Saturday 25th June,200511958العددالسبت 18 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الطبية"

فيتامينات إداريةفيتامينات إدارية
أي مدير أنت؟
منذر جبق

يمضي أكثر المديرين أوقاتهم في المسائل المتعلقة بسير أعمالهم فتراهم يركضون ليلتحقوا باجتماع مباشرة بعد انتهاء الاجتماع الذي قبله ويتخذون القرارات الاستراتيجية أو يركزون جهدهم على تخفيض التكلفة وبين هذا وذاك يفتحون البريد الالكتروني عدة مرات يومياً ويقومون باتصالات تليفونية لا حصر لها ثم يغرقون في حل مشكلة طارئة داخل الشركة وبعدها يناقشون المسائل المتعلقة بالتسويق والمنافسين ..إلخ.
ويتلخص المشهد بسلسلة من الأحداث السريعة والمتلاحقة التي لا يملك معها المدير وقتاً للتفكير والمراجعة وأخذ العبر.
وإذا سألت أكثر هؤلاء المديرين ما هو الشيء الوحيد الذي ينقصهم فستجد الإجابة: (الوقت). مع أن أكثرهم يعمل ما يزيد عن 12 ساعة يومياً. فما هو السر؟ الحقيقة أن المديرين يتعرضون لضغط هائل لتحقيق الإنجازات ولديهم من الأعمال الكثير وليس من العدل أن يظهروا دائما منهمكين ومشغولين لكي نطلق عليهم صفة المدير الناجح، والحقيقة الأخرى أن نسبة عالية جداً من هؤلاء المديرين تقضي معظم وقتها في أعمال غير منتجة مقابل نسبة قليلة تستغل هذا الوقت للتركيز والقيام بأعمال محددة ذات هدف وخطة محددين. والفارق بين المجموعتين كما أشارت دراسات موثوقة صفتان:
- أولاهما التركيز: وهو القدرة على تحديد العمل ودرجة أولويته والتركيز عليه.
- وثانيتهما التصميم: وهو الالتزام الداخلي نحو الإنجاز؛ فالتركيز بدون التصميم يؤدي إلى سلسلة لا تنتهي من المهام غير المنجزة بالكامل، والتصميم بدون التركيز يؤدي أيضاً إلى سلسلة لا تنتهي من المهام غير الواضحة.
وتقول البروفيسورة بروخ، مديرة مؤسسة القيادة وإدارة الموارد البشرية في جامعة غالين في سويسرا: إن هناك أربع مجموعات محتملة كمزيج من هاتين الصفتين أولاها للمديرين الذين يعانون نقصاً في التركيز والتصميم ويمثلون ما يقارب ثلث المديرين، وهؤلاء يقومون في العادة بالواجبات الإدارية الروتينية كحضور الاجتماعات وكتابة المذكرات والاتصالات وسواها، ولكنهم لا يستطيعون أخذ زمام المبادرة أو رفع مستوى الأداء، أو القيام بالتخطيط الاستراتيجي في الشركة.
والفئة الثانية هي الفئة التي تمتلك صفة التركيز ولكنها تفتقر إلى التصميم وتمثل حوالي 20% من المديرين فهؤلاء يبدؤون بحماس وتركيز ومع ضعف التصميم والالتزام يذوب لديهم هذا التركيز ويتركون أعمالهم نصف منجزة ويفقدون الاهتمام بها، ولذا تبقى دائما لديهم سلسلة من الأعمال التي لا تنتهي والتي تفاقم الأوضاع لديهم.
أما الفئة الثالثة وهي التي تمثل أكبر شريحة من المديرين (حوالي 40%) وهي التي تفتقد للتركيز ولكن لديها تصميم والتزام قويان قد يتجهون في الاتجاه الخاطئ ولديهم مشكلة في التخطيط الاستراتيجي والتأقلم مع المتغيرات ويلتزمون بأفكار أو مشاريع تطويرية كبيرة ثم يهجرونها خصوصاً أوقات الأزمات.
أما الفئة الأخيرة وهي الأقلية - حوالي 10% من المديرين - فهي تلك التي تمتلك تركيزاً وتصميماً عاليين، وهؤلاء يقدمون مجهوداً أكبر من الفئات الثلاث الأخرى ويحققون أهدافاً أساسية وبعيدة المدى بشكل أسرع، ويبدو أن وضوح الرؤية لديهم إضافة إلى تصميمهم والتزامهم بالإنجاز يساعدهم على اتخاذ القرارات الصائبة حول كيفية توجيه البوصلة لديهم من ناحية إدارة الوقت واختيار الأهداف وتحديد الاستراتيجيات وكذلك استخلاص العبر عند الانتهاء. وهؤلاء المديرون لا يفقدون صوابهم خلال الأزمات وكذلك لا يصابون بالإرهاق لدى انتهائها بل يستمرون في تحديد أهداف جديدة وإعادة الكرّة مرة أخرى.
فأي مدير أنت؟ وأين التحدي في ذلك؟
لا يهم أن تحدد لأي فئة تنتمي ولكن التحدي أن توجه مسارك باتجاه الفئة الأخيرة، حيث التركيز والتصميم هما المحركان الأساسيان للإدارة الناجحة.

عيادات ديرما - الرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved