Saturday 25th June,200511958العددالسبت 18 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الطبية"

الأمراض التناسلية (2)الأمراض التناسلية (2)

قد تسبِّب الفيروسات المنتقلة بالتماس الجنسي أمراضاً عدة، وأهمها:
1- المليساء المعدية (Molluscum Contagiosum):
ويسببها فيروس من مجموعة الفيروسات الجدرية، وقد يكون الانتقال لا جنسياً، وهو غالباً يظهر عند الأطفال عبر حمامات السباحة والملاعب ولدى البالغين. وعند ظهور الآفات في المنطقة المغبنية يكون الانتقال جنسياً، وينتقل هذا الفيروس من الإنسان إلى الإنسان، وهو من الفيروسات الحاوية على الحمض النووي DNA.
تظهر آفات هذا المرض بشكل حطاطات وحويصلات مسررة ذات لون أبيض عاجي وسطح لمَّاع بأقطار تتراوح بين 1- 3مم، وقد تصل في بعض الأحيان إلى أحجام كبيرة، وتظهر على شكل آفات مفردة أو على شكل مجموعات في مختلف أجزاء الجسم على الجلد أو المخاطيات، وعادة ما تميل هذه الآفات إلى الازدياد في العدد والانتشار بطريقة العدوى الذاتية، وفي حال عدم المعالجة قد تصل إلى عدة مئات. ويمكن تشخيصها عن طريق المظهر السريري المميِّز لهذه الآفات، وعند الحاجة يمكن اللجوء إلى الخزعة النسجية لتثبيت التشخيص.
ومعالجة هذا المرض ليست دائماً مطلوبة، وخصوصاً في حال وجود آفات قليلة؛ نظراً إلى كون هذا المرض ذا شفاء عفوي خلال 2- 4 أشهر، ولكنه في بعض الحالات قد يستمر عدة سنوات. وفي حالة ظهور آفات جديدة فيجب العلاج عندها باستخدام مواد مختلفة مثل النيتروجين السائل (الكي البارد) أو البودوفلين أو الإفراغ الميكانيكي لمحتوى الآفات مع التعقيم.
2- الحلأ التناسلي:
ويسببه فيروس الحلأ الإنساني البسيط النمط الثاني HSV2 بشكل رئيس، وعادة ما ينتقل هذا الفيروس بواسطة الاتصال الجنسي، ولكنه قد ينتج عن النمط الأول لهذا الفيروس. وتظهر الهجمة الأولى على المنطقة التناسلية بأشكال مختلفة متضمنة الحويصلات والبثرات والتقرحات الحمامية التي قد تحتاج إلى 2- 3 أسابيع حتى تشفى. وتظهر هذه الآفات عادة على الأعضاء التناسلية الخارجية لدى الرجال، ولكنها قد تظهر على التناسلية الخارجية، وقد تمتد إلى التناسلية الداخلية وعنق الرحم أو الشرج، وتترافق عادة مع الألم والحكة وظهور مفرزات من المجاري البولية مع ضخامة عقد لمفية، ومن الشائع ترافقها مع أمراض جهازية. وتتضمن هذه الأعراض حمى وصداعاً وألماً عضلياً وتعباً، وفي أكثر من 80% من الحالات لدى النساء يظهر التهاب عنق الرحم الحلئي على شكل مفرزات قيحية دموية أو مخاطية. وتكون حالات النكس شائعة بمعدل 3- 4 مرات سنوياً، وقد تكون أكثر تواتراً، وتكون الآفات الناكسة بشكل حويصلات وبثرات مع محيط حمامي مترافقة بحس ألم وحكة ووذمة مع حس حرقة. وتشفى عادة هذه الآفات خلال 6- 10 أيام.
ومن الجدير بالذكر أن الآفات الشرجية قد تكون لا عرضية، ولكن في حالة كونها عرضية تترافق بحس الألم مع تقرحات في المخاطية الشرجية. ويتم التشخيص عادةً اعتماداً على المظاهر السريرية للمرض. ولتأكيد التشخيص يُمكن إجراء زرع للفيروس من الآفات أو الوسم بالأضداد المشعة، ويعتبر استخدام ال PCR أفضل طريقة تشخيصية لهذا المرض. ويجب عند المعالجة الأخذ بعين الاعتبار زيادة الوعي لدى المرضى البالغين ولدى الحوامل، ويمكن المعالجة في الحالات ذات النكس المتعدد باستخدام المضادات الفيروسية كالإسكلوفير والفام سكلوفير بالطريق الجهازي، وذلك بهدف تخفيض شدة الهجمة وزيادة الوقت الفاصل بين الهجمات.
3- الثآليل التناسلية:
وهو مرض يظهر نتيجة الإصابة بالفيروسات الحليمومية الإنسانية، وخصوصاً الأنماط 6 و11 و16 و18. ويعتبر هو المرض الأكثر انتشاراً بين الأمراض المنتقلة بالجنس لدى البالغين، وتكون القدرة على العدوى موجودة في المرحلة قبل ظهور الثآليل، وهي غالباً المسؤولة عن النكس التالي للمعالجة، وقد يترافق مع أمراض أخرى منتقلة بالجنس. وتقسم الأنماط المسبِّبة إلى حميدة، وهما النمطان 6 و11، وأنماط مرتبطة بخطورة عالية لحدوث السرطانات، وبشكل خاص سرطان عنق الرحم لدى السيدات والأعضاء التناسلية الخارجية لدى الذكور والإناث. ويبدو أن الثآليل التناسلية عابرة ودون عواقب لدى معظم الناس، وفي حالات قليلة قد تأبى العلاج وتتطور إلى سرطان، والأسباب المؤدية إلى ذلك غير معروفة، وقد يكون نوع الفيروس المسبِّب ومكان ظهور الآفات. والحالة النموذجية على شكل حطاطات مفرطة التقرن ملساء السطح متفاوتة الأقطار والأحجام، أو على أشكال أخرى، مثل:
أ- الكانديلوما (Candylomata Acumiya): وتظهر سريرياً على شكل حطاطات مفصصة بحجم 2- 5سم عادةً، ولكنها قد تصل إلى عدة سنتيمترات قطراً وارتفاعاً، وتكون متعددة في التوضع؛ فقد تصيب الجلد، وقد تظهر على المخاطيات التناسلية، وتترافق عندها مع نزف بولي، وتكون ذات لون رمادي أو أصفر أو زهري، مع ظهور مفرزات قيحية. ويمكن تشخيص الثآليل التناسلية والكانديلوما بالمظهر السريري، وكذلك باستخدام ثلاثي كلور حمض الخل، وفي حالات نادرة قد تحتاج إلى إجراء خزعة نسجية. الإجراء الأفضل هو استخدام ال PCR. وتستخدم معالجات مختلفة اعتماداً على المرض وشدته وتوضعه، وتتعدد الأدوية المستخدمة مثل البوردفلين أو الأبميكمود أو المعالجة القرية أو الليزرية.
ب- الكانديلوما العرطلة ( Giant Condyloma Aueminatum): وهي نمط نادر الحدوث ومترقًّ ذو نمو يشبه الثآليل، وهو عبارة عن غرن ثؤلولي، ويسبب بالنمط 6 من الفيروسات الحليمومية الإنسانية، وهي تنمو وتصل إلى بنى أعمق. وللأسف فإنها قد تحدث انتقالات إلى العقد اللمفية المجاورة، ويكون التشخيص ممكناً بالصورة السريرية، ولكن من المفضَّل إجراء خزعة نسجية لمعرفة مدى التطور الورمي. ويكون العلاج بالاستئصال الكامل للآفة والعقد المحيطة المصابة، بالإضافة إلى المعالجة الشعاعية بعد الاستئصال.
ج- الحطاطاني البوفيناني: يسبب هذا المرض بالنمط 16 من الفيروسات الحليمومية الإنسانية، وتظهر الآفات على شكل حطاطات مسطحة ،وعادة مصطبغة بقطر من عدة ميللمترات إلى عدة سنتيمترات، وتظهر على الأعضاء التناسلية الخارجية، ويأخذ سيراً مشابهاً للثآليل التناسلية الخارجية، وقد يتطور إلى سرطانة شائكة الخلايا. ولتشخيص هذا المرض قد نحتاج إلى إجراء خزعة نسجية من الآفة، وتتم معالجة هذه الحالة باستخدام معالجات الثآليل التناسلية سابقة الذكر في حال عدم حدوث التسرطن.

د. وائل أبو دياب
عيادات ديرما - الرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved