|
انت في
|
| ||||||
هذا الحديث معتمد جزئيّاً على محاضرة ألقاها كاتب هذه السطور في مدينة أبها قبل أحد عشر يوماً؛ وذلك بناءً على دعوة كريمة من سمو الأميرة العنود بنت عبدالله، حرم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير عسير، رئيسة قطاع النشاط النسائي والطفولة. وكان عنوان المحاضرة: (خواطر حول الوطن والمواطنة).
فأمر الوليد أن تُحمل إليه سليخة من رمث، فوافوه بها، لكن المنيَّة كانت أسرع إليه منهم. ورُوي أنّ عبدالله الجعفري قال: أمرت بصهريج لي في بستان عليه نخل أن يُملأ، فذهبت بأم حسَّانة المُرِّية وابنتها زوجتي. فلما نظرت أم حسَّانة إلى الصهريج قعدت عليه، وأرسلت رجليها في الماء، فقلت لها: ألا تطوفين معنا على هذا النخل لنجني ما طاب من ثمره؟ فقالت: ههنا أعجب إليَّ، فدرنا ساعة ، ثم انصرفنا وهي تخضخض رجليها في الماء، وتحرّك شفتيها. فقلت: يا أم حسَّانة .. لا أحسبك إلاّ وقد قلت شعراً، قالت: أجل. ثم أنشدتني:
وحكاية ميسون الكلبية، زوجة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، من أشهر الحكايات في هذا الموضوع. ومن الأبيات التي قالتها متوجِّدة حانَّة إلى البادية، مفضِّلة إيّاها على حياة الرفاه والترف في قصر الخلافة:
وحبُّ الأوطان، أو الديار، من أسبابه القوية - في بعض الأحيان أو في أكثرها - حبٌّ لأهلها بمن فيهم، بطبيعة الحال، الحبيب والحبيبة. بل إنّ مصدر الحب لها عند بعض العاشقين هو حب الحبيبة. فأحد الشعراء القدامى الذين تيَّمهم الحب يقول:
أما مجنون ليلى فما أوضح تعبيره عندما قال:
وأمام التعبير العاطفي الجميل لأولئك العاشقين، الذين أحبُّوا الديار لحبِّهم من هم عليها - لعلَّ من المستحسن أن تختتم هذه الحلقة من الحديث بالدعاء مع ذلك الشاعر الذي قال:
هوامش: 1- النهي: الغدير. الطَّرْق: مستنقع الماء الذي تبول فيه الإبل. اللِّوى: ما التوى من الرمل. 2- هواضبه: الأمطار الشديدة. 3- جنائبه: جمع جنوب؛ أي الريح الجنوبية. 4- الشفوف: الثياب الرقيقة الناعمة. 5- المراد بذوي الهيئات: الذين لا يُعرفون بالشر. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |