أَخُمارٌ، أم شَطْحَةٌ من خَيَالِ
أم سَرَى طَيْفُ مَنْ أُحِبُّ ببالي
صَاحِ مَا بي من الهيامِ دَعَاني
مُسْتَهاماً أَبَلَّ بَعْدَ اعْتِلالِ
أَذْكَرَتنيه طَلْعَةُ البَدْرِ لمَّا
جَاءَ في مَوْكبِ النُّجومِ اللآلي
وَتَهادَى بتاجهِ دُونَ كِبْرٍ
في وِشاحِ الدَّلالِ والإِجْلالِ
فكأنَّ الزمانَ أَعْطى أَمَاناً
مِنْ شبيهٍ له، فليس يُبَالي
أَتْلَعُ الجيدِ صَاغَهُ من نُضَارٍ
حين صَاغ الأَنَامَ من صَلْصَالِ
غَيْرَ أنّ العيونَ فيها سِهامٌ
ثَقَّفَتْهَا الصِّبا بِسِحْرٍ حَلالِ
واحمرارُ الغُروبِ في وَجْنَتَيْها
طَارَ منها الصَّوابُ قَبْلَ عِقَالي
بارقٌ لاحَ للعطاشِ بقيظٍ
دُونَهُ طَعْنَةُ الرماحِ الطوالِ
ظامئٌ قَدْ أَوْدَعْتَها في عُروقٍ
كَمْ أَقَامَتْ على العُيونِ الخَوَالي
تَمْتَطي صَهْوَة الغيابِ وإنّي
بَعْدَها جاثٍ تَحْتَ عَرْشِ الجَمَالِ
أَيْنَ أَنْتِ الصباحُ مني بعيدٌ
يَصْطَلي في دَيْجُورها كُلُّ صَالِ
فاسْأَلي الليلَ حينَ قامَ بعيني
يَبْتغي ثَأْراً فوق ظَهْرِ السَّعَالي
هَتَفَ الحُسْنُ من هواكِ وَلَبَّى
وأَََصاخَتْ لِرَجْعهِ أَطْلالي
وَتَخَلّّتْ لكِ الذُّرَا في سماها
فَأَصَابَتْ بِفَرْقَدَيْكِ اللَّيالي
هذهِ الدّنيا كَمْ تفانوا عليها
كَيْفَ هانَتْ من أَجْلِ عَيْنِ الغزالِ