برعاية متواصلة من الأمير عبد العزيز بن فهد
تشييد أول مركز إسلامي ومسجد كبير في العاصمة الأسكتلندية

في مثل هذا اليوم من عام 1998م تم تشييد أول مركز إسلامي ومسجد كبير في العاصمة الأسكتلندية أدنبرة شمال المملكة المتحدة.
وقد تحقق ذلك بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، ورعاية متواصلة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز، وبمتابعة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي.
وكان هذا الإنجاز الحضاري الإسلامي العظيم حلماً يراود أبناء الجاليات المسلمة المقيمة في العاصمة الثقافية لأسكتلندا منذ انتقالهم إليها في عام 1958م. وقد حرص المسلمون منذ ذلك الوقت على إقامة شعائر الدين وأهمها الصلاة. ولم يكن لهم قدرة إلاّ على استئجار شقة صغيرة لهذا الغرض، ومع تزايد عددهم الذي يبلغ الآن ما يزيد على عشرة آلاف أسرة مسلمة، بالإضافة إلى الطلاب الدارسين والمتدربين الوافدين إلى الجامعات الأسكتلندية والكليات العلمية في أدنبرة، وأعداد كبيرة من رجال الأعمال وهواة السياحة من البلدان الإسلامية الذين يرتادون هذه المنطقة، ظهرت الحاجة إلى إيجاد مكان مناسب لأداء شعائر الإسلام.
وبتوفيق من الله تعالى تم تكوين مجلس أمناء للإشراف على هذا المسجد ورعاية مصالحه وتنظيم شؤونه ومناشطه في هذه المنطقة، فبذل جهد في سبيل تحقيق حلم الكثير من أبناء المسلمين هناك حتى يسر الله وتمكن المسلمون من شراء أرض من المجلس البلدي في أدنبرة، وتم تخصيصها لإقامة مسجد ومركز إسلامي يخدم المسلمين في أدنبرة.
تصميم الموقع وتخطيطه
بعد أن تم تملُّك الأرض بدأ العمل في الاستفادة منها وفقاً للإمكانات المتاحة، حيث تم إقامة مبنى خشبي على الأرض التي تم شراؤها وذلك لإقامة الصلاة فيه وركزت الجهود في ذلك على إصلاح المبنى الأثري القائم في الموقع لاستخدامه مصلى، وفي الوقت نفسه بدأ العمل في إعداد تصميم مسجد ومركز إسلامي على المستوى اللائق، ليحقق الأهداف المرجوة من إنشائه، وهي تهيئة المكان المناسب لعبادة الله، واجتماع المسلمين، والدعوة إلى الله على بصيرة، ونشر الإسلام بالطرق الصحيحة، وكذلك خدمة الجاليات المسلمة وتعليم أبناء المسلمين أمور دينهم، وعقد الملتقيات ونشر اللغة العربية، وتقديم المساعدات للوافدين إلى تلك البلاد، وتسهيل ما يعترضهم من مشكلات، وتوفير الكتب والمراجع الإسلامية، وجعلها في متناول طالبيها في مكتبة المسجد، بالإضافة إلى إقامة المحاضرات والدروس، وعقد الندوات والمؤتمرات الإسلامية. وقد رؤي تقسيم العمل في هذا المشروع إلى ثلاث مراحل.
تمويل المشروع
قدرت التكلفة الإجمالية لمراحل المشروع الثلاث في حدود (3.500.000) جنيه استرليني، وقد لاقى المشروع في جميع مراحله عقبات، كادت أن تئد المشروع وتقضي عليه، بيْد أن الله قيّض لهذا المشروع أنصاراً قدموا له من الدعم المعنوي والمادي ما نرجو أن يدخره الله لهم يوم القيامة، ويثقل به موازينهم، ويأتي في مقدمة ذلك، الدعم السخي من لدن خادم الحرمين الشريفين الذي ما إن بلغه ما يمر به بناء مشروع المسجد والمركز من صعوبات مادية، حتى ذلل كل الصعاب بدعم مادي بلغ أكثر من (90%) من القيمة الإجمالية للمشروع، ثم تلك الرعاية المتواصلة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود الذي احتضن هذا المشروع وتبنّاه، والمتابعة المستمرة من قبل رئيس مجلس أمناء المسجد والمركز الإسلامي في أدنبرة معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، فجزاهم الله أعظم الجزاء، ورفع في المهديين درجاتهم.
مكونات المشروع
يتكون المشروع من مسجد تتسع قاعة الصلاة الرئيسة فيه لحوالي (750) مصلياً، ومصلى للنساء يتسع لحوالي (150) مصلية ومركز إسلامي توجد فيه قاعة متعددة الأعراض تتسع لحوالي (300) شخص، حيث تستخدم للصلوات عند الحاجة، وتستخدم أيضا للمحاضرات والندوات واللقاءات العامة للمسلمين.
كما يضم المركز (مكتبة) وعددا من المكاتب لإدارة المركز، وخصص المبنى القديم بالموقع لإقامة فصول دراسية، بالإضافة إلى وجود مغسلة للأموات ومطبخ.