لقد تطرقت بعض صحفنا المحلية لموضوع جد خطير مع فئة قالت إنها تنطق باسم أهالي الزلفي وهي في الحقيقة لا تمثل إلا نفسها، ومن المعلوم أن الدولة - وفقها الله - لها أجهزتها الخاصة وعيونها الساهرة ومن خلفهم مواطنون صالحون ناصحون عيونا يقظة تدل على الخير وتقف جداراً صلباً أمام مريدي الشر والتخريب. وما جاء على لسان هؤلاء لا يعدو كونه زوبعة في فنجان؛ فليس من العدل أن يكون خروج صبية محدودي العدد حادوا عن جادة الصواب يمكن أن يعمم على محافظة بكاملها ويوصم رجال علمها وتعليمها ودور العلم فيها بأنها أوكار لتفريخ الإرهاب، إنها تهمة خطيرة وجديرة بالدراسة والتقصي والوقوف على حقيقة هذا الزعم فإن كان ما ذهبوا إليه فيه شيء من الصحة فليصحح المسار وإن كان غير ذلك وهذا ما نراه ولا نشك فيه فليمثل هؤلاء للعدالة ليكونوا عبرة لمن أراد التجني على أهل بلده ومواطنيه، فإننا - ولله الحمد - لم نرَ من تعليم أبنائنا ما يشوه أفكارهم ولم نر أنهم انحرفوا بسبب ما يتلقونه من تعليم في مدارسهم، وما حصل هذا الفكر إلا نتيجة ظروف يعلم الجميع ملابساتها فكفاكم تدجيلاً وتدليسا. ولقد حازت إدارة التعليم العديد من خطابات الشكر وشهادات التقدير في مناسبات مختلفة وخصوصاً في مجال البرامج العامة من ندوات ومحاضرات ومطبوعات لمحاربة الإرهاب بما لا يدع مجالاً للشك أنها بعيدة عن هذه التهم وأنها تسير في الاتجاه الصحيح، وهذا هو الواقع الذي يجب الاعتراف به وشكر هذه الإدارة عليه بدل التشويش ورمي التهم جزافاً بلا تدقيق أو تمحيص. أما من ناحية خطباء المساجد فإننا ومن خلال صلاتنا بعدد من المساجد وفي جمع متعددة والشهادة لله لم نصل مع أي منهم الا ويدعون لولي الأمر بكل خير ويسألون الله له البطانة الصالحة ويبعد عنه بطانة السوء وأن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا من كل سوء ومكروه. هذه عبارات لا تخلو خطب الجمع منها في أكثر من مسجد وأكثر من إمام. ثم إن هذا الزعم فيه تضليل للقيادة أن توصم محافظة بجميع سكانها بأنها تفرخ الإرهابيين وتؤويهم وتوفر لهم الجو المناسب والملاذ الآمن، فإن كانت تلك الفئة جادة فيما تدعيه فليكونوا عينا للدولة للدلالة على أحد هؤلاء الإرهابيين حسب زعمهم عوضاً عن التعميم الذي لن يأتي بنتيجة، فكفاكم مبالغة ووالله إنها تهمة وفرية وتدجيل لا يجوز السكوت عليه ولا التغاضي عنه، فنحن في هذا الظرف بالذات بحاجة إلى التماسك وتوحيد الصف وعدم التفرق أو إثارة النعرات، بل المطلوب الوقوف خلف قيادتنا لنقطع الطريق على المتربصين بنا، فالكل يعلم ما تعانيه بلادنا ممن يصطادون في الماء العكر ويودون أن نهدم بنياننا بأيدينا، ولكن سيرتد كيد الكائدين إلى نحورهم فقيادتنا تعرف الحقيقة والشعب يعلم فضلهم بعد الله، ولقد أسدى المؤسس - رحمه الله - فضلاً على أهل هذه البلاد بتوحيد شتاتها وترسيخ بنائها وتطبيق شرع الله دستوراً لها. والله أسأل أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا ويكفينا شر من أراد بنا شراً إنه سميع مجيب.
سليمان بن صالح الخنيني/ محكمة الزلفي |