* الرياض - وفاء الناصر: الكثير من الفتيات يعتقدن أن حلول إجازة الصيف، يعني محو كل وسائل المعرفة، وترك الكتب والمناهج جانباً والبدء في قتل الوقت بكل الوسائل والأسلحة، فهناك من تعمد إلى النوم والراحة والكسل، وهناك من تسهر حتى الفجر، وتنام نهاراً، وهكذا حتى تنقضي شهور الصيف.. وهذا ليس قتلاً للوقت وحسب، بل هو قتل لبعض العمر، وبعض لحظات الحياة. فالوقت ملك لنا، وليس لسوانا. والوقت خلال الإجازة أغلى وأثمن منه في الأوقات الأخرى.لماذا لا توظف الفتاة وقتها خلال فترة الصيف، وتستفيد منه في الأشياء المفيدة لها، ولمستقبلها، لماذا تضيعه في مالا ينفع ولا يفيد، للأسف الشديد أن ما نشاهده خلال الإجازة الصيفية يدمي القلب، ويحز في النفس، لقد سرقت القنوات الفضائية قلوب وأفئدة الشباب والفتيات وأنظارهم وسيطرت على اهتماماتهم، واحتكرتهم ليلاً، لتطلقهم إلى النوم عند الساعات الأولى من صباح اليوم الجديد، وكذلك الإنترنت ألقى بكمائنه على طريق الفتيات ليحبسهن طوال الوقت دون الحصول على ثمرة ذات بال، إنما سهر وحرق أعصاب وإرهاق ثم نوم بالنهار، نضيع معه الفرائض والواجبات، وتضيع معه الصحة ويضيع جزء ثمين من العمر.أمام الفتاة في الصيف الكثير من الفرص التي تجعل إجازتها مثمرة وسعيدة وذات فائدة، إذا كان الخروج مع الأهل إلى إحدى المدن السياحية داخل المملكة، أو إلى مكة والمدينة المنورة لأداء العمرة والزيارة هو أحد الخيارات، فإنه أفضل برنامج يقوم به الإنسان لاستثمار الوقت في خيري الدنيا والآخرة، وكذلك تبقى مواصلة الأرحام وزيارة الأقارب من الأعمال المفضلة التي تعطي النفس نوعاً من الترويح وتكسب الإنسان المزيد من الأجر.وهناك حلقات تحفيظ القرآن الكريم التي تقيمها الجمعيات الخيرية ومدارس التحفيظ خلال إجازة الصيف للفتيات والنساء، وهذا خير استثمار للعقل والروح في سبيل الرحمن، كما أن العمل التطوعي بكل أشكاله وأنواعه يمثل مجالاً خصباً لأن تقضي الفتاة وقتاً دون كلل أو ملل، وفي ذات الوقت تقدم خدمة إنسانية لمجتمعها ولوطنها، وذلك من خلال البرامج التدريبية التطوعية لدى جمعية الهلال الأحمر السعودي التي تقدم دورات في الإسعافات الأولية وغيرها.. وتستطيع الفتاة أن تلتحق بإحدى الجمعيات الخيرية لتكتسب المزيد من الخبرات، وتطوير الذات، وتقدم خدمة إنسانية سواء للأيتام أو المعاقين في المجال الذي يناسبها.وفي إطار تأهيل نفسها وتطوير ذاتها يمكنها الالتحاق بمعاهد الحاسب النسائية لاكتساب المزيد من الخبرات والمهارات العملية والبرامجية التي تفيدها في حياتها المستقبلية، خصوصاً أن الحاسب الآلي وبرامجه المتطورة بإطراد تشكل الرهان الرابح في المستقبل، فهذا مجال خصب لتفيد منه الفتيات على مستوى الترويح على النفس وعلى مستوى التأهيل والإعداد وتطوير القدرات.منهل آخر مهم للفتاة يجب أن تستفيد منه ليكون بديلاً عن الجلوس أمام شاشة التلفاز بالساعات الطوال، وإهدار الوقت في ما لا طائل من ورائه، حيث تقدم بعض المهرجانات الصيفية فعاليات نسائية تتسم بالخصوصية، وتكون زاخرة بالبرامج الثقافية، والدينية، والفكرية، والتوعوية, والتدريبية، فيمكن للفتاة أن تشارك في ما يناسبها منها لتزيد من خبراتها، وتصقل مواهبها، وتتدرب على التفاعل مع الأخريات، وكيفية مواجهة المجتمع، فضلاً عن زيادة الحصيلة الثقافية والفكرية، وتعزيز الانتماء الوطني، وزيادة المعرفة الدينية وغيرها مما يقدم في هذه المجالات، بالإضافة غلى انخراطها في العمل في الأقسام النسائية في الفعاليات العامة، وهكذا يكسبها فوائد عظيمة تعزز قدراتها على الصعيد العملي مستقبلاً وعلى الصعيد الشخصي.
|