* أمستردام - من توم هينيجان - رويترز: بدأ مسجد طيبة الذي أوشك على الاكتمال بقبته المصنوعة من الكروم التي تعلو مآذنه الأربع وكأنه ينتمي لمكان ما في جنوب آسيا، وهو يشبه مساجد شبه القارة الهندية كذلك عندما يبدأ إمامه محمد شفيق الرحمن بعمامته السوداء بهدوء في شرح الإسلام بلغة الأوردو أو يقتبس من القرآن باللغة العربية. ويقام المسجد الذي يتسع لنحو ثلاثة آلاف مصل بجوار خط سكة حديدية ومركز تجاري مهجور في منطقة متواضعة من جنوب غرب أمستردام، لكن الجو السياسي المحيط به مضطرب. فقد ركزت الحكومة الهولندية القلقة على الأئمة باعتبارهم قادة يتعين عليها تدريبهم بأساليب غربية للمساعدة في مكافحة التطرف، لكن الأمر لا يحتاج أكثر من جلسة مع شفيق الرحمن في مسجده الذي أوشك على الانتهاء بعد أعمال إنشائية استغرقت ثلاث سنوات لتلحظ الفجوة الكبيرة بين أسلوب تناول الحكومة والأئمة أنفسهم لمسألة تدريب الأئمة. وقال شفيق الرحمن (42 عاماً) رداً على سؤال عما إذا كانت دورة تدريبية جامعية مدتها ثلاث سنوات ستكون كافية لتخريج الأئمة درست في بلدي الهند لمدة 12 عاماً، وأضاف إذا لم يدرس كل هذا أقول بحكم الخبرة إن الإمام سيكون أضحوكة. وحتى لا يبدو معرقلاً فكر في الأمر ملياً ثم خفض الفترة الزمنية بعض الشيء، وقال على الأقل سيكون مطلوبا (أن يدرس) ما بين سبع وتسع سنوات، وأضاف الإمام يجب أن يدرس جيداً القرآن الكريم والحديث والفقه. ووجد شفيق الرحمن وهو سني صعوبة في تصور أن تقيم هولندا جامعة تضاهي تلك الجامعات في شبه القارة الهندية أو في العالم الإسلامي بصفة عامة من حيث يأتي مسلموها البالغ عددهم نحو مليون. وقال هذا شبه مستحيل، وأضاف سيكون من الأفضل أن نأتي بأشخاص من هناك ونعلمهم اللغة الهولندية هنا. لكن هذا بالتحديد ما لا يريده الهولنديون، فهم قلقون منذ مقتل المخرج السينمائي تيو فان جوخ على يد من يشتبه في أنه مسلم متشدد في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ويريدون وقف استقدام الأئمة والتأكد من أن جميع أئمة المساجد تربوا وتدربوا داخل البلاد. ولا يعارض شفيق الرحمن الذي يتحدث قليلاً من الإنجليزية والهولندية التدريب المحلي لكنه يراه غير كافٍ. وقال لدي شعور إن ذلك لن يكون أمراً جيداً.. الأئمة الذين سيتخرجون من هذه الدورات التدريبية ربما يكونون نصف مؤهلين وليسوا أئمة أكفاء. ورفض نظرية شائعة في العديد من الدول الأوروبية عن أن ما يسمونه (الإسلام الأوروبي) سيساعد المسلمين هنا على التكامل بشكل أفضل. وقال ليس هناك شيء اسمه الإسلام الليبرالي أو الإسلام البريطاني على سبيل المثال، الإسلام واحد في كل أرجاء العالم، ولدى شفيق الرحمن اقتراح، لكنه بالتأكيد سيفشل. فهو يقول الحكومة يتعيّن أن تقيم جامعة للمسلمين يديرها مسلمون ويكون أساتذتها جميعاً مسلمين، يمكنهم دعوة أشخاص جيدين جداً من الهند وباكستان وتركيا والمغرب للقيام بكل برامج التدريب لسنوات طويلة جداً. ويتفق الإمام على أن المسلمين في أوروبا يجب أن يتفهموا محيطهم الجديد وينسجموا معه لكنه لا يرى سبباً يتطلب إحداث تغيير كبير. وعن دور المرأة وهي نقطة خلاف بينه وبين العديدين في هولندا يقول شفيق الرحمن إنه يقول لهن انهن يجب ان يتعلمن ويكن قادرات على العمل. ولكنه يبلغهن كذلك: لا يتعين علينا أن ننسى قواعد الإسلام بما فيها تغطية الرأس إذا التزمتن بقواعد الإسلام يمكنكن ان تعشن حياة أفضل. ويقول شفيق الرحمن إنه يشعر بقليل من الاضطهاد في هولندا ويعتقد أن البلاد ستعتاد في نهاية الأمر على المسلمين. وتابع قد يكون أمراً جديداً بعض الشيء على المجتمع وبعض الناس قد لا يفهمونه، لكن بمرور الوقت سيتفهمون هذه الأمور أيضاً.
|