** قبل بضع سنوات كان العرض السنوي لموديلات السيارات الجديدة يمثل النقطة العالية للسنة في ديترويت، ولكن رالف نادر والدخان المتزايد على المدن غيرا كل ذلك، ففي هذا الأسبوع بينما تنتهي صناعة السيارات من حفلاتها للصحافة بهذه المناسبة، نجد أن التركيز هو على التحسينات التي لا سحر فيها والضرورية للأمان، ولضبط انبعاث الدخان. إننا نجد أن (النبذ المتعمد) شيء غير مرغوب فيه الآن، فلا أحد يستطيع أن يتحمل دورة أو موضة الثلاث سنوات - أي سيارة حديثة تماماً في سنة ما - ثم تغيير بسيط في مقدمتها في السنة التالية - ثم تغيير أكبر في مقدمتها في السنة الثالثة - ثم تغيير شامل لبداية جديدة. لقد بدأت الصناعة تتجه إلى دورة الست سنوات - مما ينتج عنه تركيز أقل على التغييرات الجمالية، ولو أن هناك بعض اللقم السائغة لعشاق الموضة - فبونتياك مثلاً لديها سياراتها الجديدة الفخمة جراند ام - وهناك بعض أهداب متوفرة بدرجة سخيفة وحسب الطلب من كراسي محورية على سيارات شفروليه إلى طريقة تشبه المقلاع لاستخراج الدولاب الاحتياطي من الشنطة في سيارات فورد البوكس، إلى زر الخوف للتنبيه في سيارات الكريزلر، إلى مقياس للحرارة خارج السيارت مثبت على المرآة العاكسة لسيارات الكاديلاك. ولكن التغيير الأكبر هذا العام هو في معالم الأدمان، والتعديلات الدقيقة المستوجب إجراؤها في المحركات لتوافق تعليمات الحكومة حول ما يمكن السماح له بالخروج من تلك الأنبوبة في مؤخرة السيارة - كما فرضت الحكومة على الصناعة عدة مواصفات في السنوات الأخيرة منها رادعات الرأس وأحزمة الاكتاف وأنوار العلامات الجانبية، وإقفال الدركسيونات، والأنسجة المقاومة للغاز، وخزانات الوقود المقاومة للاصطدام وحتى خطافات لتعليق السترات. أن معايير الأمان وانبعاث الدخان تتطلبان مقدرة اختراع - مما يستدعي نفقات مالية ضخمة - وأول ابتكار رئيسي نجده في الصدام - فالمواصفات الحكومية لعام 1973م تتطلب صدامات قادرة على تحمل صدمة سرعتها (8) كيلومترات في الساعة وبدون ضرر للمقدمة أو نصف القوة للمؤخرة، ولهذا اضطرت الشركات إلى تقوية الصدامات والتأكد من قوة تثبيتهم، ولكن شركة جنرال موتورز تعرض بعض استنباطات في عدة تصميمات أساسية فبعض سيارات الكاديلات والشفروليه بها مجموعة الشبك والصدام التي تمتص الصدمات بالرجوع إلى الوراء على مفصل في مكان مخصص في المقدمة، أما بونتياك فمجهز بصدامات هيدرولييك وفي اثنين من موديلات البونتيالك لا نرى صدامات مطلقاً بل مقدمة مصنوعة من مادة اليوريثين التي تتشوه عند الاصطدام ثم تعود إلى شكلها الأصلي، ومتوسط سعر مثل هذا الصدام هو مائة دولار للسيارة، ولا تزال الشركات تحاول إضافة ذلك إلى أساس سعر كل سيارة وتأمل الصناعة في بعض التحسينات من طريقة إعادة توزيع البنزين في السيارات والتي بواسطتها يتم إعادة الغاز المحترق إلى الكربوريتر لتقليل كمية أوكسيد النتروجين المتكون. ويبدو أن المواصفات الحكومية ستكون أشد في السنوات القادمة، ولهذا فإن المطلعين على الأمور لا يعلمون كيف سيكون باستطاعة ديترويت أن تلبي كل هذه المواصفات إلا أن أصحاب هذه الصناعة يدركون بأنهم جلبوا على أنفسهم هذه المتاعب بإهمالهم لرغبات المشترين ولو أنهم يرغبون بالطبع في مزيد من الوقت.
|