بعد أن أثار الوزير القضية
لماذا ينسحب الاقتصاديون من الميدان؟

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك -حفظه الله-
تابعنا عبر الجزيرة الكثير من النقاشات والأطروحات حول مفهوم لفظ (البطالة)، وذلك عبر العديد من الكتابات الجادة، بدأها أحمد بادويلان خلال رسالته الموجهة لمعالي وزير العمل يطالب فيه بايجاد مفهوم وصياغة جديدة لهذا المفهوم الذي يثير حوله الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام على مستوى الفرد والمجتمع.
وقد رد معالي الوزير عبر أسلوبه الشيق والمثير مستخدماً لغته الشعرية في الرد، لكنه ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه دون الوصول إلى النتيجة المرجوة.
هذا اللفظ (البطالة) قضية حيوية وضرورية تهم أجيالاً تخرجت من الجامعات وتنتظر فرص العمل لكن الظروف لم تساعدهم في تحقيق أحلامهم ليصبحوا مجرد رقم في هذا الطابور الطويل في انتظار المجهول. والمثير في الأمر أن معالي الوزير قد طرح عبر الجزيرة وخلال حديثه مع الصحفي اللامع حاسن البنيان البطالة وأفكارها وأضرارها ودعا إلى طرح حلول عملية وجادة كمخرج لهذه القضية بعد أن كشف عن أرقام ونتائج مخيفة تبعث على القلق نحو هذه القضية.
ولكن أكثر ما يقلقني هو أننا مجتمع يعج بالمئات من رجال الأعمال ونخبة من الاقتصاديين الذين اشتهروا بكتاباتهم الجادة وأطروحاتهم المتميزة في كل ما يهم الوطن من أحداث اقتصادية سواء على الصعيدين المحلي أو الدولي لكنهم وبكل أسف تجاهلوا تلك القضية ونحَّوها جانباً. وهنا نتساءل والسؤال مشروع:
لماذا لا يدلي الاقتصاديون برأيهم في مفهوم البطالة بعيداً عن جفاء الأرقام وجفاف الحلول؟ لماذا يتسابقون في مناقشة قضايا الغير حتى ولو كانت دون الأهمية للمواطن السعودي ويتجاهلون وضع البطالة داخل المجتمع؟
إذا كانت وزارة العمل ممثلة في معالي الوزير غازي القصيبي قد طرحت القضية وتداولتها عبر الندوات والمؤتمرات بل والصحف.. فلماذا يتخاذل علماؤنا من الاقتراب في مثل هذه القضايا الضرورية والحيوية؟ هل نلجأ إلى علماء آخرين غير علمائنا ليفتونا بالرأي السديد والقول الصائب؟ لماذا يفضلون الانسحاب عمداً من النقاش دون مبرر؟
عموماً القضية مثيرة.. أحداثها شائكة وتحتاج إلى تكاتف الجميع على القول السديد الذي سيتداول أرض الواقع من خلال احصائيات وأرقام ليكون التشخيص سليماً والعلاج شافياً بإذن الله.