إمام سُنِّي: العراق يعيش (فوضى سياسية واقتصادية)
العرب السُّنة في لجنة الدستور يؤكِّدون عدم اكتمال صياغة المسوَّدة

* بغداد - الوكالات:
أعربت مجموعة الأعضاء والخبراء من العرب السُّنة في لجنة كتابة الدستور العراقي الجديد عن دهشتها إزاء تصريحات الشيخ همام حمودي رئيس اللجنة كتابة الدستور التي أدلى بها مؤخراً حول أن مسوَّدة الدستور أوشكت على الاكتمال وسيتم عرضها على الجمعية الوطنية.
وقالت المجموعة في رسالة بعثت بها أمس (الجمعة) إلى الدكتور حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية العراقية: إن المناقشات الخاصة بشأن صياغة مسوَّدة الدستور لم تكتمل بعد، مؤكدةً أن أي توافق لم يتحقق بعدُ بشأن مفردات الدستور، وبصفة خاصة الفقرات التي تخضع لخلافات جوهرية بين الكتل الممثَّلة في هيئة كتابة الدستور.
وأكد الأعضاء أن تصريحات رئيس اللجنة تتناقض بشكل جذري وجوهري مع مبدأ التوافق الذي أقرَّته الجمعية الوطنية والذي يجب أن يبقى الأساس موضوعياً وإجرائياً لأعمال لجنة إعداد مسوَّدة الدستور.
وكان الشيخ همام حمودي قد صرَّح مؤخراً أن مسوَّدة الدستور ستُعرض على الجمعية الوطنية في منتصف الأسبوع الأول من شهر أغسطس القادم، على أن يتم الانتهاء من مناقشاتها حسب الموعد المقرر في موعد أقصاه 15 أغسطس القادم.
إلى ذلك اعتبر الشيخ محمود العيساوي إمام وخطيب مسجد الشيخ عبد القادر الكيلاني في خطبة اليوم الجمعة أن العراق منذ غزوه من قِبل الولايات المتحدة في نيسان/ إبريل من عام 2003م يعيش (فوضى سياسية واقتصادية) وشحاً في الماء والكهرباء ونقصاً في الخدمات.
وقال العيساوي في خطبة الجمعة أمام مئات المصلين في مسجد الحضرة القادرية وسط بغداد: إن (البلد يعيش وضعاً مأساوياً منذ أن دخلت قوات الاحتلال). مضيفاً: (منذ ذلك الحين وبعد أن حلَّت الجيش سُلبت الممتلكات والثروات، وبات البلد يعيش فوضى سياسية واقتصادية ونقصاً في الخدمات وشحاً في المياه والكهرباء). وأوضح أن (العراقيين يعيشون في شبح الخوف الذي يلاحقهم كل يوم، وبدأ الوضع الأمني يسوء يوماً بعد يوم، ولم يعد القتل يميِّز بين عراقي وغيره أكبيراً كان أم صغيراً، رجلاً أم امرأة، وأصبح دمه يُسفك صباحاً ومساءً على مرأى ومسمع العالم أجمع). وتساءل العيساوي: (مَن الذي يقتل العراق؟ ومَن المستفيد من كل ذلك؟). وتابع يقول: إن (هناك أيادي خفية تريد أن تعيث بمقدرات هذا البلد، وتريد من ذلك خلْق الحرب الأهلية والفتنة الطائفية بين العراقيين). وأكَّد أن (هذا الأمر لن يحدث، وأن الحرب الطائفية لن تحدث في هذا البلد؛ لأن الشعب العراقي ما زال عصياً على كل المؤامرات، ويتحدى بصمود ويقف في وجه كل المؤامرات التي تريد أن تؤجِّج حرباً طائفية بين أبنائه).
ودعا العيساوي الذي يُعتبر من أئمة المساجد السُّنية النافذين العراقيين إلى أن (يعوا ما يُخطَّط ضدهم، وأن يتحدَّوا هذا العدو)، مشيراً إلى أن (عدونا واضح، وهو يتلذذ بسفك دماء أبنائنا، ومع ذلك يحاول أن يُلبس هذه الجرائم لباس الطائفية).