Saturday 23rd July,200511986العددالسبت 7 ,جمادى الثانية 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الطبية"

أطفالنا والصدفية.. من ينقذهم من المعاناة النفسية؟!أطفالنا والصدفية.. من ينقذهم من المعاناة النفسية؟!

يتأثر الأطفال المصابون بالصدفية كما يتأثر البالغون ويعانون مثلهم في تقبل حقائق هذا المرض ومعاناته.. وغالباً ما يحتاج هؤلاء الصغار والشباب من المصابين بالمرض إلى والديهم للحصول على العزاء والمساندة وهم ينشدون العلاج أو يتعلمون كيفية التأقلم على مشاكله.
الأطفال بالذات يعانون نفسيا من نظرة الأطفال الآخرين بهم، وهم بذلك يحتاجون لمساندة خاصة من الوالدين ومن الكبار حولهم حتى يستطيعوا تقبل المرض وحماية أنفسهم من الداخل من تلك النظرات الغريبة التي يجدونها من الآخرين.
الطفل المصاب بالصدفية عليه التعامل أساساً مع المرض كمصدر للخجل والإحراج والغضب والحزن، والأهم من هذا كمصدر لرفض
الآخرين له ممن هم في عمره والابتعاد عنه خاصة عندما يعاود المرض الظهور بعد شهور من العلاج.
ولا تظن أن الأمر سهل عليك كولي أمر لطفل مصاب بالصدفية بعد شهور من
العلاج. فأنت لن تعرف بالضبط متى تتوقع من طفلك المصاب تصرفا يشي بتغير مزاجه.
تذكر أن الطفل يتأثر أكثر من البالغ بإصابته بالصدفية؛ لأن الطفل في هذه المرحلة
يمر خلال فترة تكوينه لصورته الداخلية التي تعتمد كثيرا على رؤيته لشكله الخارجي ورؤية الآخرين وتقبلهم لهذا الشكل. لن تستطيع كولي أمر أن تساعد طفلك المصاب بالصدفية ما لم تلم شخصيا بكل ما يتعلق بهذا المرض وتتفهمه.
كيف ستثقف ابنك المصاب إن كنت أنت تجهله؟
هذه المعرفة التي يستقيها منك الطفل ستساعده على تقبل المرض أكثر في تلك المرحلة من عمره التي تشكل أنت مصدرها الأساسي للمعلومات.
الأمر يختلف قليلا عندما يكون المصاب في سن المراهقة أو أوائل الشباب إذ يتجه هؤلاء عادة للأصدقاء وللكتب أو للأطباء للمزيد من المعلومات ولا يعتمدون على الوالدين كمصدرهم الوحيد للمعلومات.
وعلى هذا فإنه من الضروري انضمام الطفل أو المراهق لمجموعات مسندة نفسية واجتماعية تزوده بالمعلومات عن العلاج الذي يتلقاه ولا يشعر بغرابة مشاعره تجاه المرض وتجاه الآخرين ونظرتهم له.
تعتمد وسيلة نقل المعلومات عن هذا
المرض لطفلك على عمره ودرجة فهمه للحقائق التي تعطيها إياه.
فالرسالة التي يتلقاها طفل في التاسعة تختلف عن تلك التي يتفهمها من هو في سن المراهقة ويحتاجها، لكنك في
كل الحالات لا بد أن تكون واقعيا وصادقا وواضحا حتى تكون عاملا مساعدا لابنك.
هذه بعض النقاط التي يمكن أن تشجع طفلك وتساعد على تثقيفه:
- داء الصدفية لَيسَ خطراً وليس قاتلاً أو مميتاً.
- لست وحدك المصاب بهذا المرض، فهناك ملايين المصابين به حول العالم ومن كافة الأجناس.
- داء الصدفية لَيسَ معديا، فلا يجب أن يخاف أصدقاؤك من الاقتراب منك أو ملامستك ومصافحتك والسماح لك بمشاركتهم الأنشطة المختلفة.
- الصدفية ليس عقابا أو ابتلاء نتيجة عمل اقترفته ويعانى منه الكثيرين بدون سبب واضح.
- هناك عدة علاجات ممتازة ومتوفرة يقدمها الأطباء الذين يعالجونك تذكر
