تحدثت إليكم في مقالة سابقة عن الشباب الذي (مات) قلبه من زيارة القبور والنزول إليها حتى فقد الإحساس بالحياة وأخذت نفسه تهفو للموت حيث الوعد بالجنة و(الحور العين)، وكيف أنه ذهب إلى العراق وأصبح (عبوة ناسفة) بيد المجموعات (الجهادية) أو الإرهابية أو البعثية والتي كلها أي هذه المجموعات لا تريد الحياة لأحد. فالمجموعات الجهادية التي كانت تريد إخراج (الكفار) من جزيرة العرب أصبحت تريد إخراج (الكفار) من (الهلال الخصيب) أيضاً!!.. وكذلك لا تريد الحياة للكفار الذين يحتلون الهلال الخصيب، أما البعثيون فإنهم من جانبهم لا يريدون الحياة (لكل العراق) بعد أن ذهبت رياحهم، اعتماداً على مقولة (أنا ومن بعدي الطوفان)، ولذلك استغل البعثيون (الجهاديين) لتنفيذ مآربهم رغم شساعة الشقة بين الأيديولوجيين البعثية - و(الجهادية) - بل إن (الجهاديين) كانوا يرون بالبعث حزباً علمانياً كافراً (!!) فسبحان الله كيف التقى الهدفان. ومن هنا فقد استغل البعثيون حماس (الجهاديين) أو الإرهابيين لا فرق واستخدموا (شجاعتهم المتهورة) في تنفيذ مآربهم السياسية بعد أن فقدوا سلطتهم في العراق وهؤلاء أي الجهاديين استغلوا حماس أو (موت قلوب) شبابنا الذين هم على شاكلة صاحبي الذي قد مات قلبه من كثرة تعلقه بالقبور واستخدموهم بمثابة (عبوات ناسفة) لقتل الآخرين مهما كانوا سواء أكانوا أطفالاً أو مدنيين أو نساء أو أماكن عبادة لإثارة الفتن الطائفية كما حدث مؤخراً قرب (حسينية المسيّب) وقبلها في تجمع أطفال عراقيين يتحلقون حول دبابة أمريكية مع أننا لم نسمع حقيقة عن هدف عسكري (عدو) قامت تلك المجموعات بالنيل منه بنفس الطرق التدميرية والانتحارية حتى اليوم ومنذ احتلال العراق تماماً مثل صواريخ (حماس) التي لم تنطلق يا سبحان الله باتجاه ستة مستوطنات إسرائيلية دفعة واحدة. إلا عندما أعلنت السلطة الإسرائيلية الانسحاب من تلك المستوطنات في (محاولة منها) على الأقل لإقناع العالم بصدق نواياها الانسحابية وقبولها بمبدأ التعايش مع الفلسطينيين.. حتى لو كان ذلك زوراً وبهتاناً ولكي يعرف العالم أن العرب أو المسلمين لا يريدون السلام ناهيك عن شهر السلاح بين السلطة الفلسطينية وحماس ذاتها في هذا الظرف الدقيق. فمتى نعي أيّها السادة القراء أننا ألعوبة (مجانية) بيد الجهل والعنف وممن لا يريدون لأمتنا الحياة؟!.
|