استقالة مجرم الحرب رادوفان كارادزيتش

في مثل هذا اليوم من عام 1996 وافق رئيس حرب البوسنة رادوفان كارادزيتش على الاستقالة والانسحاب من الحياة السياسية العامة، وقد أمر بالتنحي من قبل الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش بعد مباحثات مطولة مع المبعوث الخاص للولايات المتحدة ريتشارد هولبروك، وبعد ذلك أصبح كارادزيتش على قائمة المطلوبين للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب أمام المحكمة الدولية لجرائم الحرب، كما اتهم أيضاً قائد جيشه راسكو ميلاديتش بتهم الاضطهاد العرقي وفظائع أخرى، وكان رفضه الدائم للاستقالة يهدد انتخابات ما بعد الحرب في البوسنة التي كان من المقرر أن تعقد في الرابع عشر من سبتمبر، وفي ظل اتفاقيات دايتون للسلام التي أسدلت الستار على الحرب في يوغوسلافيا السابقة فإن الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم حرب لا يحق لهم تولي المناصب العامة، وأعلن هولبروك الاتفاق في بلجراد قائلاً: أن كارادزيتش لن يظهر على الملأ أو في الإذاعة أو التلفزيون أو يشارك في تسليم كارادزيتش لمحاكمته، وقد حل بيلجانا بلافسيتش وهو وطني حربي اشتهر بمعارضة لاتفاق دايتون محل كارادزيتش، وقد واصل رادوفان كارادزيتش وراسكو ميلاديتش الهرب، وقامت قوات الناتو بالعديد من حملات البحث، ولكنها لم تنجح في القبض عليهما.
وقد كانت هناك ضغوط دبلوماسية كبيرة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي على سلطات صرب البوسنة، وتم رصد مكافأة قدرها 3. 5 ملايين جنية إسترليني للقبض عليهما، كما أجبر سلوبودان ميلوسيفيتش على الاستقالة بواسطة شعبه بعد أن رفض الاعتراف بانتصار زعيم المعارضة فوجيسلاف كوستينتشا في الانتخابات التي جرت عام 2000، وقد قبض عليه واتهم بالفساد وإساءة استغلال النفوذ وقدم للمحاكمة في المحكمة الدولية لجرائم الحرب في لاهاي.