كوالد (أو والدة) أن انفتاحكَ ورغبتكَ في التَعَلّم، وتقديم الدْعم والقدرة على
الإجابة على أسئلة ابنك ستساهم بشكل إيجابي وكبير في تقبله لمرضه وبالتالي الصبر على العلاج ومضايقات الآخرين. لن تستطيع أن تزرع في ابنك القوة التي يحتاجها إن لم تكن أنت قويا أساساً.
ابدأ من الأساس
تعلم كيف تشرح لطفلك عن تطور الخلية الادية وكيف تصاب بالصدفية، أحد هذه الطرق هي أن تقول له أو لها: الصدفية حالة تجعل بشرتك تتصرف وتبدو بشكل مختلف عن البشرة العادية.
الخلايا في البشرة غير المصابة تحتاج لأربعة أسابيع حتى تنتقل من أسفل الجلد إلى الطبقة العلوية حيث تموت هناك.
في حالة الصدفية فإن هذا يحدث خلال 3 أو 4 أيام مما لا يعطى الفرصة للخلايا لتتحلل مما يجعلها تتجمع على السطح على شكل طبقة ثخينة وتعطي ذاك المظهر القشري الفضي. ولأن سبب هذا المرض غير معروف حتى الآن فإنه لا علاج له.
الأدوية التي تتواجد تساعد على اختفاء المرض أو تخفف منه لكنها لن تعالجه تماما.
نقاط أخرى تفيد في التواصل مع طفلك:
- ابتعد عن الخرافات التي تشعر الطفل بأنه السبب في إصابته بالمرض، كأن تقول له أنه أصيب مثلا بالمرض نتيجة عدم تناوله للطعام الصحيح، أو لأنه أساء التصرف في أمر ما.
- اشرح للطفل أنك ووالدته لستما سبب إصابته بالمرض أيضا.
- اشرح طبيعة المرض والدورة التي يمر بها واجعله يدرك ما يمكنه توقعه.
- جعل الطفل متفهماً لحقيقة أن المرض هذا سببه خلل في جينات الخلايا ولا أحد يعرف لم يصاب به البعض ولا يصاب به البقية.
- ركز على ضرورة تقبل الطفل للعلاجات والانصياع لإرشادات الطبيب المعالج وضرورة اتباع طرق وضع العلاج واستعماله.
- اشرح له أسلوب الحياة اليومية التي عليه اتباعها حتى يتحسن.
- يفضل كتابة هذه التعليمات للطفل إن كان في سن يستطيع فيها القراءة.
- شجع الطفل على طرح الأسئلة التي تمر في باله وأن يخبرك بها أو يقدمها للطبيب الذي يعالجه.
- تفهم أن هناك مراهقين مثلا يستطيعون إخفاء مشاعرهم، لهذا توقع ظهور ردة أفعالهم بشكل غير متوقع وناقش هذه الأمور مع الطبيب المعالج.
- تأكد أن طفلك يتلقى المساندة التي يحتاجها ووفرها له سواء في البيت أو عند الدكتور أو في باقي نواحي نشاطه.
- علم طفلك الصبر لأن بعض العلاجات قد تأتي بنتيجة إيجابية وقد تفشل وأنه عليكما تجربة علاجات أخرى في هذه الحالة وعدم الاستسلام للإحباط.
- اشرح لطفلك أن الصدفية جزء من طبيعتهم لكنها ليس كل ما هم عليه، هي مرض مصابون به وليس هم شخصيا.
- شجع طفلك على الحديث عن مشاعره كلها وليس فقط رؤيته للعلاج وتعامله معه. الصدفية لا تتعلق فقط بالجلد والنواحي الطبية بل تمس النفسية وتقلق الطفل والبالغ على السواء.
- اشرح لطفلك أن شعوره بالغضب والإحباط مفهومة وطبيعية، وأنه من الطبيعي أيضاً أن يتقاسم هذه المشاعر مع الآخرين ويتكلم عنها.
- المراهق المصاب أكثر حساسية للإحساس بالخيانة والإحباط عندما يشهد ابتعاد الأنداد عنه بسبب مرضه؛ ولهذا اشرح له ضرورة أن يقوم هو بتثقيف هؤلاء عن المرض حتى يزول جهلهم ويزول بذلك خوفهم منه ويجعلهم يتقبلونه بدون أي مشكلة.

د. سانجيف موليكر
المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved