تحدثنا الأسبوع الماضي عن نوعين من الدراما الكلاسيكية اليابانية وهي (نوه) و (بونراكو) أما النوع الثالث المسمى (كابوكي) فهي أشهر الأشكال الدرامية الثلاثة وهي تأخذ الكثير من (نوه) و (بونراكو) ومن الفنون المسرحية القديمة الأخرى، وقد تطور شكلها الحالي في أواخر القرن السابع عشر.
وكان تقديمها في أول الأمر يقتصر على الممثلات وحدهن ثم الشبان إلى أن تبلورت في شكلها الحالي حيث يقوم الرجال بأدائها.. ويحتفظ مسرح (كابوكي) بالتقاليد الفنية التي حفل بها ماضيه العريق وقد استمتع رواد هذا المسرح بكثير من التمثيليات الشهيرة التي استمر عرضها أكثر من مائتي عام دون أي تغيير يذكر وتتضمن حصيلة (كابوكي) عدداً كبيراً من القصص المسرحية الجديدة من تأليف كتاب معاصرين.. وقد حدثت بعض المحاولات في السنوات الأخيرة لتطوير مسرح (كابوكي) إلا أنه ظهرت بعض التعديلات في أسلوب العرض لعدد من المسرحيات.. ويتمتع هذا الدرامي كذلك بشهرة عالمية.. فقد قدم - استعراضات في نيويورك وسان فرانسيسكو عام 1960م وأوروبا عام 1965 ثم الولايات المتحدة مرة أخرى عام 1969م.
يقدم المسرح الياباني بالإضافة إلى التراث الدرامي الكلاسيكي الغني بأنواع الدراما الحديثة بالأسلوب الغربي، فقد نشأ في أواخر القرن التاسع عشر لون درامي جديد باسم (شيمبا) يعتبر بمثابة جسر بين التراث القديم والدراما الحديثة وترجع جذوره في الأصل إلى تقاليد (كابوكي) في أدائه ويقوم الممثلون بأداء أدوارهم وسط الجماهير العادية ويشترك الرجال والنساء في التمثيل.
* يوجد في اليابان عدة فرق تمثيلية لتقديم الدراما بالأسلوب الغربي، فقد بدأت هذه الفرق في الظهور منذ حوالي ستين عاماً وتلاقي الآن إقبالاً شديداً وخصوصاً من جانب الشباب في حصيلة هذه الفرق كبيرة جداً من الروايات الكلاسيكية لمشاهير الكتاب.
إبراهيم عبدالله | 
"زمان الجزيرة"