كثيرة هي الرسائل التي تصل إليَّ محمَّلة بمشاعر أصحابها، وأفكارهم، واقتراحاتهم، وطموحاتهم، وكم من رسالةٍ كانت سبباً في كتابة موضوع أو طرح فكرة، ولعل من المفيد أن أضع بين يدي القراء بعض هذه الرسائل، كما هي، فربما يكون أثرها في النفس أقوى، خاصة ما يتعلَّق منها بمصالح الناس العامة. * يقول صاحب إحدى الرسائل - نَصَّاً -: مع ارتفاع أسعار البترول، والانتعاش الاقتصادي للبلد يُفاجأ طُلاَّبُ الكليَّات الصحية بخفض رواتب الامتياز بما يقارب النصف، أليس من حقنا أن نعرف السبب، مع النظر لطول الدوام والتعب الشديد، وتكاليف الاختبارات والمراجع؟. * أما صاحب الرسالة الثانية فيقول: رجال يدربون فتيات على الغوص نظرياً، ثم في مسبح، ثم في البحر بلباس الغوص اللاصق على الجسد، هذا ما كتبته إحدى الصحف السعودية عن نادي المرجان الأزرق في جدة، رسالة نبعثها إلى ولاة أمر الفتيات، وإلى المسؤولين، وإلى المجتمع. * وتنحو الرسالة الثالثة منحى التوجيه إلى اختيار الهدايا النافعة بين الناس فتقول: من أعظم وسائل صلة الرحم الهدية (تهادوا تحابوا) ومن أنفع الهدايا المصحف المسموع والمكتوب في آنٍ واحد، مع تفاسير للأئمة، البَغَوي، وابن كثير، وابن سعدي، بأسعار زهيدة، والأسر بحاجة إلى تصحيح التلاوة ومعرفة التفسير، فإن في ذلك ما يقوِّي علاقة المسلم بقرآنه، ويربطه بتعاليمه السمحة. * أما الرسالة الرابعة فتتناول الموضوع الذي كتبته في هذه الزاوية قبل أسابيع عن توفير أعمال للنساء في بيوتهن تحت شعار (المرأة العاملة في منزلها) وتقدم الرسالة الاقتراح التالي: أقترحُ أن يدعم هذا الموضوع من قِبل المسؤولين ورجال الأعمال، وأن يسعى الجميع إلى تنفيذه، وأن يكون هنالك خطة مدروسة لتحقيق هذا الجانب المهم في بلادنا، وأقترحُ أن يتم شراء ما يمكن إنتاجه من هذا المشروع إذا نفِّذ شراءً خيريّاً وتوزيعه على المحتاجين إليه داخل المملكة وخارجها، ويمكن أن تكون أعمال الخياطة والتطريز والأعمال اليدوية الفنّية هي أهم الأعمال التي ننجزها في هذا المشروع. وتقول رسالة خامسة: ليس معنى المودَّة أن نلتقي كل يوم، وليس عدم اللقاء هو عدم المحبة، فليس كل لقاءٍ مودة، ولا كل غيبة جفوة، قال الإمام أحمد بن حنبل: إن لنا إخواناً لا نراهم إلا في كل سنةٍ مرَّة، نحن أوثق بمودتهم ممن نراهم كل يوم. وأقول: صدق صاحب هذه الرسالة، فالأرواح تلتقي مهما بعدت المسافات، إذا كانت ترفرف بأجنحة المودة والمحبّة. * أما الرسالة السادسة فتقول: ليت الهيئة العليا للسياحة في بلادنا تزيد من متابعتها للشقق المفروشة من حيث النظافة والخدمة والأسعار، فالمسألة لا تحتمل التأجيل. وأقول: كم لدى الناس من الأفكار والمطالب التي تستحق الاهتمام. إشارة:
كم فتى غائبٍ عن العين موجودٌ وكم حاضرٍ طواه الغياب |
|