في يوم الأحد ليلة الاثنين الموافق 1-4- 1426 هـ انتقل إلى رحمة الله تعالى أخي الحبيب إبراهيم بن عبدالله الشريف، حيث كنت أزوره مريضاً في المستشفى، وقد كان صابراً محتسباً طوال فترة مرضه، وفي آخر أيامه دخل في غيبوبة وكنت بجواره أقرأ عليه آيات من كتاب الله الكريم، بعد ذلك فتح عينيه ورأيت دمعة حبيسة في مقلته، ثم واصلت القراءة في سورة الكهف، وما أن وصلت إلى قول الباري تبارك وتعالى {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}، إلا ولاحظت أن أنفاسه هدأت وبعدها خرجت روحه إلى بارئها، رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا وإياه في جنات النعيم والمسلمين أجمعين. ولعلي أذكر مقتطفات من سيرته.. فقد كان - رحمه الله - رحوما عطوفا ودودا للصغير والكبير، لا يحمل في قلبه أي ضغينة، كما كان كريما وسخيا محبا ومرحبا بضيوفه، وقد ضرب مثالا في صلة الرحم، فقد كان يزورني دائما ويسأل عني رغم بُعد المسافة وما كان يتحمله من مشاغل، حتى في آخر أيامه كان يحرص على زيارتي رغم مرضه، ويحرص أيضا على عيادة المرضى، وكان كثيرا ما يدخل الفرحة والسرور على الأطفال خاصة في الأعياد، فكان يحرص أشد الحرص على فرحة الأطفال، وقد كان خير أب لأبنائه يهتم بمتابعتهم وتوفير كل متطلباتهم. ما نقول إلا ما يرضي ربنا تبارك وتعالى {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}ولا يفوتني أن أوصي أبناءه بالدعاء له والتصدق عنه كما قال عليه الصلاة والسلام (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).. كما أوصيهم بأن يسيروا على ما وصاهم به من الاستقامة والبر بأمهم. أسأل الله العلي القدير أن يتقبله ويغفر له ويدخله جناته، وأن يجمعنا به والمسلمين أجمعين في الفردوس الأعلى.. إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|