Tuesday 19th July,200511982العددالثلاثاء 13 ,جمادى الثانية 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "حدث في مثل هذا اليوم"

إعلان السلطان المغولي (غازان بن أرغون) إسلامه إعلان السلطان المغولي (غازان بن أرغون) إسلامه

في مثل هذا اليوم من عام 1294 أعلن السلطان المغولي (غازان بن أرغون بن آباقا بن هولاكو) إسلامه. كان غازان نقطة تحول فاصلة في تاريخ الدولة الإيلخانية التي أسسها هولاكو في إيران والعراق؛ حيث انتهت بإسلامه فترة حكم السلاطين الوثنيين للدولة، وانقطعت الروابط التي كانت تربط دولتهم ببلاط الخاقان الأعظم في الصين، وغدا الإسلام الدين الرسمي للدولة حتى انهيار أسرة الإيلخانات سنة (756هـ-1355م). وقد سبق غازان في الدخول إلى الإسلام السلطان أحمد تكودار، ثاني سلاطين الدولة الإيلخانية، وأول إيلخان يعتنق الإسلام، لكن إسلامه لم يُحدث أثرا كبيرا في دولته؛ لأنه وجد معارضة شديدة من أمراء البيت الحاكم، ولم يمكث في الحكم سوى عامين وبضعة أشهر، ولم يتمكن من نشر الإسلام بين أهله وعشيرته. بعد أن تولى بايدوخان حكم الدولة الإيلخانية في (جمادى الأولى 694هـ -1295م) نازعه الأمير غازان بن أرغون السلطة، وكان يرى أنه أجدر بالسلطة منه، وأكثر كفاءة، وأعظم قدرة. وتطور النزاع إلى صراع عسكري، والتقى الطرفان في معركة حاسمة في (5 من رجب 694هـ - 21 من مايو 1295م)، وأسفرت المعركة عن رجحان كفة غازان، وأيقن بايدوخان بحلول هزيمته؛ فلجأ إلى طلب الصلح والمسالمة، لا عن اقتناع وإيمان، بل خداعا وحيلة حتى يتمكن من التخلص من غازان، لكن مؤامراته انكشفت، ولم تفلح حيلته. وفي أثناء هذا انتهز الأمير (نوروز) الفرصة؛ فحسَّن لغازان الإسلام، وبصَّره بتشريعاته السمحة، ومبادئه السامية، وبقوانينه العادلة، وشجَّعه على اعتناقه، فشرح الله صدره للإسلام في (4 من شعبان 694هـ -19 يوليو 1294م)، وتسمّى باسم (محمود)، وكان إسلامه سببا في التفاف الرعية حوله، واعتناق ما يقرب من مائة ألف شخص من قومه الإسلام، وقد عجّل هذا بالقضاء على خصمه الذي انفضَّ الناس من حوله، وعجز عن المقاومة، فاضطر إلى الفرار، ثم سرعان ما قُبض عليه، وقُتل في (23 من ذي القعدة 694هـ -4 من أكتوبر 1295م) بعد حكم دام ستة أشهر. تولى السلطان محمود غازان عرش المغول عقب مقتل بايدوخان في (ذي الحجة 694هـ- 1295م)، وكان آنذاك في الرابعة والعشرين من عمره، وهو سابع حكام المغول في إيران، وكان أول عمل يقوم به إصداره مرسوما ينص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، والالتزام بأحكامه وآدابه، وأمر المغول بأن يغيّروا ملابسهم المعروفة، ويلبسوا العمامة دليلا على خضوعهم للإسلام. وبلغت حماسته للدين الإسلامي أن أمر بهدم الكنائس والمعابد اليهودية والمزدكية والهياكل البوذية، وتحويلها إلى مساجد، وبارتداء اليهود والنصارى ثياباً خاصة بهم تميزهم عن غيرهم. وما فعله غازان ليس من الشرع في شيء، وإنما غلبته العاطفة والحماسة للدين الجديد، وحاول أن يعيد إلى أهله ما لاقوه من ضروب المهانة والمذلة على أيدي أجداده وآبائه. وكان اعتناق غازان الإسلام عن صدق وإيمان وعاطفة وحب دافعاً له إلى القيام بألوان من الإصلاحات، وضروب من النظم في الإدارة والمال والاقتصاد والعمران.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved