Saturday 23rd July,200511986العددالسبت 7 ,جمادى الثانية 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

قصف صاروخي يستهدف ثكنة للجيش الأمريكي شرقي المدينة قصف صاروخي يستهدف ثكنة للجيش الأمريكي شرقي المدينة
الفلوجة تشتعل من جديد.. وإجراءات مشددة تعزل المدينة عن العالم

  * الفلوجة - الوكالات:
سمع دوي سبعة انفجارات متتالية ظهر أمس داخل ثكنة للجيش الأمريكي شرقي الفلوجة وشُوهدت سحب الدخان تتصاعد في سماء المنطقة وسط تحليق متواصل لمروحيات أمريكية.
وأوضح شهود عيان أن سبعة انفجارات وقعت اثر سقوط صواريخ على ثكنة للجيش الأمريكي تقع على بعد 3 كم شرقي الفلوجة سمع دويها من مسافات فيما شُوهدت سحب من الدخان فوق المكان.
وأشار الشهود إلى أن مروحيات تابعة للجيش الأمريكي سارعت إلى التحليق فوق المنطقة فيما انتشر جنود آخرون لقطع طريق المرور السريع ومنع المركبات من السير خلاله لأكثر من ساعة.
ولم يتسن الحصول على مزيد من التفاصيل حول وقوع إصابات وحجم الأضرار.
إلى ذلك عاد بعض المقاتلين في العراق الذين سوت الغارات الجوية الأمريكية السابقة قواعدهم في الفلوجة بالأرض ليزرعوا الألغام مجدداً وسكان المدينة يريدون أن تخرج القوات العراقية منها ووسط كل هذا لا توجد فرص للعمل. عادت مدينة الفلوجة العراقية تشتعل مجدداً بعد ثمانية أشهر فقط من الهجوم الكاسح الذي شنته عليها قوات مشاة البحرية الأمريكية للقضاء على العصب الرئيسي للمقاتلين وظهرت مؤشرات على سعيهم مجدداً للعودة إلى المدينة.
وقال فهد سليمان وهو من سكان الفلوجة: (نحن نواجه سجناً كبيراً هنا. المتاريس العسكرية ونقاط التفتيش تنتشر في كل أرجاء الفلوجة.. نحن منقطعون عن باقي العالم).
وكانت الحكومة العراقية تأمل أن ينجح الهجوم الذي شنته القوات الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي في احتواء أكثر مدن العراق مقاومة بعد أن قتلت أو اعتقلت نحو 2000 مقاتل ومسلح.
ولم يعدّ المتشددون يذبحون الناس في أقبية منازل الفلوجة ولم يعدّ العملاء السابقون للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يعملون بحرية في المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومتراً غربي العاصمة العراقية بغداد.
ويقول السكان: إن البلدة لم تشهد سوى نحو عشرة هجمات بسيارات ملغومة منذ انتهاء الهجوم الأمريكي وهو رقم متدنٍ مقارنة بالتفجيرات اليومية التي كانت تهز الفلوجة من قبل.. لكن الشرطة العراقية والسكان يقولون: إن المسلحين ينشطون من جديد وانهم بدؤوا يزرعون الألغام حول البلدة.
أما القوات العراقية التي دربتها القوات الأمريكية فهي مكروهة في بلدة تعرف بنزعتها للتحدي حتى خلال أيام حكم صدام.
وقال عبد الستار طارش (35 عاماً): (نحرص دوماً على إغلاق أبوابنا حتى لا ينهب الجنود منازلنا.. انهم يهينوننا ويسبون أمهاتنا.. وهم يقولون لنا إنهم (أبطال.. نحن سيطرنا على بلدتكم).
ولم يتسن على الفور الوصول إلى مسؤولين في وزارتي الدفاع أو الداخلية العراقية للتعليق على هذه الاتهامات.
وعلى الرغم من أن الفلوجة بلدة تسكنها أغلبية سنية إلا أنها عرضة للتوترات الطائفية الآخذة في الانتشار في العراق.. فعدد كبير من القوات العراقية المنتشرة في البلدة هم من الشيعة الذين يشكلون أغلبية في العراق والذين فازوا لأول مرة بالسلطة في الانتخابات التي جرت في يناير كانون الثاني.. بينما همش السنيون الذين سيطروا يوماً على نظام حكم صدام وعمق هذا التبديل في الأقدار من الصراع الطائفي وصعد المخاوف من حدوث حرب أهلية.
وقال رئيس بلدية الفلوجة ضاري عرسان: (الأمن مشكلة كبرى.. ما نريده هو شرطة من داخل الفلوجة لا من الخارج).. لكن لا يسير شيئاً بسهولة في الفلوجة (مدينة المساجد) التي دفعت الثمن غالياً في الصراع.. كان لقوات الأمن المحلية تاريخ في التعاون مع مقاتلي الفلوجة التي تضم مجموعة من المنازل المتنوعة الطرز والتي كانت تقع يوماً قرب طريق تجاري منتعش يربطها بالأردن.
وعاد نحو 75 في المئة من سكان الفلوجة إلى ديارهم بعد الهجوم الأمريكي على أمل أن يبنوا حياة جديدة بعد أن سيطر المقاتلون والمسلحون على شوارع مدينتهم ثم واجهوا القصف الجوي والمدفعي الأمريكي والذي سوى بالكثير من منازلهم بالأرض.
ويقول سكان: إن حركة المرور انتعشت من جديد لكن فرص العمل لا تزال نادرة ويشكوا البعض من أن دخلهم لا يسمح بإعادة بناء منازلهم المدمرة. وقال العامل سعد فرحان (25 عاماً): (أواصل البحث عن عمل.. لدينا حكومة كريهة تنشر المشكلات الطائفية).
وتركز اهتمام الجيش الأمريكي على الفلوجة منذ أن قتل مسلحون أربعة من رجال الأمن الأمريكيين المتعاقدين في العراق في شوارع البلدة عام 2004م.
وعلق السكان والصبية أشلاء اثنين منهم على جسر في البلدة.. لكن هذه الأيام ينصب معظم غضبهم على القوات العراقية.
ويقول سليمان: (من قبل كنّا نكره الأمريكيين والآن القوات العراقية وهؤلاء الإيرانيين) مسلطاً الضوء على تشكك السنيين في الحكومة العراقية الجديدة التي يقودها الشيعة والمقربة من إيران.
ورغم ماضي الفلوجة المر يحث بعض زعماء البلدة السكان على الانخراط في العملية السياسية وهو شيء تصبو إليه الحكومة العراقية الانتقالية على أمل تصفية الحملة التي يقودها المقاتلون السنة.
ويقول الشيخ علوان عبد الرحمن وهو أمام مسجد الرحمن في الفلوجة: (في خطبي أقول للناس سجلوا أسماءكم في الانتخابات وإلا لن يكون هناك استقرار).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved