المكرم سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة خالد بن حمد المالك.. المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد أشكر سعادتكم على رحابة صدركم وإعطاء الكل حقه في التعبير عن رأيه ووجهة نظره عبر جريدتكم (الجزيرة). وعبر صحيفتكم أود التعقيب على موضوع نشر فيها للأخت هند الشويعر المنشور في عدد يوم الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1426هـ الموافق 14 يونيو 2005م بعنوان (ما قلته شيء ومانشر على لساني شيء آخر) في صفحة (عزيزتي الجزيرة). وحيث إنها عبرت عن وجهة نظرها بخصوص برنامج التعليم الجامعي للطالبات الصم في كليات البنات، وذلك بعيدا عن أرض الواقع وميدان العمل، فأود أن أوضح لها وللجميع ومن باب الخبرة والتجربة في هذا المجال أن التعليم حق للجميع، العاديين منهم وغير العاديين، من ذوي الاحتياجات الخاصة وأخص بالذكر هنا الطالبات الصم الملتحقات ببرنامج التعلم الجامعي بكليات البنات وما ذكرته الأخت هند (بأن تطبيق البرنامج كان فيه شيء من التسرع وعدم التخطيط) فأنا أود أن أسألها، هل طلب العلم محدود بزمن؟ وهل نحن نقود عجلة الحياة بأيدينا؟ فالعمر يمضي، والزمن يدركنا، فلابد لنا من مواكبة مسيرة الحياة ونفتح آفاقا جديدة وواسعة أمام بناتنا الطالبات الصم، وتذليل الصعوبات التي تواجههن في مسيرتهن العلمية، فقبول الطالبات للالتحاق بهذا البرنامج كان كبارقة أمل يشع في دربهن لتحقيق ذواتهن، وإثبات قدرتهن على الكفاح فهن طالبات يمتلكن من القدرة والموهبة ما يمتلكنه زميلاتهن العاديات، فلِمَ لا نسمح لهن بممارسة حقهن في التعليم، فهل يحق لنا حرمانهن من هذا الحق؟ وهل يحق لنا تحديد مصير غيرنا؟ وأما عن عما ذكرته من عدم التخطيط فليس لذلك أساس من الصحة فالدكتورة فوزية أخضر كانت الصدر الحنون لبناتها الصم وسعت وناضلت من أجلهن، فليس من المعقول أن تزج بهن في حرم الكلية دون أن يكون لديها تخطيط مسبق ومستمر للرقي بمستوى بناتها الصم، بل إنها سعت لتوفير سبل الراحة لهن وتسهيل دمجهن مع العاديات داخل الكلية، رغم معارضة البعض من ذوي الفكر المحدود، فوقفت صامدة متحدية لكل الصعوبات كالجبل الصامد في وجه الريح. وبمتابعة من مكتب الإشراف التربوي للتربية الخاصة قامت الأستاذة نسرين سندي بالإشراف المباشر على العمل الميداني، فأنشأت غرفة مصادر لكل قسم بالكلية، وإيجاد طاقم عمل من معلمات متخصصات بالعوق السمعي ومترجمات للغة الإشارة وبالتعاون مع مدينة السمعيات للإعاقة السمعية تم توفير سماعات ذات جودة عالية لكل طالبة، وتزويد غرفة المصادر بأجهزة (FM) لتمكين الطالبات من سماع الأصوات بشكل أفضل والاستفادة قدر الإمكان من البقايا السمعية لديهن. وأما بالنسبة لما ذكرته الأخت هند من مقترحات لتفادي أخطاء البرامج، فأود أن أطمئنها بأن البرنامج ليس به أخطاء وكل شيء يسير حسب الخطة الموضوعة للبرنامج. 1- وما اقترحته لتقييم مستوى الطالبات في اللغة العربية فإدارة الإشراف التربوي لم تغفل عن مثل ذلك؛ فالطالبات يخضعن لاختبار القراءة أثناء المقابلة الشخصية للواتي يتقدمن بطلب الالتحاق بالكلية ويتم اختيار الأفضل، وسوف يتم عقد دورات تطويرية في اللغة العربية للطالبات الصم بالمراكز الصيفية في مدينة الرياض خلال العطلة الصيفية ولمدة شهرين متتاليين لتحسين أدائهن في اللغة العربية. 2- أما عقد دورات في لغة الإشارة فذلك لا بأس به للمترجمات فقط لتطوير لغتهن الإشارية مع العلم أنهن مترجمات كفء ويتقن الإشارة الوصفية بشكل جيد وذلك حسب ما تعودن عليه في معاهدهن ومستوى المترجمات التعليمي لا يقل عن الشهادة الثانوية بالإضافة إلى أن إحداهن تكمل تعليمها الجامعي بانتسابها في كلية التربية قسم اللغة العربية وذلك خلاف لما قالته الأخت هند وبالنسبة للطالبات الصم فكيف ينسين لغتهن الإشارية بعد تخرجهن من معهد الأمل فهن لا يستخدمنها في المعهد فقط بل في حياتهن اليومية والاجتماعية وكان من إيجابيات دمجهن في الكلية أن الطالبات الصم أصبحن يتحدثن لفظيا أكثر مما يستخدمن الإشارة مع زميلاتهن العاديات، وذلك مما نسعى لتحقيقه لزيادة حصيلتهن اللغوية دون الاعتماد على الإشارة. 3- وبالنسبة لنشر التوعية في الكلية فقد تم عقد ندوات توعوية لمنسوبات الكلية من هيئة تدريس الطالبات أثناء الفصل الدراسي الثاني، الندوة الأولى عقدت يوم الثلاثاء الموافق صفر 1426هـ في القاعة العامة بمقر كلية الاقتصاد والتربية الفنية، والندوة الثانية عقدت يوم الاثنين 15 ربيع الأول 1426هـ في القاعة العامة (قسم التربية الفنية). 4- أما ما قالته بأن الملازم والمحاضرات لا تسلم للطالبات إلا في آخر للفصل الدراسي فذلك غير صحيح البتة، فالطالبات يتسلمن الملازم والكتب منذ الأسبوعين الأولين من بداية الفصل الدراسي ونحن المعلمات نسخر كل طاقاتنا وجهدنا لخدمة طالباتنا الصم ودخول المحاضرات معهن بالإضافة إلى وجود المترجمة ومتابعة شرح عضو هيئة التدريس وتدوين المحاضرات وتسليمها أولا بأول ولا يتأخر ذلك أكثر من يومين أو ثلاثة وذلك لتنقيح المحاضرة وتبييضها وتصويرها ومن ثم تسليمها للطالبات وشرحها والتركيز على النقاط المهمة والتأكد من فهم الطالبات لها، والطالبات وأهاليهن أكبر شاهد على ذلك. وذلك كان ردي على الأخت هند وتوضيح الأمر لها. وأود أن أنوه أنه ومن خلال تجربتي مع الطالبات الصم خلال هذا الفصل الدراسي لمست في هيئة التدريس روح العطاء والتعاون معنا ومع الطالبات الصم وكان التواصل بيننا رائعا ولم يكن هناك أية حواجز وقد كانت الطالبات الصم مثالا للأدب والأخلاق والالتزام والاجتهاد ورمزا للكفاح وقد رحبت جماعة مصلى الكلية بالطالبات الصم ودعوهن للانضمام إليهن كجزء لا يتجزأ من هذا الصرح الشامخ وأنهن على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة لهن إن احتجن لها مخلصات النية في ذلك لله سبحانه وتعالى شاكرات لهن حسن تواصلهن وتعاونهن وأثابهن الله على ذلك.وأود أن أشكر كلاً من د. حصة المالك عميدة كلية الاقتصاد والتربية الفنية لاحتضانها لبناتها الصم سائلين المولى عز وجل أن يجعل ذلك في موازين أعمالها، و د. نادية أندجاني رئيسة قسم التربية الفنية التي كانت بمثابة الأم الحنونة لنا ولبناتنا الصم فرغم مشاغلها كانت تطمئن عليهن وفي آخر يوم من الامتحانات شرفت غرفة المصادر بحضورها وهنأت الطالبات بنهاية العام الدراسي وأثنت عليهن وتمنت لهن المزيد من المثابرة والنجاح جزاها الله عنا خير الجزاء. وفي الختام أوجه كلمة أخيرة للطالبات الصم وأطمئنهن بأن مسيرتهن العلمية لم ولن تعثر خطواتها ما دام الله في عوننا ونحن في عونكم.
مشاعل بنت محمد أبو نيان معلمة تربية خاصة (عوق سمعي) بغرفة المصادر بكلية التربية /قسم التربية الفنية |