إن من درس القسم العلمي في المرحلة الثانوية حتما قد مرت عليه نظرية الطرد المركزي من مادة الفيزياء - إلا من كان غائباً عن المدرسة يوم شرح ذاك الدرس - حيث تستعمل هذا الطريقة لإحداث حالة من الانفجار الانشطاري!! فيدمر بقوته مدناً ودولاً بأكملها.. وبعض قضايانا الاجتماعية تخضع لحالة من هذا النوع (الطرد المركزي) خصوصاً في قضايا المرأة لكن وبحمد الله أن الشحنات السالبة والشحنات الموجبة المحركة لهذا الدوران ما زالت تحت السيطرة حيث تشعل مشاعر المرأة (ليلاً) بقيم الإسلام وتعاليمه العظيمة، وما أن تغط في أحلامها الوردية حتى ترزح من على أم رأسها (صباحاً) بأغلال المجتمع من أعراف وتقاليد كاذبة، هذه الحالة من (الإسوتش أون - والإسوتش أوف) حتما ستؤدي إلى اشتعال تلك الشحنات الكهربائية محدثة حالة من الدوي والانفجار والتمرد تأتي على الأخضر واليابس. ولذا ينبغي علينا أن نتوقف عما نحن فيه ونتنفس الصعداء، ثم نأخذ القضايا والنوازل الجديدة برؤية وحكمة وفقه للواقع الذي نحن فيه دون تعجل في تصدير الأحكام، خصوصاً في قضايا اجتماعية قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: (أنتم أعلم بأمور دنياكم). إن المتابع لما يطرح ويكتب ويتداول هذه الأيام يصاب بحالة من الإحباط لا تستطيع الخروج منها إلا بالضحك.. لأن شر البلدية ما يضحك، وخذ على ذلك مثالاً: قيادة المرأة للسيارة، وكيف أن المجتمع عاش حالة من الهيستيريا الأيديولوجية، ذلك أن (الكل) نسب إلى نفسه العصمة وعلم ما وراء البحار وسفه كل من خالف رأيه. وهذا المنهج في الحقيقة أحادي التفرد (سواء يسار أو يمين) أفرز فيما أعتقد حالة الإقصاء والتسفه الذي يمارس بعض الأفراد من كلا الفريقين، حتى وقعنا في هذه الحالة من الضبابية. إن المجتمع للأسف لم يستوعب الدرس جيّداً وما زال يلدغ من نفس الجحر عدة مرات، ومن يسترجع قصص التاريخ وحوادثه سيجد مواقف فردية أمام تغيرات اجتماعية قوبلت بنفس النمطية الفكرية التي نشهدها اليوم، وكان الأحرى وبدلاً من أن نغرق أنفسنا في قبول أو رفض قضايا سيحسم الزمن قراره..! لأن الزمن وحده هو المحرك والمحدد الرئيسي للقرار الاجتماعي، كان الواجب أن نستوعب متطلبات المرحلة ونبحث في تفاصيل حتما سوف تغشانا لاحقاً بدلاً من الانغلاق على نقطة البداية.
|