلة سُمع أمس في نواكشوط بعد أن سيطر الحرس الرئاسي على عدد من النقاط الاستراتيجية في العاصمة الموريتانية. وأضاف: إن دويَّ خمس قذائف سُمع حوالي الساعة 10.15 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينيتش) قرب وسط نواكشوط؛ حيث خلت الشوارع تدريجياً. ولم ينشر الجيش أي بيان بعد أكثر من خمس ساعات على استيلاء العسكريين على مقر هيئة الأركان ومبنى الإذاعة والتلفزيون الوطنيين.
وكانت موريتانيا قد شهدت عدة محاولات انقلاب، كان أحدثها في حزيران/ يونيو عام 2003م عندما سيطر العسكريون على العاصمة نواكشوط لمدة يومين، كما شهدت انقلاباً عسكرياً فاشلاً آخر في آب/ أغسطس عام 2004م.