كانت أول رحلة لي خارج الوطن بعدما أصبحت موظفاً حكومياً بوكالة وزارة الداخلية لشؤون البلديات في وفد برئاسة الشيخ عبد الله السديري حول العالم بدأت الرحلة من جدة إلى جنوب شرق آسيا ثم إلى اليابان ثم هاواي ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبعدها إلى لندن ثم باريس فبيروت.. وجدة بعدها تكررت رحلات حول العالم عدة مرات.. وكعادتنا الأسرية الشرقية ان التسوق هو متعتنا المشتركة!! وبذلك دخلت جميع الأسواق الرئيسية الكبرى في جميع مدن العالم متفرجاً على تصميمها كمعماري ومشترياً الهدايا للأسرة. ومن الأسواق الجميلة التي أحب زيارتها.. لطابعها المعماري المميز سوق (جاليري لافاييت) في باريس ومبناه القديم الجميل ذو القبة الزجاجية فوق الباثيو وأسواق هارودز في لندن ذات الطابع الوقور المميز بمعروضاته المتنوعة التي تضم الأرقى في المستوى للمصممين الأشهر في العالم. حتى كانت مناسبة حضوري حفل افتتاح أسواق القزاز الجديدة على طريق التحلية شمال جدة.. حيث فاجأنا عمنا الشيخ حسين قزاز بأنه أستاذ في فنون التجارة الراقية كما أنه أستاذ في فنون التصميم المعماري يستلهم من تاريخ الخط العربي جمال الانحناءة وليونة الاستدارة ويستفيد من تكنولوجيا العصر بكل التسهيلات التي يتحول بها (التسوق) إلى متعة تخرج منها (شايل ومحمل). وفي رأيي الشخصي وقد كنت في لندن منذ حوالي شهرين - أنني شاهدت في هذا السوق الجميل بجدة.. ما هو أرقى وأجمل وأحدث وأكثر بهاء مما شاهدت في هارودز لندن.. في جميع الأقسام سواء المصنوعات الجلدية من الشنط والأحذية ومن الفضيات وأطقم الصيني والهدايا والساعات أو الملبوسات الجاهزة والأقمشة بالاضافة إلى العطور التي كان أول وأكبر المتخصصين فيها محلياً وعالمياً وأن يعرض في موقع واحد إنتاج أكبر وأشهر الشركات ذات الإنتاج المتميز من جميع أنحاء العالم. ومن الجميل أنني قد سعدت بلقاء الشيخ حسن قزاز منذ أيام في حفل زواج حفيدته بالاسكندرية واكتشفت - رغم معرفتنا القديمة - أنه يتمتع بروح حلوة مرحة وخفة دم وخفة حركة تعكس شبابه الدائم.. متعه الله بالصحة وطول العمر وكان يتنقل مرحباً ومداعباً لجميع المدعوين وسمعت حواره مع أحد كبار المسؤولين المصريين الذين دعاه إلى افتتاح فرع (القزاز) بالاسكندرية.. فكان رده بسيطاً وله معنى كبير: شكراً يا سيدي أنا متخصص في أسواق المملكة. وهنا أذكر أنه كان على رأس الحضور من المدعوين السعوديين في هذه المناسبة السعيدة السفير السعودي والقنصل العام بالاسكندرية الأستاذ عبد العزيز قزاز.. وفي رأيي أنه من خيرة الشباب الذين تبوأوا هذا المنصب الحساس ويتميز بنشاطه ويقظته وحرصه الدائم على المجاملة والتواجد في جميع المناسبات الرسمية والخاصة.. وبحرصه الشديد أيضاً على مصالح السعوديين بالاسكندرية إلى جانب حرصه على التعامل الأخوي بروح المحبة والتعاون البناء مع جميع الإخوة المصريين الذين لهم مصالح أو معاملات مع القنصلية السعودية. حقيقة.. لقد وضع عمنا الشيخ حسن قزاز - بفكره المتجدد والسابق لعصره وبذوقه الراقي - أجمل ما في العالم من المنتجات الراقية ذات المستوى الرفيع بين يدي أحباب (عروس البحر الأحمر) في سوق واحد هائل.. هو هدية منه إلى أهلها وزوارها وعشاقها.. فشكراً لابن مكة المكرمة البار.. الذي ترجم الانتماء إلى قصيدة إنجازات جميلة تتردد صدى كلماتها بين أرجاء الوطن الحبيب.. من خلال فروع (القزاز) المنتشرة بالمملكة.
|