Saturday 25th June,200511958العددالسبت 18 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

مزيداً من التشجير والمسطحات الخضراء لنتفيأ ظلالهامزيداً من التشجير والمسطحات الخضراء لنتفيأ ظلالها
عبدالله بن حمد الحقيل

الشجرة زينة وجمال وظل وينبغي تعميق حب الشجرة في نفوس الناشئة وحثهم على العناية بها في المنتزهات والحدائق وملاعب الأطفال والمنازل.
لقد عمّت النهضة الحضارية بلادنا في شتى المجالات ولم تقتصر على جانب من الجوانب ولقد بُذلت جهود لا يستهان بها في تشجير الشوارع وإنشاء الحدائق ولمس الجميع فائدة ذلك وأن الشجرة آية من آيات الله تبعث على البهجة وتوحي بالراحة والاطمئنان وتبهج النفس بلونها وشكلها وجمالها لما لها من دور عظيم وشأن كبير في حياة الإنسان والطير والحيوان وكل كائن حي فهي تعطي الأرض منظراً جميلاً تكسوها بالخضرة وتضفي عليها البهجة والجمال.
وتهتم الكثير من الأمم بالأشجار وتنميتها والمحافظة عليها حيث إنها تشيع الخضرة والبهجة في النفوس، وتحافظ على البيئة وتنمي الثروات الطبيعية، ولكم شعرنا بفائدة الشجرة وغرسها، والشجرة كما هو معروف آية من آيات الله، تبعث على الراحة بلونها الأخضر فهي تلطف الجو وتنقي الهواء وتجعل المدن زاهية وتحافظ على التربة من الانهيار وتعطي الأرض منظراً جميلاً تكسوها بالخضرة وتضفي عليها البهجة وتحولها من صحراء جرداء مقفرة إلى بساط سندسي أخضر بديع يشرح الصدر ويريح الخاطر، وكم للشجرة من فوائد عظيمة فهي زينة وجمال وبهجة تنشر الظل الوارف وتقي من وهج الشمس والرياح والسموم، ولقد قال الله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ} (يس: 80). صدق الله العظيم.
ولا ننسى شجرة الرضوان التي اختارها الرسول صلّى الله عليه وسلم في صلح الحديبية حتى يأخذ تحتها البيعة كما قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ.}
وما أجمل أن نهتم بالشجرة في بيوتنا وشوارعنا ونكثر من الحدائق وزيادة الرقعة الخضراء، خصوصاً وأن الكثير من الأشجار والنباتات أثبتت نجاحاً وملاءمة لظروف مناخ بلادنا الحار صيفاً والبارد شتاء، كما ان كثيراً من الأشجار يطرد الناموس والذباب والحشرات.. إن الشجرة من أهم مظاهر الجمال الطبيعي لأي مدينة، كما أن حفيفها ونسماتها تضفي على الأنفس الجمال والروعة وتبعث الراحة والسكينة في نفس المشاهد وأن التوسع في إقامة المنتزهات والحدائق والتشجير سيزيد المساحات الخضراء وترتدي مدننا لباس الخضرة والبهجة والجمال ويتمتع المشاهد بمنظرها الزاهي البديع ولكم أوحت المناظر الخضراء للشعراء بالقول الجميل والوصف الرائع البديع. ولقد اهتم بها القرآن الكريم في أكثر من موضع ليلفت النظر إليها وداعياً النفس للتأمل فيها واعطاها الرسول صلّى الله عليه وسلم من أحاديثه الشيء الكثير اهتماماً بها لكثرة عطائها.
في القرآن الكريم الكثير من الشجر وفوائده ومن أجل الاهتمام بالشجر وغرسه للفائدة التي فيه قال عليه الصلاة والسلام (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) إن الشجرة ظل وبهاء وجمال وزراعتها مساهمة في تنمية الوطن وهي رمز الجمال وعنوان العطاء.
فالشجرة زينة وبهاء ومنظر حسن ويقول المثل: (زرع السابقون فأكلنا ونحن نزرع ليأكل اللاحقون) فمزيداً من الاهتمام بالشجرة والحرص على غرسها والإكثار من المسطحات الخضراء، وزيادة تشجير الشوارع والميادين، والعمل على التوعية بأهميتها.. وهكذا فالشجرة بهجة وحسن وجمال، فمزيداً من الاهتمام بها والمحافظة عليها وانتشارها فهي مظهر خير وجمال وثروة وآثار حميدة، وتكسو الأرض بحلة ناضرة زاهية وتشيع السرور والبهجة، وتمدنا بالثمار، فهي مصدر الحياة ومادتها الأساسية، فلنحرص في مختلف مدننا على غرسها، والتوسع في تشجير الطرق والشوارع المختلفة حتى يكون لها تأثير على المناخ والبيئة وتخفيف مضار التصحر، ومساوئ التلوث ولتظل مدننا خضراء فلنسهم في تشجير بلادنا، وأن تتضافر الجهود في ترسيخ أهمية الشجرة والحد من مظاهر العبث بها واقتلاعها وتكسير أغصانها ومزيداً من التشجير وغرس الأشجار ورعايتها والحفاظ عليها لنتفيأ ظلالها وننتفع بها، إن التوعية مهمة في هذا الميدان وتعميق الإحساس بالمسؤولية، ليحس كل مواطن بدوره في حماية الأشجار كجزء من المنجزات والمرافق العامة والحفاظ عليها والتي وجدت لخدمة الجميع وليكن بشكل مستمر التوعية باهمية الشجرة على مدار العام وزراعتها وسبل زيادة الرقعة الخضراء على أرض بلادنا وإقامة الندوات والمعارض والزيارات الميدانية لكليات الزراعة والشركات الزراعية والمشاتل النموذجية وغيرها دعماً لوسائل التوعية وترسيخاً لمختلف النشاطات وتفعيل دورها وتأصيل روح التعاون في هذا المجال.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved