قلت مرة أن السفر.. وممارسة عملية الرحيل الدائم.. من أحب أشياء ثلاثة إلى نفسي.. وان السفر عندي تحول من هواية إلى عادة تأسرني وتأخذ جزءاً كبيراً من اهتماماتي.. بل إن أهلي لم يعدوا يستقبلونني بحرارة الغائب المشتاق.. ولا يودعونني وداع المسافر لكثرة ما تعودوا مني السفر.وعند بداية صيف هذا العام كنت أجمع ملابسي.. وأعد حقيبتي رفيقة سفري عازما أن أحط في عاصمة الضباب لندن.. مدينة الحياة والحركة والصخب والعنف والهدوء.. ومدينة البيتلز والمحافظين.. وأن اقضى فيها زمنا ربما يكون لحظة.. وربما يكون أشهراً فذلك يخضع لتكيفي مع الحياة.. ومع الجو. الذي حصل أنه قبل السفر بأيام كان الزميل خالد المالك يترك لي (كارتا) يحمل اسمه في البيت طالبا مني انتظاره في عصر اليوم التالي للتفاهم معي في أمر يريده الزميل.. وكان أن قابلته حسب طلبه فإذا به ينهي إلى رغبته ورغبة الاساتذة أعضاء مجلس الإدارة في تفرغي للعمل في الجزيرة. قبلت دون تردد لأنني احب الصحافة من قلبي، ولأنني أرتاح كثيرا جدا للمجموعة.. والعمل معها.. والتهمني العمل الصحفي.. التهمني تماما وذهبت فكرة السفر إلى أجل أسميه الآن.. سيكون ذلك في عيد رمضان.. فأنا لم أعد أطيق الآن.. سأشد امتعتي إلى أي مكان في دنيا الله.. سأفتح عيني في أي جزء من هذا العالم.. سأسافر لأن السفر مجموعة تجارب تكون شخصية الانسان وتزيد أفق معارفه.. ولو مت.. فأتمنى أن يكون موتي فوق طائرة تنفجر.. أو تسقط.. المهم انني في سفر..
الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه |
راشد فهد الراشد |